(شيخموس علي) مدير جمعية حماية الآثار السورية التي تتخذ من مدينة ستراسبورغ الفرنسية مقراً لها، قال في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه، أن «المتحف الأثري خان مراد باشا تعرض لأضرار كبيرة نتيجة القصف ببراميل متفجرة تم إلقاؤها من طائرة هليكوبتر تابعة لجيش النظام (السوري) مساء الاثنين» الماضي. ووفق بيان الجمعية، تضرر عدد من اللوحات الفسيفسائية التي كانت موجودة في الرواق الشرقي للمتحف بدرجات متفاوتة. كما تعرضت لوحتان مستطيلتي الشكل وتحملان رسوماً هندسية لدمار كبير جداً. ولم تسلم أربع لوحات دائرية الشكل من الضرر وإن بدرجة أقل نتيجة إصابتها بشظايا أحدثت ثقوباً.
أما المدير العام للآثار والمتاحف السورية (مأمون عبدالكريم) فقد ندد في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس، بـ «هذه المأساة الجديدة للتراث السوري»، لكنه امتنع عن تحديد الجهة المسؤولة عنها. وأضاف: «يجب تحييد المتاحف ولا ينبغي على أي كان، بغض النظر عن الجهة التي ينتمي إليها، أن يمس بذاكرة بلدنا».
فضيحة فرانس برس الجديدة تكمن في الخلفية التي وضعتها لتقريرها الذي ختمته بالقول
" وتمتلك سورية، أرض الحضارات كنوزاً ومعالم أثرية تعود إلى حقبات التاريخ المتعاقبة من كنعانية وآرامية وأموية وعثمانية. لكن هذا الإرث الضخم يتعرض منذ بدء النزاع المسلح إلى التخريب والتدمير من جانب الأطراف كافة، النظام والمعارضين له والجماعات المتطرفة، وحتى السكان ".
فرانس برس، التي أشارت للسكان واتهمتهم، لم تذكر أن متحف معرة النعمان بالذات حماه وأعاد تأهليه السكان أنفسهم، من ناشطي معرة النعمان، بينما دمّره نظام الأسد الظلامي الهمجي، الذي لايختلف في شيء عمن تسميهم "الجماعات المتطرفة" في استهدافه للآثار ورؤيته للثقافة والإرث التاريخي السوري.. لكن فرانس برس تحاول أن تصوره في معظم تقاريرها باعتباره النظام العلماني الذي يحارب التكفيريين... ولولا أن الطيران والبراميل المتفجرة سلاح حصري بيد النظام، لاتهمت سواه بهذه الجريمة!
أورينت نت في تحديثاتها الأسبوعية اليوم توثق هذه الجريمة، وهذا الصمت عن ظلامية نظام الأسد، من خلال تقرير لابن معرة النعمان الزميل عماد جبريل بعنوان: (متحف معرة النعمان شهيد البراميل: تاريخ دمّره إرهاب الأسد!) يوثق فيه تاريخ المتحف، ومحاولات الناشطين لتأهيله والحفاظ عليه قبل أن يدمره طيران الأسد.
أما في (ألبوم الأسبوع) فتنشر صوراً خاصة للدمار الذي خلفه اعتداء الأسد الهمجي على متحف معرة النعمان تحت عنوان: (براميل الأسد تغتال فسيسفاء متحف معرة النعمان).
وتمضي تحديثات أورينت نت الأسبوعية النوعية، لتقدم في (ملف الأسبوع) صورة عن سياسة تدمير الإرث الحضاري الذي انتهجه حافظ الأسد بحق الحرف السورية والحرفيين السوريين المهرة منذ انقلابه الأسود في تشرين الثاني من عام (1970) حيث يكتب المهندس سامر كعكرلي، ليروي لنا في إلمام تاريخي واسع: (كيف تربّص نظام الأسد بالحرفيين السوريين.. ودمّر حرفهم العريقة!)
أما (شخصية الأسبوع) فتوجه من خلالها أورينت نت تحية للسيدة منتهى سلطان باشا الأطرش، من خلال بورتريه يكتبه عنها الزميل رامي زين الدين. فقد كانت ابنة قائد الثورة السورية الكبرى ضد الانتداب الفرنسي في عشرينيات القرن العشرين، من أوائل الأصوات التي صدحت بهتاف الحرية حين اندلعت الثورة السورية ضد استبداد الآسد. وكلنا يذكر كيف انطلق صوتها في أول برومو قدمه تلفزيون الأورينت عن الثورة السورية في آذار من عام 2011، نقياً، حراً، صادقاً، لم يعرف يوماً التذبذب أو التراجع، حتى عندما أحالها نظام الأسد إلى محكمة الإرهاب!
وفي تحديثاتنا اليومية...
نمضي مع أجواء الشهر الكريم لنرصد جوانب الحياة اليومية الرمضانية في رابع رمضان تشهده الثورة السورية، سواء من خلال تقاريرنا الميدانية من كافة المناطق السورية، وأماكن تواجد السوريين في الخارج... أو عبر زاويتنا (صورة اليوم) التي تبقى مفتوحة لمساهمة قرائنا كما زملائنا الإعلاميين والناشطين... حيث تكبر أسرة أورينت دائما بمساهماتهم وتواصلهم وتفاعلهم. وكل رمضان وأنتم بخير.
التعليقات (2)