"أستاذ ورئيس قسم"دراما الديكتاتورية.. والانتقام من الثورة السورية

"أستاذ ورئيس قسم"دراما الديكتاتورية.. والانتقام من الثورة السورية
(أستاذ ورئيس قسم)، أحد الأعمال الدرامية عن ثورات الربيع العربي هذا العام، إلى جانب أعمال درامية أخرى مصرية بالتعميم وسورية بالتخصيص، وهو دراما سياسية تتميز بنفس عال من الموالاة للأنظمة العسكرية، ومثيرة للسخرية السوداء. الطريقة التي لم تصعب على "الزعيم" كما يحب أن المصريون أن يسموا عادل إمام، ليجد الطريقة المناسبة حسب وجهة نظره لتشريح الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي، أسلوب السرد وعرض القصة خاصين جداً بالمنظور الذاتي لفريق العمل من سيناريو وإخراج وبطولة وصولاً للطاقم الفني والتقني، والعمل الذي لم يتم استقباله ببراءة فنية، حيث نال الكثير من الإهتمام كمشاهدة، ولم ينال ذات القدر من الإهتمام النقدي.

الحنين إلى الديكتاتور

بصرف النظر عن هوى الزعيم سياسياً، إلا أن العمل الدرامي موغل بالثقافة الشمولية، صورةً وتاريخاً، ما يجعل مشاهدته أمراً عسيراً على جمهور الربيع العربي، بالمقابل جمهور العلاقة بين الفن والثقافة الشمولية سيكون أمراً سهلاً عليهم متابعته، حيث العلاقة الأزلية بين الفن والسياسية، وهم الهواة التاريخيين للون المازج بين الفن والسياسية. السيناريو الذي يشتغل على تعديل وتحريف الوقائع، لا ينسى في الوقت نفسه عرض شيء من التاريخ الذي يشتغل على جعله منسياً لصالح تاريخ رسمي يصنعه الإنقلاب العسكري، ضد أول شرعية سياسية في تاريخ مصر الحديث والمعاصر. والعمل الدرامي عرف بالضجيج الدعائي، منذ الحلقات الأولى لعرضه حيث يخرج الزعيم بمظهر اليساري المثقف والمقاوم للسلطة، ظاهراً الدكتور الجامعي المنقوم عليه من ابن رئيس مجلس الوزراء ومن الشخصيات المتنفذة بالحكم.

المقدمة في الحلقات العشرة الأولى، جلها عن التظاهرات المعادية للرئيس والحكومة في زمن مبارك البائد، ثم بعد الحلقات العشر الأولى ندلف ميدان التحرير لنجد الأستاذ الجامعي يجتمع مع شباب الثورة ضد مبارك، نتعرف على الهويات الخاصة بكل شخصية وتحولاتها، في محاولة لإعادة الروح درامياً للتاريخ الأسود لمبارك ونظامه، وإطلاق النار درامياً على الثورة.

دوافع سياسية

سياسة العمل الدرامي لم تكن يسارية بمقدار كونها سياسة سياسة المشير عبد الفتاح السيسي التي ترفض الحريات العامة، وتزدري الديمقراطية والمطالبين بها - بالتالي- موقف العمل من رئيس شرعي بالسجن، وأخر وصل للحكم بإنقلاب عسكري، تثير الكثير من النقد. الدراما التي لم تقدم عادل إمام كبطل فني، بل كأحمق سياسي يهاجم الثورة السورية لأسباب تتعلق بالمصير الواحد للأنظمة العسكرية في سوريا ومصر.

بعيداً عن السياسة لم يكن العمل الدرامي على قدر كبير من التجانس، كل مشهد فيه يلتحم بالمشهد الذي يليه بشكل هزلي لا يصير الكوميديا بمقدار ما يثير المملل من الغباء الدرامي، مشكلاً صورة وتنفيذ تقني لها غير موحد، جاعلاً من المشاهد آراء بصرية مبعثرة، وكاميرا المخرج، لا تتقن الوعي بالمساحة وتوزيع الأدوار بشكل يتناسب مع الكادر.

العمل الدرامي (أستاذ ورئيس قسم) لم يكن جاداً ولا كوميدياً. كان معروفاً عن الزعيم عادل إمام إعجابه بمبارك ونظامه، وكان يتحدث عن مرحلة حكم مبارك وكأنها نهضة محمد علي باشا، والعمل الدرامي مليء بالرسائل المعادية للربيع العربي والثورات، مما سيزيد من حنق الشارع المصري بالتخصيص والشارع العربي بالتعميم على الزعيم.

التعليقات (2)

    إلى كل الخاذلين والمتآمرين

    ·منذ 8 سنوات 10 أشهر
    على الشعب السوري، ليفجعنكم الله قريبا بأعز ما لديكم وليعاملنكم بما تستحقون، ولن يسلمكم الله مما يحصل للشعب السوري الآن وأنتم تتفرجون. وإنا للننتظر وقوع عذاب الله بكم في الدنيا قبل الآخرة، وإن غدا لناظره قريب! ولا تلوموا عندئذ إلا أنفسكم أيها المجرمون!

    غريب الدار

    ·منذ 8 سنوات 10 أشهر
    بالحقيقة ان نظرنا الي كافة الاعمال التلفزيونية ان كانت سورية او مصرية فجميعها تتمحور حول محور واحد لا ثاني له ان الدين الاسلامي و تطبيق تعاليمه و اتباع اوامر جوف بخق البشرية و الانسانية. تظهر لك كافة المسلسلات الدرامية و غيرها ان الملتزم بشرع الله اما انه منبوذ من مجمعه و اهله خاصة او انه رجل شرير يريد المجتمع امر سوء او كيد. هذه اهدافها و هذه غاياتهم من كل مسلسلاتهم الفنية و السياسية.
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات