سياحة الزنازين-1: ممارسة الحب "بنكهة" تحقير الرئيس وجيشه!

سياحة الزنازين-1: ممارسة الحب "بنكهة" تحقير الرئيس وجيشه!
في هذه السلسلة الخاصة، يفتح الناشط (عمر) ابن مدينة دمشق ذاكرته ليروي لـ(أورينت نت) وقائع سنتين قضاها في سجون ومعتقلات الأسد، حيث اعتقله الأمن وهو طالب يحضر لامتحان الشهادة الثانوية، دون أن يدري أنه سيخسر الامتحان والشهادة وعامين من عمره، ويخرج محطماً، يحمل في ذاكرته قصصاً وحكايا، وأسماء مجرمين، اختار أن يبوح بها لـ (أورينت نت) عبر حلقات تنشر تباعاً.

التهمة العجيبة!

عادي أن تُعتقل في "سوريا الأسد" دون تهمة. بل عليك أن تشكر الله، بما تبقى من حياتك. على أنك لم تكن صاحب إحدى "الصور المُرقمة" "بعهدة قيصر" للسياحة والفرجة. كما تظنها برلمانات الشعوب المرتاحة، و "تكايا" حقوق الإنسان، على ما يبدو.

لا شك، بأن شتيمة "الأب والوريث"، كما لعن جيشهما. باتت لازمة يومية، في حياة غالبية السوريين. بيد أنها لم ترقَ بعد لتكون، من طقوس العشق بين الشباب. لكن فصيل "الأسد" الأمني، اعتمدها كواحدة ضمن أطول وأغرب، لائحة اتهامات مُسبقة الصنع "ربما بالتاريخ"، بما يؤهلها للدخول، ضمن سجلات "غينتس" للأرقام القياسية.

الناشط (عمر) 19 عاماً " يومها". اعتقله فرع الجبة (الميسات)، للأمن السياسي بدمشق، خلال الشهر الأول 2013، من مقهى للانترنيت، ثم أُدرج ضمن، ما يشبه البرنامج "السياحي" لإعادة التأهيل الوطني. شمل أربعة سجون، و"محكمة".

كانت التهمة الأولى، الموجهة لطالب الثانوية العامة آنذاك. ممارسة فاحشة سب "الرئيس وتحقير جيشه"، على الهاتف و"الفيس بوك". مع فتاة تصغره "سناً". ما يثبت بالدليل القاطع، حقد الشاب على "النظام"، وفقاً لما ارتآه المحققون.

أول الرقص!

بنظرة واحدة، قرر رئيس فرع "الجبة – الميسات"، العميد "عبد الرحمن حمادة" حينذاك، استضافة الشاب. على اعتبار أن وراءه "قصة كبيرة"، بحسب الضابط الذي تلقى أمر العميد، مشفوعاً "بتوصية" للاهتمام الشخصي.

لم يتردد الضابط بالتنفيذ، عبر أنبوب بلاستيكي رافق – بضرباته - وجه الناشط "ع" من الطابق الخامس، إلى الطابق الثاني تحت الأرض. حيث بهو التحقيق بطرف. فيما غرفة "الرائد" المُسؤول، وبعض زنازين المنفردات ، ومكتب تسليم "الأمانات"، والديوان بالطرف الآخر. وجميعها مُعدة للتعذيب.. يروي (عمر) قائلا:

" كنت بالطابق الأخير بوقتها ( الخامس أو السادس..لا أذكر ) وعندما عاد الضابط الذي كان لدى العميد قال لي : (والله يا عمر العميد قبل استضافتك عنا...وقلنا نتوصى فيك لأنك في وراك قصة كبيرة ) حرفياً. بدأ دفعي على الأدراج وضربي بعصا (أنبوب تمديدات صحية بلاستيكي اخضر) على وجهي...إلى أن وصلت إلى (بهو التحقيق)..حيث كان فيه 3 أماكن للتحقيق..منفتحة على بعضها...وممر على جوانبه أسرة وخزائن للعناصر التي تخدم بالفرع...وبآخر الممر مفترق لممر آخر يحوي الزنزانات الإفتراضية...أما بالطرف الآخر من البهو فهناك غرفة مكتب مشرف بهو التحقيق ورتبته رائد...ومكتب الأمانات والديوان(طبعاً كل هذه المكاتب تستخدم للتعذيب) ...

تم أخذي بمجرد وصولي إلى مكتب الأمانات لتسليم أغراضي...عندها سألني نقيب عرفت فيما بعد بأن اسمه عمار وهو نائب عن مشرف التحقيق أحياناً: ما الذي أفعله هنا فأجابه الضابط الذي أنزلني: "هاد كان هربان صرلو شهر سيدي...وهلق لقدرنا نمسكو لهالإبن الـ..."...قلت للضابط: "سيدي انا ما كنت هربان واليوم الصبح مريت عالحواجز وانا رايح عالمعهد" لكن كانت الصفعة على وجهي أقوى أثراً من محاولتي الدفاع عن نفسي".

100 كبل رباعي لكل كلمة (لا)!

تحولت تهمة الناشط (عمر) إلى تهمتين "مبدئياً". إذ أُضيف إليها "الهروب" لمدة شهر . بينما الانكار لأي منهما، في حضرة النقيب (عمار)، معاون مشرف بهو التحقيق. ثمنه " الأولي" شتيمة عائلية من "كعب الدست"، مصحوبة بصفعة مُعتبرة. ثم إلقاء بالمنفردة "9"، تمهيداً لبدء أول جلسة تحقيق مسائية روتينية "معلومات شخصية"، خالية التعذيب.

على عكس جلسة "التعارف" تلك، جاءت جلسة التحقيق "السياسي"، صباح اليوم التالي، بمعية المُحقق قيس (أبو مايا) حول مشاركة (عمر) بالمظاهرات. إذ بلغت تسعيرة كل انكار للتهمة "100" كبل رباعي على القدمين. ومع اعتماد "تقنيات" التعذيب بالكهرباء، والتجويع، والحرمان من النوم. اضطر الشاب للبوح، بكلمة "سر" حسابه الثاني في "فيس بوك"، على عادة النشطاء بانشاء حسابين، والتي سرعان ما انكشفت، وفقدت جدواها تقريباً، منذ بدايات الحراك السلمي.. يقول (عمر):

" بالبداية اعطيتهم حساب تمويهي..(حساب مؤيد للنظام) ..أنشئته تحسباً لمثل هذا الأمر...اقتنعوا به بالبداية...لكن العميد(عبد الرحمن..) لم يقتنع...واخبر المحقق أنني أكذب.. فعادوا لتعذيبي مرة أخرى ولكن هذه المرة بالكهرباء.... فاضطررت لإعطائهم الحساب... وهنا تأكدوا تماماً بأنني ضدهم كون كل أصدقائي من المعارضين للنظام ومشترك تقريباً بكل تنسيقيات الثورة السورية...عدا عن محادثاتي التي تحوي تبادل لمقاطع المجازر التي يرتكبها النظام عسكرياً بحق المدنيين".

حاضر "سيدي" أنا إرهابي!

53 يوماً، من التحقيق، بواقع جلستين "صباحية ومسائية". لم يعترف الناشط "ع" بالتظاهر فقط. إنما فوقها بخطف مدنيين وعسكر، وتفخيخ وتفجير منازل، ووكالات تجارية.

الناشط (عمر)، لم يكن لديه شريكة "حبيبة"، بارتكاب جرائمه المُفترضة، ليخسرها من أصله. أو لتبادله الحب بنكهة شتم "سيادته". عدا أنه لم يُمارس "رفاهية" الحب عن بعد، كما في فيلم "حب في زنزانة" لعادل إمام. لكنه خسر التقدم لامتحان الشهادة الثانوية. فوقها نحو سنتين من عمره. قضاهما، متنقلاً من سجن لشبيهه، ومن زنزانة لأختها.

التعليقات (1)

    فهد بلان يلي رقص على قبر حافظ

    ·منذ 8 سنوات 9 أشهر
    عصابة الاسد لم تترك طريقة قذرة واكثر حيوانية الا ما استخدمتها لازلال ابناء السنة .عندما كنت بحبس الجوية كان كل اعضاء العصابة التي تعمل في السجن يسالونني من اي طاءفة انت.الله يخلصنا من هؤولاء القر ود
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات