هدف المعركة "الغزوة"
وكان جيش الفتح قد بدأ المعركة ببيان قال فيه: "أن المعركة تأتي رداً على حصار قوات النظام وميليشيات إيران الطائفية، ومن ثم العملية العسكرية التي شنتها هذه الميليشيات مع قوات النظام على مدينة الزبداني في ريف دمشق بهدف إبادة أهلها وتهجيرهم".
وأضاف البيان: "إننا في غرفة عمليات الفتح نؤكد لشعبنا كافة ولأهلنا في الزبداني خاصة، أن دمائنا دون دمائهم ونحورنا دون نحورهم ولتثكلنا أمهاتنا إن نحن بقينا متفرجين على هذه الجريمة وعليه فقد قررنا بدأ معركة كفريا والفرعة ضد قوات النظام الأسدي وميليشيات إيران لنذيقهم في الشمال ما يذيقون أهلنا في الزبداني حتى يعودوا إلى رشدهم".
قصف بلا تقدم!
منذ اللحظات الأولى للمعركة تمكن الثوار من تحقيق العديد من الأهداف بقصف مواقع مهمة في محيطهما، حيث تدك مدفعية الفتح القريتين من ثلاثة محاور: (بنش ومعرتمصرين ومزراع بروما) ودمروا بذلك عدداً من الحصون حول القريتين وداخلهما.
الناشط الإعلامي وعضو تنسيقية مدينة بنش (عمر حاج قدور) قال لأورينت نت: ""أن الفتح قسم قوته التي خصصها لقصف قوات النظام والميليشيات في هاتين القريتين وضمن هذه المعركة، على محورين.. كل قرية محور، حيث تتولى كتائب للفتح قصف الفوعة من محور مدينة بنش، فيما يتولى قصف كفريا مجموعات من محور معرتمصرين، بالإضافة لمجموعات مساندة في مزارع بروما".
وعن الخسائر التي تلقتها الميليشيات الطائفية داخل القريتين يضيف الحاج قدور: "هناك العديد من الإصابات التي وقعت في صفوفهم ومن المؤكد أن من بينهم قتلى، بالرغم من أن صفحاتهم التي نتابعها لم تعترف سوى بسقوط عدد من الجرحى، وهذا الأمر لا يمكن تصديقه نظراً لكثافة النيران التي فتحتها مدفعية جيش الفتح على معسكراتهم في القريتين".
ورداً على سؤالنا عن أي تقدم أحرزه عناصر الفتح خلال هذه المعركة قال الحاج قدور: "لا يوجد تقدم كون المعركة وإلى حد الآن، اعتمدت على القصف الصاروخي والتمهيد، ولم يلحظ أي انتشار لمجموعات الاقتحام التابعة للفتح".
وفي بيان مصور خاص بـ (حركة أحرار الشام الإسلامية) توعد أحد قياديها قوات النظام والمليشيات الطائفية في القريتين بالقصف بوابل من القذائف حيث قال: "لدينا المئات من قذائف جهنم والهاون، ولن يتوقف القصف على قريتي الفوعة وكفريا، إلا اذا توقف القصف على مدينة الزبداني".
وسائل إعلام إيرانية تحرّض!
تعد قريتا الفوعة وكفريا من أهم الخزانات البشرية للميلشيات الطائفية التي تساند النظام ولا سيما حزب الله السوري الذي تأسس في الفوعة بداية العام 2013 حيث يتلقى أوامره من الضاحية الجنوبية معقل حزب الله اللبناني ومن قيادة الحرس الثوري الإيراني، وداخل القريتين يتم تدريب العديد من المقاتلين الشيعة القادمين من أفغانستان والعراق وغيرهم من المقاتلين الذين يساندون النظام تحت الرايات الطائفية، وعلى يد مختصين من الحرس الثوري الإيراني.
منذ بداية الثورة اختار أهالي القريتين أن تكون مساحتهما الصغيرة، نقطة سوداء في محيط يلهب في الثورة، حيث أعطوا الولاء لنظام بشار الأسد على حساب العلاقة التاريخية مع جيرانهم من السنة ولا سيما في مدينة بنش، اللذين ذاقوا منهم ويلات من الاعتداء والتنكيل، وجعل القريتين قاعدتين لانطلاق قوات النظام منهما لقمع صيحات الثوار والمتظاهرين في بداية الثورة، ومنصات لقصف المناطق الثائرة في إدلب فيما بعد.
يشار أن قريتي الفوعة وكفريا الشعيتين تقبعان تحت حصار جيش الفتح منذ حوالي أربعة شهور وتحديداً بعد تحرير مدينة إدلب، ويحاول النظام إمداد وقوته ومن يساندها داخل القريتين بالذخيرة والمؤن عبر المروحيات، وأغلب تلك المؤن تقع بين يدي الثوار.
الجدير بالذكر أن قنوات النظام وسائل الإعلام المحسوبة على إيران تحاول اللعب على وتر وجود مدنيين داخل القريتيين يتعرضون للقصف والحصار، فيما تفيد المعلومات، أن معظم أهالي القريتين هجروهما لتخلوان لعناصر الميليشيات الشيعية وعلى رأسها حزب الله والحرس الثوري.
التعليقات (6)