لأول مرة في إدلب: عيد بطعم الحرية والأدالبة يخبزون الكعك بحماس

لأول مرة في إدلب: عيد بطعم الحرية والأدالبة يخبزون الكعك بحماس
يبدأ السوريون مع حلول عيد الفطر السعيد في تجهيز الحاجيات التي يتطلبها العيد، ويشهد التجهيز طقوساً يقوم بها الناس في الأيام التي تسبق العيدً.

إذ يعتبر شراء الملابس من أبهى الصور التي يعبر من خلالها الناس عن فرحتهم بفطرهم المبارك، وتأتي الملابس على رأس أولويات الأسرة، يليها تجهيز الحلويات، التي يقدموها للمعايدين، إذ يتهادى الأهل والأصحاب حلوى العيد في جو من السعادة بعد شهر الصوم، ويأتي كذلك التحضير للغداء الأول يوم العيد بعد انقطاع شهر كامل عن تناول وجبة الغداء تماشياً مع رمضان.

ولكن مع ارتفاع الأسعار ارتفعت أسعار الملابس بشكل كبير، وأسعار المواد الاولية التي يصنع منها الناس حلوياتهم، وغيرها الكثير من المنغصات التي لا يراها الناس حاجزاً أمام اكمال فرحتهم بالعيد.

كعك العيد يدخل فرن الشواء في أواخر رمضان!

"قديماً كان في قريتنا فرن كبير تأتي إليه النساء في الثلاثة أيام الاخيرة، لنصنع كعك العيد، وهو طقس يميز مناطقنا في اواخر رمضان، اذ نقوم بصناعته من الطحين، وبعض التوابل"، والكلام للسيدة أم محمد التي التقينا في إحدى حارات كفرنبل وهي تعلم جارتها كيف تصنع الكعك، تضيف أم محمد: "منذ ثلاثة سنوات لم نصنع الكعك من أجل العيد، بسبب الحرب الدائرة، وعنف قوات النظام الذي شغلنا عن أي طقس، ولكن هذه السنة غالبية البيوت تصنع الكعك، لأننا مللنا انتظاراً، ويجب أن تستمر الحياة، ولكن اختلفت الظروف واختلفت الطقوس".

يتهادى أهل الحارة صحون الكعك، مساء كل يوم ليتذوق الجيران ويحكمون في طيبته، تقول أم مهند: "للأمانة كعك جارتي ابتسام أطيب بقليل من الكعك الذي صنعته أنا، قد يعود هذا لنوع التوابل، أو ربما فترة بقاءه في الفرن، تذوقت خمس قطع منه فيه قرشة مميزة لا تجود في الكعك الذي صنعته".

شراء الملابس... سق ونق وأذواق مختلفة!

بعد الإفطار تبدأ السيدات والبنات، والأطفال بالتجول في الأسواق بحثاً عن انسب الثياب التي تناسب العيد، رغم موجات الغلاء الكبير.

تقول أم محمود: "الأسعار مرتفعة جداً حيث لا يقل سعر بنطال لطفلي والصغير عن ألفي ليرة، وفي نفس الوقت البضاعة ليست جيدة، لكنني مضطرة لشراء ألبسة العيد للأطفال، كون العيد مناسبة سعيدة، ونحن هنا تعبنا من الحرب ولم نعد نعبأ بقصف طيران النظام لنا".

وفي شرح تفصيلي قال علي أحد الباعة: "سعر البنطاول العادي للولد 2000 والكنزة 1500 وحزام الخصر /القشاط/ 600 وجربات 250 وحذاء 2000 يكون متوسط طقم عيد اي طفل لا تقل عن 6100 ليرة، انه رقم كبير قياساً بدخل الناس هنا في الشمال السوري، لكن الاقبال جيد، فالناس مضطرة لتعيش الفرح مهما كلفهت الثمن".

أم عمار ليست حالة منفردة، والتي همست لنا سراً أنها استدانت مبلغ 50 ألف لتشتري ثياب ولم تنتهي بعد تقول أم عمار: "لي شقيق يقيم في السعودية طلبت منه 50 ألف ليرة لأشتري ألبسة العيد لأولادي، اليوم انتهى المبلغ وبقي عندي ولد وأنا لم نشتري ألبسة العيد، كل شيء غال، لكننا سنعيش فرحة العيد رغم كل القهر".

جمعيات ومؤسسات تساعد الناس!

وفي سياق متصل بدأت الجمعيات الإنسانية التي وقفت مع السوريين منذ بداية الثورة، بدأت في مساعدة أرباب العائلات الفقيرة كي لا يكون لديهم غصة الفقر الى جانب غصة القصف والحرب، حسبما قال فضل العكل، وهو الذي يشرف على عدة مشاريع خيرية في إحدى بلدات ادلب، تعنى باليتامى وأسر شهداء الثورة السورية، يقول فضل: "انشالله سنعمل بكل ما اوتينا من قوة وجهد وعلى حساب وقتنا وبيوتنا لنسعد كل عائلة في يوم العيد، فهو فطرنا، ويوم فرحتنا كمسلمين صائمين، ونحن في عملنا نعتمد السرية في توصيل المساعدات قدر الإمكان، فهؤلاء الناس أهلنا، وجميعنا معرضون للفقر، الناس لبعضها، نتمنى فطر مباركاً سعيداً للسوريين والمسلمين في كل بقاع الأرض".

ويضيف أبو خالد وهو بائع ألبسة أيضاً: "الأمور تكون تمام في المحل، وكل القطع مرتبة، ولكن ومع دخول أول امرأة لتشتري ألبسة العيد، يقوم المحل ولا يقعد، فالسيدات يكون لديهن نهم على الشراء في العيد، هنالك امرأة استبدلت بنطلون جينز لولدها ستة مرات، ولكن مضطرون لمسايرة الزبون نظراً لموجات الغلاء".

زيارة المقابر طقس العيد يتجدد!

بعد صلاة الفجر، يبدأ الناس بالذهاب الى المقابر، ليزوروا موتاهم، وكأنهم يقولون لمن مات، اننا نعايدك قبل أن نعايد الأحياء، وعلى المقبرة يجتمع المقربون، ويتهادون أغصاب الرياحين مابين بعضهم البعض، واضعينها على قبور موتاهم، ويسقون القبور ماءاً ويدلكون التراب، يقرأ الناس الفاتحة ثم يعودون للمنازل، لتكون قد بدأت صلاة العيد.

وفي الحارات تبدأ طقوس العيد مع تكبيرات الجوامع، ورائحة القهوة المرة، لتبدأ الشوارع تزدان بضحكات الأطفال وألوان ألبستهم الزاهية. ولكن زيارة المقابر بعد الثورة لها طعم مختلف، فقد طوى الثرى الكثير من الأحبة شهداء في سبيل حرية وكرامة طالما اشتاق إليها السوريون.. وطالما ذاق الأدالبة مرارة الحرمان منها في عهد الأسد الذي همش المحافظة وأهملها وحرمها من التطوير!

التعليقات (2)

    يامن الحمصي

    ·منذ 8 سنوات 9 أشهر
    أهل إدلب هم أكثر السوريين تضحية و فداء و بطولة و ( إنكارا للذات و سعيا نحو الوحدة ) و قد قدموا الغالي و النفيس عن رضا و طيب خاطر في سبيل دينهم و وطنهم و حريتهم لذلك كانت المكافأة من الله سبحانه و تعالى بالنصر و التحرير في محافظتهم بل هم يقاتلون ايضا لتحرير المحافظات الأخرى كحلب و حماة و اللاذقية بارك الله في إدلب و أهلها و اتمنى من كل المحافظات أن تحذو حذوها ملحوظة : زيارة المقابر يوم العيد هي بدعة ينبغي تركها حتى ينعم الله علينا بالنصر و التمكين

    تستهلوا يابلد البطل غسان عبود

    ·منذ 8 سنوات 9 أشهر
    تستاهلوا يأهل أدلب أنكم تستحقوا الحرية التي أنتزعتموها من المجرم الحقير الخنزير ومن يدعمه رغم أنه زج بكل قوته ولكنك شعب يحب أرضه ويقدس الحرية أنا لست أدلبي ولم أزر أدلب بحياتي ولكن أفخر بهذا الشعب القوي الجبار, وأتوقع أن تتحول أدلب الى لؤلؤة سوريا لأن شعبها الوفي سيبنيها ع ,تستاهلوا ولكن خلو السلاح صاحي عدوكم غدار أبنوا الأنفاق والملاجئ أبنوعلى حطام الدمار وأصمدوا في أرضكم وساعدوا أخوانكم في حماة الأبية الجبارة فأهل حماة هم الأصالة والخير , أياكم أن تأمنوا من الخنزير فهو يتوعدكم ولكن الله معكم
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات