الاتفاق النووي وولاية الفقيه!

الاتفاق النووي وولاية الفقيه!
لطالما كان العالم يعرف ومقتنع أن إدارة الرئيس باراك اوباما، اتخذت قرارا استراتيجياً منذ نهاية عام 2012، على اعتبار ابرام اتفاق نووي مع طهران يمنعها من امتلاك قنبلة نووي. ترتب على هذا القرار أيضا، ترك ميليشيات إيران تستبيح الدم السوري والعراقي واللبناني واليمني. اوباما لا يريد أي خلاف جانبي مع طهران يعكر صفو محادثاته معها من أجل ابرام مثل هذا الاتفاق الذي تم.

عندما بدأت المحادثات بين إيران ومجموعة الخمسة زائد واحد بقيادة الولايات المتحدة منذ عامين، كان الهدف المعلن هو القضاء على حلم ملالي طهران بامتلاك سلاح نووي، مقابل رفع العقوبات التي فرضتها واشنطن، والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، على إيران ودفع ثمنها الشعب الإيراني وشعوب المنطقة، التي تم هدر دمها من قبل الولي الفقيه، لكي يعيد رفع العقوبات عن مشروعه الأساس، مشروع ولاية الفقيه!

أسفرت المحادثات خلال الأسبوع المنصرم عن نتيجة مختلفة قليلا، فقد رضيت الدول الست الكبرى ببقاء القاعدة المنتجة للنووي الايراني. وتأجيل تصنيع طهران لقنبلة نووية لمدة تتراوح بين ثماني وعشر سنوات، مع لجان التفتيش كفيلة بان تحول الرقم إلى لا نهائي من السنين. حتى تتمكن ولاية الفقيه من تصنيع النووي!. بينما سيبقى تحكم الدول الست ببرنامج معقد لرفع العقوبات، سيستمر بشكل كامل أو جزئي لمدة تصل إلى 15 عاما. 15 عاما قابلة للتمديد!! لكي تعود إيران دولة غير معاقبة. وافقت إيران على وضع نفسها تحت شكل من أشكال الوصاية من قبل الدول الست الكبرى بمباركة الأمم المتحدة. علما أن كل دولة من دول العالم لها الحق في تخصيب اليورانيوم بنفس النسبة التي سمح لايران بتخصيبها. لكن ليس كل دولة تخصب بهذه النسبة، لديها لجنة وصاية دولية تتدخل في كل شاردة وواردة. السؤال الذي يجب أن نعرف اجابته وستظهر لاحقا، في مجرى التفاوض، كان هنالك اربع قنوات تفاوض، قناة اساسية ورئيسية هي قناة التفاوض المباشر الامريكية الايرانية. ثم قناة التفاوض الإيرانية مع الدول الست مجتمعة، وقناة تفاوض إيرانية روسية، وقناة تفاوض إيرانية مع الصينيين. أما الاوروبيين فليسوا موحدين. ألمانيا علاقاتها ومصالحها مختلفة عن فرنسا عن بريطانيا. لهذا جاء الموقف الاوروبي كظل فقط للموقف الامريكي. السؤال ما الذي جرى في كل قناة تفوضية على حدا؟ وما هي الاتفاقيات الثنائية بين أيران وكل طرف في هذه القنوات؟

ما يجب ان يكون التركيز عليه، هو قناة التفاوض الإيرانية الأمريكية. هذه القناة بالذات هي من ساهمت في تدمير شعبنا مع الأسد.

اما الموقف الإسرائيلي فهو على خصومة مع إيران، لن مشروع ولاية الفقيه يتناقض مع مصلحة إسرائيل. لا تريده قويا على حدودها. حيث يصبح حسن نصر الله مدعوم نوويا!! أو الأسد أيضا. ليس لأنها تخاف الآن، لكن إسرائيل تعمل من أجل المستقبل ومتغيراته. الوضع في لبنان يراد تعميمه على بقية الدول المحيطة بإسرائيل. المشكلة هنا أن النخب الاسرائيلية بغالبيتها غير جاهزة لعملية شامل سلام ودائم. تفتيت الساحة الفلسطينية، بسبب غياب السلام. هنا إسرائيل كدور أمريكا لم يعد له حجم الحضور كما السابق. ليس لأن إيران تقدمت كبديل أبدا. بل لأن امريكا تحوز على كامل الشرق الاوسط، وبحضور مباشر. لم تعد تحتاج لوكلاء. هذا ما أظهره الاتفاق النووي. أمريكا تحتاج الآن لاستمرار البيع والاستثمار في الشرق الاوسط. المشروع الامريكي في الشرق الاوسط بشكل عام لا يحتاج لدول ديمقراطية. لا تريد لأية دولة ان تصبح تركيا أخرى ولا حتى إيران. لهذا وجدت الخطة الاوبامية أن عودة الديكتاتوريات، هي التي تتيح لها التلاعب وفقا لمصالحها، مع ديكتاتور اسهل بكثير من ان تتعامل مع بلد فيه مؤسسات ديمقراطية واعلام حر. لا تريد تكرار تجربة النمور السبع أيضا التي ساهمت بتنميرهم لمواجهة السوفييت والصين. لهذا بالعودة إلى الاتفاق يتحدث بعضنا عن تضارب المشاريع، مشروع تركي ومشروع امريكي ومشروع اوروبي وروسي وصيني. وأن المشروع الايراني جزء منها بغياب المشروع العربي!!

أنا مع غياب المشروع العربي. لأنه سيكون نموذجا مقابلا للنموذج الايراني الطائفي الديكتاتوري. إيران لا تصدر نموذجا دولتيا كالغرب أو كتركيا - إسلام مدني ودولة ديمقراطية علمانية كما اثبتت الانتخابات التركية – بل تحاول تصدير مشروع ايديولوجي طائفي، متمثل بولاية الفقيه. هنا سبب الشحن الطائفي في المنطقة في العقدين الاخيرين، خاصة الآن بعد الربيع العربي والثورة السورية. هل ستصدر إيران الديمقراطية والعلمانية ودولة القانون؟ أم ستصدر" لبيك يا حسين"؟

لهذا السلطة الايرانية لن تتغير بعد الاتفاق، لكنها ستصبح تحت الوصاية. فهل يريد أوباما والغرب الاستمرار بتصدير الطائفية والكراهية والحقد المتمثل بمشروع ولاية الفقيه، مادته دماء شعوب المنطقة ومستقبلها؟ هنا مربض الفرس. لكن بالمقابل أيا تكن النتائج، الاتفاق النووي هو اضعاف لمشروع ولاية الفقيه، وسحب للبساط من تحت اقدام فيلق القدس وحزب الله وعصائب أهل الحق وبقية" الاورطة" من الميليشيات الشيعية!!!. من جهة أخرى ليخفف بعض الاسلامويين من غوغائهم في حديثهم عن مؤامرة ضد السنة. لا سنة ولا شيعة كدم معني بها اوباما.

التعليقات (1)

    امة قادها *** بترول أجرب

    ·منذ 8 سنوات 9 أشهر
    عزيزي غسان قد أسمعت إن ناديت حيا ولكن لا حياه بل ولا حياء لمن تنادي.فالرعيان و*** هم من يتولون الامور الان وما افلحت امة قادها *** بترول أجرب
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات