أبطال الموبقات السياسية يُسرفون بالدم السوري!

أبطال الموبقات السياسية يُسرفون بالدم السوري!
عندما يخترقون الثورات ويمسرحونها بسيناريوهات الدم والفتك فهم على دراية بالمأساة والنتائج التي تعود على الشعب، وعندما يؤدلجون القضية خارج حدودها الإنسانية فإنهم سيصنعون أطرافاً داخلية وخارجية لم ولن تنتمي لسوريا يوماً كي يمارسوا على ترابها لعبة (المفتّش والجلاد والحرامي والملك) بظروف كلّها دموية وخراب، يكون فيها ملوك وجلّادون ولصوص ومفتّشون من حيث تبادل وتوالي الأدوار، وسيكون الملك في كل لعبة هو الراعي الرسمي لكل الفجور وينتقل من دورٍ إلى دور، وسيخرج من اللعبة بالدم أو بالعويل - إن أسعفه الزمن - هو والحاشية باعتبارهم يتبادلون ويمارسون كلّ الأدوار، وستصبح الثورة تفاصيلاً هامشيّة في برنامج الصراع الدولي كما يريده اللاعبون والداعمون لكل الأطراف!!!

لكنّ الشعب هو الجزء الذي يدفع ثمن التعرفة الدولية الملصقة في أسواق الدعارة العالمية. لقد أصبحنا بحاجة لاستيعاب مايجري كي تستمر الثورة بوعي حقيقي، وتطرد من هم خارج حدود دمها وتضحياتها ممّن هم مطرودون إنسانياً وأخلاقياً ودينياً من كلّ معاني سوريا الثورة. بعض هذه الأذرع المخترقة للثورة تمارس على الأرض كلّ الموبقات التي تتمتع بها وتدخل في تعاليم تركيبتهم السيكولوجية والتربوية والسياسية التي صنعتهم أو أشرفت على استجرارهم عبر قرون استشعار الدولار، وينطبق عليهم الرمز الأدويبي كمن يزني بأمه، فسوريا هي الأم والعنوان الدائم لكل أبنائها وثوّارها ومن لم يرها أماً فليطرد نفسه خارج تاريخها، يريدون أن يعيدوا سوريا إلى حظيرة الطغيان والتآكل بنشر الفوضى بمكياج سياسي جديد يغيّر الشكل ويبقي المضمون.

أَدخلوا بالثورة زناة الأرض ليعيثوا خراباً بتراب سوريا، وبإسقاطات تاريخية حسب الأسطورة اليونانية عن مملكة طيبة وملكها "الملك أوديب": "وعندما اكتشف ملك طيبة أنه تزوج أمه فقأ عينيه وهام على وجهه ليكفّر عن ذنبه بعدما أنجب من أمه طفلين...... " الملك أوديب كان يظنّ أنه يعيش مع زوجة بالحلال، في حين أنه كان يمارس كل الموبقات من خلال جريمة الزنى الحرام وإنجابه بعثيين ممروغين بمرقة بعث.

ونحن في هذا السياق نستحضر الأسطورة بشكل رمزي ونحن في زمن أكثر رعباً وفيه من نماذج "أوديب" الكثير ممن يمارسون الزنى الحرام بقصدٍ أو بدون قصد، والكثير والكثير منهم يعلم جريمته بحق أمّه سوريا وثورتها ولم يفقأ عينيه حتى الآن، هذا الزنى الشاذ يتجسد اليوم عند البعثيين الجدد بنكهة ثورية على غرار حزب البعث القومي، وبين راية وراية سيعيدون البلد إلى حظيرة الطغيان بنكهة جديدة، فالغرب الذي استطاع أن يصنع لأوطاننا طغاة بنكهة قوميّة بالتأكيد عنده عدّة نكهات عندما يحين موعد تبديل الطرابيش. كانوا تحت راية القوميّة يعيشون في نشوة الملك التي عاشها ملك طيبة رفيقهم المناضل أوديب، ومع تغيّر موازين القوى والسيناريوهات تختفي الوجوه القبيحة تحت عباءة الثورة وستعود إلى صالات العرس البعثي بنسخته المُعدّلة والمهرجانات الخطابية ليتحدثوا عن الوطن والوطنية بالنسخة المُعدّلة أيضاً بالستايل الجديد والعباءة المزركشة بخطوط فارسيّة.

لعلّ هذه الأيام بالذات تتجسد وساخة اختراقهم للثورة أكثر من السابق، بعملية نوعية تنتقل فيها رغباتهم المكبوتة إلى رغبات علنية واجتماعية كأي سلوك اجتماعي آخر، فتراهم يمزجون بين الرغبات الشاذة والرغبات المشرعنة اجتماعياً مزجاً منفصلاً كل الانفصال عن الفهم الحقيقي للمجتمع وشرائعه، فالنظام البعثي الممانع وحاشيته أهدروا طاقات البلد كلها وهم يتحدثون عن الممانعة والعروبة، في حين تبيّنت خيانتهم للعروبة ببيع تراب سوريا للحاقدين من سلالة الحقد الفارسي، واستجلاب مرتزقة من كافة الأعراق... وبينما يتحدث نظامهم الممانع عن إرهاب وعصابات طائفية إرهابية نراه يستجلب كلّ صنوف الإرهاب الديني والسياسي المنظم والممنهج، كذلك هم المتجلببون بعباءة الدين والثورة في أبسط توصيف لأوديبيتهم، يمارسون الجريمة الأوديبية ولكن عن علم وتخطيط مسبق، بل ويروجون لهذا النوع من الزنى السياسي والأخلاقي ويبذلون له كل الطاقات والإمكانيات، شخصيات ضبابية غامضة تنفّذ أجندات دولية تخدم النظام الإرهابي أولاً وتغرقنا في أتون حروب متتالية ثانياً.

لن يستطيع أحد تحليل شخصياتهم وسلوكهم الشاذ تجاه أمهم سوريا، لن نفهم أو نستطيع أن نعبّر عن كنه هذه الشخصيات بشكل أوضح، يثمر عن نتيجة واضحة يفقهها الصغير والكبير كعملية جمع واحد زائد واحد يساوي اثنين! مسألتهم معقدة أكثر من كل الحسابات الرياضية والفلسفية والنفسية، وكما أن تحليل ظاهرة الملك (أوديب) صعبة وعصيّة عن التحليل والفهم؛ فإن تحليل عُقد هؤلاء السيا - جنسية أكثر تعقيداً من عقدة أوديب ذاتها، إذاً فلنبق في سياق الأسطورة والحكاية دون الدخول في تفاصيل تحليلية مكتفين بتوصيفهم كُمرجفين حقيقيين بسمعة أمهم سوريا وثورتها كما يُفترض!

إنها حيرة أي إنسان عاديّ يريد الأمور بلغة بسيطة مفهومة ومقنعة حيال ما يمارسه "الثوار" الدخلاء على الثورة... فنظام بشار مجرم ولا حاجة للتفسير، والمرتزقة الغرباء لا تعنيهم سوريا أيضاً ولا حاجة للتفسير، ولكن ما يعنينا بشكل أكبر هم من يعبثون بالثورة سياسياً وعسكرياً، ولم يتوبوا عن أفعالهم ولم يفقؤوا أعينهم، في حين أن أوديب عاقب نفسه بفقئ عينيه وهام على وجهه.

إن العرّافين قالوا لأوديب هناك جريمة كبيرة في المدينة وإثم كبير يجب أن تتطهر المملكة من هذه الفاحشة، فظلّ يبحث وينقّب عن هذه الفاحشة الكبرى حتى اكتشف أنها جزء منه من خلال الزنا بأمه دون أن يدري، ولمّا عرف جريمته فقأ عينيه وهام على وجهه ليعبّر عن معاقبته لنفسه. هذا ملك طيبة المغفّل فكيف هؤلاء الذين يعبثون بالثورة وسوريا وهم على دراية بفعلهم غالباً؟!. لقد مارسوا زنى المحارم جهاراً نهاراً وهم يمارسون خدماتهم الجليلة لتجار الدم والسياسة وعلى رأسهم أمريكا التي منحت حليفتها إيران مؤخراً قيادة الدعارة الفكرية والسياسية والدينية والإنسانية في المنطقة.

إن الشعب المذبوح الثائر هو العرّاف بسوريا وترابها، قال منذ البداية : سوريا ملوّثة ومُنتهكة القدرات بوجود نظام بعثي مخابراتي خائن وقائد لميليشيات إرهابية منظمة، على هذه الأرض إثم كبير وجريمة كبيرة يجب التَّطهر منها، ولكنها كما يبدو جريمة متولّدة لا تقف عند حدود، وكل يوم ينضمّ زانٍ جديد لأرض سوريا، هم يعرفون أنفسهم بأي دم يغتسلون، يزنون بالتراب ويغتسلون بدماء الناس، لقد عرف زناة المحارم جريمتهم ولم يفقؤوا أعينهم، سيفقؤها لهم الشعب إن شاء الله، وسيطردهم خارج مضارب دمائنا كما كانوا دائماً وكما سيكونون.

ملاحظة

"أوديب" شخصية أسطورية في مسرحية يونانية لسوفوكليس، زنى بأمه ثم عاقب نفسه وهام على وجهه في البراري بعدما فقأ عينيه، ولكنه شخصية واقعية متعددة في مسرح السياسة العالمي تجاه الدم السوري وثورته اليتيمة، يكتبها كل من الممسرحين العرب والغرب لتجنيد تلك الشخصيات عن علم ودراية أو حنكة في اجتذابهم لممارسة كل الموبقات والشذوذ سياسياً وثورياً بحق أمهم سوريا وثورتها.

ملاحظة هامة:

رغم ذلك كله... الثورة منتصرة إن شاء الله .... وستفقأ أعينهم بكل تأكيد!

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات