حصيلة هزيلة لتدريب المعارضين في سوريا

حصيلة هزيلة لتدريب المعارضين في سوريا
قبل أقل من عام مضى، طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما من الكونغرس الموافقة على تخصيص 500 مليون دولار أميركي لتدريب وإعداد نحو 15 ألفا من الثوار المعتدلين في سوريا، مفترضا أن الطريقة الأمثل لمواجهة إرهابيي تنظيم «داعش» هي تسليح هذه النوعية من القوات السورية.

تعزيز المعارضة

ووعد أوباما بأن الحرب ضد تنظيم «داعش» لن تتضمن وجود القوات الأميركية المقاتلة على أراض أجنبية، وبدلاً من ذلك أكد على ضرورة تعزيز المعارضة التي تعتبر أفضل موازن للمتطرفين.

وقال وزير الدفاع الأميركي كارتر أشتون للكونغرس، أخيرا، إن برنامج التدريب مهيأ للبدء بالعمل فيه، وأضاف أن هناك نحو 7 آلاف سوري وافقوا على التقدم له، إلا أن العدد الكلي للمقاتلين المدربين بالفعل وصل إلى 60 مقاتلاً فقط.

وقال كارتر إن هذا الرقم أقل من عدد أعضاء فريق كرة القدم في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، وفي هذا الشأن قال المشككون إنه في حال كان ذلك كل ما جنيناه عبر تخصيص مبلغ 500 مليون دولار أميركي، فإن ذلك يعني تخصيص 9 ملايين دولار للمقاتل الواحد، في الوقت الذي لم يحرز المدربون أي شيء في ساحة المعركة بعد.

وفي الواقع، فإن مسؤولا رسميا في البنتاغون قال إن 36 مليون دولار أميركيا فقط أنفقت حتى الآن، بعضها تضمن تكاليف البدء بالبرنامج الذي يسعى إلى تدريب 15 ألف شخص، وهذا أقل مما هو متوقع.

ولاتزال مسألة تقليص البنتاغون لبرنامج التدريب مجمدة تقريبا، كما هي الحال وقت عرضها أوباما على الكونغرس، وهذه من الممكن أن تخدم كل الاستراتيجية الأميركية في سوريا مجازا، وطموحاتها وأهدافها، إلا أن ذلك يعني نفورا من مخاطر التصميم وعجزا في التنفيذ بشكل يجعلها غير فعالة على نحو مؤلم.

ودعا أوباما الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي منذ عام 2011، وأكد على عدم القيام بتدخل عسكري مباشر ضد نظام الأسد، وأذن بشكل سري عام 2012 للمخابرات بمعاونة الثوار السوريين لقتال الأسد، إلا أن الثوار المدعومين من قبل أميركا قالوا إن المساعدات قليلة ومتأخرة.

وجعل أوباما من مواجهة تنظيم «داعش» أهم أولوياته، إلا أن القوات البرية التي من شأنها مواجهة الحرب في سوريا، حيث الإرهابيون يمتلكون قواعدهم الأساسية، غير موجودة بعد.

ما الذي يوقف برنامج التدريب؟ البنتاغون أرادت التأكيد على أن المتطرفين لا يدخلون ضمن برنامج التدريب، وعليه فقد فرضت عملية تدقيق صعبة تنقي المتدرب تلو الآخر، وذكر كارتر أن من بين 7 آلاف متقدم هناك 1700 شخص فقط تمكنوا من الالتحاق ببرنامج التدريب.

المهمة الصعبة

وهناك عقبة أخرى تتمثل في أن البنتاغون تطلب من المتقدمين السوريين التعهد بأنه بعد التدريب سيقاتلون تنظيم «داعش» فقط، وليس حكومة بشار الأسد، وفرض محامو الإدارة تلك القاعدة، قائلين إن الكونغرس لا يخول إجراء ردود فعل عسكرية تجاه الأسد، وبالنسبة إلى كثير من الثوار السوريين فإن ذلك يمثل أمراً مهماً.

وقال روبرت فورد، السفير الأميركي السابق في سوريا: «في حال أصر أوباما على العمل مع السوريين الذين لا يريدون قتال حكومة الأسد وحدهم، فإن من الصعب العثور على المقاتلين القادرين على العمل في هذا الإطار».

وربما أكثر ما يثير المتاعب في هذه المسائل الإجرائية هو أنه حتى مع استطاعة البنتاغون الوصول إلى هدفها المتمثل بتدريب 5 آلاف مقاتل خلال العام الواحد، على مر السنوات الثلاث المقبلة، إلا أن ذلك قد لا يكون كافيا لطرد تنظيم «داعش» الذي لديه نحو 32 ألف مقاتل في سوريا والعراق، بحسب الاستخبارات الأميركية.

نهاية

قال محللون أميركيون إن الرئيس الأميركي باراك أوباما قد يكون علق الأمل على إنهاء آخر 18 شهرا له في منصبه دون الاضطرار إلى مواجهة قرارات أكثر إيلاما بشأن العمل العسكري في الحرب الأهلية الخاسرة في سوريا، غير أنه في حال أراد للحملة ضد تنظيم «داعش» النجاح فإنه ربما لا يملك هذا الترف.

* المصدر: صحيفة البيان 23/7/2015

التعليقات (1)

    هولاء

    ·منذ 8 سنوات 9 أشهر
    هولاء خون
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات