المحلات والأسواق مغلقة!
حوالي 90% من سكان معرة مصرين نزحوا منها وتوزعوا في المدن والقرى المجاورة كمعرة الأخوان وكفتين وكفربني وحزانو وكفريحمول وكللي وسرمدا..., وبعضهم وجد مكان له في المزارع المحيطة بالمدينة.
تبدو مظاهر الحياة معدومة في المدينة, فعشرات العائلات التي بقيت فيها لم تعد قادرةً على سد أبسط احتياجاتها اليومية حيث أغلقت معظم المحلات والأسواق التجارية, فيضطر بعضهم للذهاب إلى القرى المجاورة لشراء الخضراوات أو تحصيل بعض أرغفة الخبز.
حتى مولدات الكهرباء "الأمبيرات" التي كان ضجيجها يعلو ليلاً نهاراً في المدينة توقف أصحابها عن تشغيلها ولو لساعة واحدة في اليوم, "ليس لأسباب مادية, إنما حرصاً على مسامع السكان المتبقين من أذى صوتها المرتفع!" يقول أحدهم ساخراً.
عجز إغاثي!
في الوقت نفسه تشكو اللجان والجمعيات الإغاثية في المدينة من عدم استجابة المنظمات الإنسانية للوضع المأساوي الذي يعاني منه النازحون, خصوصاً ما يتعلق بتأمين خيام للذين ينامون تحت الأشجار.
ومن ناحية أخرى يشير التقدم البطيء لسير العمليات العسكرية في معركة الفوعة وكفريا إلى طول المدة التي سيقضيها سكان المدينة خارج منازلهم, فالمعركة كما نوّه بعض المشاركين فيها ليست كمعركة تحرير إدلب أو جسر الشغور أو أريحا وغيرها من المعارك الأخيرة التي خاضها جيش الفتح, حيث كان لهروب قوات النظام وشبيحته أثراً كبيراً على تسريع الإنتصارات فيها, بينما الحصار المطبق على الفوعة وكفريا من كل الجهات يجعلها معركة حياة أو موت بالنسبة لهم. وهذا مايفسر استماتة النظام في إرسال المروحيات والطائرات الحربية وتوزيع حممها على كل المدن والقرى المجاورة للفوعة وكفريا.
حلول سلمية أو عسكريا!
تتصاعد المطالبات من سكان المدينة بحل جذري ينهي معاناتهم مع هاتين القريتين بحيث لا يضطروا للنزوح مرة أخرى بعد الآن, سواء عبر التحرير الكامل بما فيه من مخاطر وصعوبات وتضحيات، أو عبر حلول سلمية كما جرى في حمص القديمة، بتوفير انسحاب آمن للمحاصرين في القريتين, مقابل الإفراج عن المعتقلين في سجون النظام أو غير ذلك من المقايضات..فعدد البراميل والصواريخ والقذائف التي أسقطها نظام على الأسد لى المدينة تفوق عدد العائلات التي بقيت فيها, بعد أن كانت تؤوي سابقاً نحو ستة آلاف عائلة, فيما لم يبق فيها الآن إلا عشرات العائلات ممن وفرت منحة العيد التي قدمها النظام لهم؛ مع كل برميل متفجر صاروخ (فيل) مجاناً.
التعليقات (8)