أوباما الأسوَد في البيت الأبيض!

أوباما الأسوَد في البيت الأبيض!
لم يكن يتوقع أوباما الرئيس الأميركي الحالي الممدة ولايته، أن يدخل اسمه التاريخ من أكثر من باب ..ولكن هذا ما حصل مع الرجل الذي ولد لأب مسلم وأصبح أول رئيس أميركي من أصول مسلمة ومن أصول أفريقية سمراء أيضاً يدخل البيت الأبيض المتشح بشعار (wasp) والذي يعني أن يكون الرئيس أبيضاً ومن أصول (أنكلو ساكسونية) ومن الطائفة البروتستاتنية أيضاً.. ولكن باراك أوباما اخترق هذا العرف، وأضحى أول رئيس أسمر يقبع في البيت الأبيض، محققاً حلم أكثر من أربعين مليون أميركي من أصول افريقية يعيشون في الولايات المتحدة، منتصراً لحركات رفض التمييز العنصري التي قادها زعماء مثل (مالكولم إكس) و(مارتن لوثر كنغ)!

وما هي الا أشهر قليلة حتى أهدت البشرية لهذا الرجل الذي توسموا فيه خيراً جائزة نوبل للسلام، رغم أنه لم يتح له الوقت لانجاز أي مشروع مما وعد به العالم و شعبه، ولكن لجنة نوبل ممثلة بصانعي السلام في العالم رأت فيه ملاكاً يرأب الصدوع التي تركها سلفه جورج دبليو بوش الابن من قبله في السياسات الاميركية في العالم ، و عليه فقد فهم اوباما هذه الرسالة الضمنية، وتحولت جائزة نوبل للسلام من وشاح على الصدر الى سلسلة حديدية مربوطة بقدميه وقدمي سياسات الولايات المتحدة في العالم..

وكما هو حال البشرية، لم تمر السنوات التالية لتوليه الحكم الا وانفجرت الازمات المتلاحقة في العالم برمته، دون ان يتحرك شرطي البشرية لحلها، فالجائزة المعلقة بقدميه تمنعه من الاندفاع الى حلحلة مشاكل العالم ..من مشاكل الربيع العربي في تونس وليبيا ومصر وسوريا والعراق واليمن وفلسطين وصولاً الى اوكرانيا ونيجيريا واليونان وبورما ..ولكن اوباما الذي استحال لونه ابيضاً من شدة الخوف لم يفعل شيئاً حيال سيول الدماء التي تتدفق أمامه، بل على العكس، فهو قد سحب جيوشه من العراق في 2011 ، تاركاً البلد الذي خربه سلفه في 2003 في مواجه أزمة أمنية وسياسية ضخمة توضحت مع احتلال تنظيم الدولة الاسلامية ثلثي العراق، ولم يفعل شيئاً تجاه أزمة الكيماوي السورية و مثله في ليبيا التي قتل سفيره فيها وايضاً اليمن التي ترك المملكة العربية السعودية تواجه خطر الحوثيين و القاعدة فيه وحيدة..

كان جل تركيزه هو تحقيقه اجازات سياسية دون تحريك أية أساطيل حربية لانقاذ الأطفال التي تقتل في كل أنحاء العالم ، وان لم يرغب في تحريك الأساطيل فهو على الأقل لم يمارس الضغط السياسي الفعلي على تلك الأنظمة التي تقتل شعوبها وتحتل بلداناً لا يحق لها الدخول فيها ..مثل ايران التي وقع مؤخراً معها الاتفاق النووي التاريخي الذي يعيدها الى المجتمع الدولي عودة الابن الضال الى أهله ..متناسياً جرائمها في اليمن و سوريا والعراق و لبنان و فلسطين ، ايران بنظامها الحالي التي مولت الارهاب في العالم أجمع ، اضحت اليوم مع باراك اوباما صديقاً قد يرقى الى مرتبة حليف سري.

وكي يتمم اوباما انجازاته عاجل الى طي صفحة الحصار على كوبا ونظامها الشيوعي، الحصار المستمر منذ أكثر من نصف قرن انتهى بعهد أوباما ،ومنها الى فييتنام التي طبعت الادارة الأميركية علاقاتها معها بعد حرب عاصفة أطاحت بالبلاد الاسيوية وبالمجتمع الأميركي على حد سواء ..وربما يخطط أوباما الى تصفية مشاكل بلاده تماماً مع بلدان مثل فنزويلا و روسيا البيضاء وغيرها ..معتقداً أنه حينما يتنازل في مواقفه السياسية فهو قد ألغى مبررات الازمة مع تلك الانظمة التي اختلف معها الرؤساء الذين سبقوه ...متناسياً أن أزمات جمة جديدة ستتولد من تخاذله في حل أزمات مثل الازمة السورية على سبيل المثال ، او الأزمة اليمنية او الاوكرانية ..وأن الأجيال التي تتربى حالياً في المخيمات أو تحت القصف وهي تشاهده يحقق مجداً شخصياً على حساب مواقف تتطلب رجولة أكثر ..سيتحول كل طفل فيها الى مشكلة جديدة لمن سيأتي بعده...أوباما الذي أراد صفر مشاكل مع خصومه كي يمنح وجهه بياضاً ومصداقية مع جائزة نوبل للسلام ..لم يزرع سوى بذوراً سريعة لمشاكل أشد شراسة ستنمو بسرعة لم ولن يتوقعها...

التعليقات (2)

    JM

    ·منذ 8 سنوات 9 أشهر
    أوباما على الأرجح المرجّح حتى يلامس شبه اليقين، رجل منخرط في مجموعة ضغط ملالوية نافذة في واشنطن ومغذاة بالملايين لشراء الأزلام والذمم. ما مناسبة وُجد فيها الملالي في مأزق وما أكثرها إلا ونهض أوباما لانتشالهم مما وقعوا فيه.، ويعيد تعويمهم، وييسّر مشاريعهم الإجرامية في بلدان الجوار وأبعد.

    ابو بكر حبيب

    ·منذ 8 سنوات 9 أشهر
    رجل ذو ضمير اسود حكم بنفسية عبد, لم يرج منه خيرا, إلا التنصل من دينه.
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات