تركيا إلى أيــــن؟!

تركيا إلى أيــــن؟!
تحرك تركي جاء بعد انفجار الذي حصل أسبوع الماضي في بلدة (سروج) في ولاية شانلي أورفا في الجنوب تركيا على حدود السورية الذي راح ضحيته أربعون قتيل وخمسون جريح حسب مصادر من مشفى في المدينة ، هذه البلدة التي تقطن فيها أعداد كبيرة من أنصار حزب العمال الكردستاني، وكذلك أعداد من اللاجئين السوريين القادمين من عين العرب (كوباني)، والفارين من مناطق الساخنة, وقد استهدف الانفجار حديقة “مركز أمارا الثقافي”، حين كان عشرات النشطاء والشباب من اتحاد الجمعيات الشبابية الاشتراكية مجتمعين في المركز، وقد جاؤوا من عدة مدن تركية كاستنبول وديار بكر وبعض مدن تركية أخرى للمرور إلى عين العرب (كوباني) بهدف دعمها معنوياً بعد ما عاشته من مرارة الحرب مع تنظيم الدولة الإسلامية(داعش) وخاصة بعد المجزرة التي تعرضت لها هذه المدينة قبل شهر على يد تنظيم الإرهابي!

ومن المرجح أن التفجير كان يستهدف هذا التجمع، وأن هؤلاء الشباب كانوا الهدف الأساسي لهذا العمل الإرهابي حيث أنهم كانوا يقومون بنشاطات يمكن اعتبارها بأنها تستهدف أطرافاً عديدة منها تنظيم “تنظيم الدولة ”، كذلك تنظيمات تركية أخرى مثل حزب الهدى المتشدد *كردي* وبالتالي أحدث انفجار مدينة (سروج) جدلاَ واسعاَ في أوساط المجتمع تركي عامة والأوساط السياسية خاصة. فبدأت الحكومة التركية خطوات جادة في قطع الطريق أمام جماعات إرهابية التي تهدد الأمن القومي التركي وحسب ما تنقلته صحيفة حرييت التركية على صدر صفحاتها من تفاهم أمريكي وتركي باستخدام قواعد تركية في شن هجمات ضد مقاتلي تنظيم الدولة داخل أراضي سورية وبناء على تلك التفهمات تم فتح قاعدة (انجرليك) في جنوب تركية أمام مقاتلات التحالف الدولي مقابل أقامة منطقة حظر طيران على شريط حدود التركية مع سوريا في منطقتي جرابلس ومارع السوريتين وسيقدم حظر طيران على أنشاء منطقة أمنة بعمق 50كم مما سيمنع من تسلل الجهاديين إلى الداخل التركي وتقليل من تدفق اللاجئين إلى الأراضي التركية!

وهنا لا بدَ ان هذا التفاهم يؤدي إلى حالة إستياء لدى بعض المسؤولين الأمريكان ولا سيما بعد أن كشف الحزب الحاكم في تركيا عن عدم صدق نواياه لمحاربة التنظيم الإرهابي حيث أن هذا القتال التركي مع التنظم الإرهابي مشروط بإقامة منطقة عازلة على حدود تركية السورية وبإدارة تركية حصرآ. أما بعد أن نُسبَ تفجير الإنتحاري في بلدة سروج إلى تنظيم الدولة وتبعه اشتباكات حدودية بين التنظيم والجيش التركي مما أثار غضب أنقرة لتشن مقاتلات سلاح الجوي تركي هجمات لقصف مواقع تنظيم الدولة داخل أراضي السورية. أما السؤال الذي يطرح نفسه. هل يمكن أن يشمل مقاتلات السلاح الجو تركي في قصفها لداعش معاقل وحدات الحماية الشعبية تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي جناح الحزب العمال الكردستاني في سوريا وكذلك قوات نظام السوري الذي طلبت تركيا من قوات التحالف الدولي مرراً بضرب نظام وتنظيم الدولة معاَ؟ وفي المحصلة أن الوضع العام في تركيا لن يسمح الخوض في المستنقع سوري للأسباب عدة. أولها لوجود خلايا نائمة من المتشددين وانصار تنظيم الدولة في تركيا ولا سيما أن تركيا كانت بوابة استقطابهم من دول مختلفة حول العالم ثم أن القضية الكردية عالقة دون حل في تركيا منذ العقود وكرد تركيا في صراع مستمر بأشكال عسكرية و سياسية كذلك جود الطائفة العلوية التي تسهل عمل النظام العلوي الحاكم في سوريا داخل الحدود التركية فبالتالي لابد من حكومة التركية ترتيب بيت داخلي وتشكيل حكومة أئتلافية او إجراء انتخابات المبكرة قبل الخوض في مواجهات لاتحمل عقباها كي لاتفقد بوصلة التركية في صراعات عقيمة. كذلك حزب العمال الكردستاني الذي يدفع الكرد في سوريا وتركيا إلى هاوية.

* كاتب وحقوقي كردي سوري

التعليقات (4)

    كردي

    ·منذ 8 سنوات 9 أشهر
    سؤال سهل و جوابه بسيط تركيا الى اين الى الجحيم

    ابو عبدو

    ·منذ 8 سنوات 9 أشهر
    الجواب الى الجحيم و هذا ×××× اردوغان عم بيحفر حفرة لاخوته الكورد و غيرهم من الشعوب بس هو راح يدخل بالحفرة و يمكن يحب يستمتع بجو و طقس الحفرة كرؤساء العربان الاوغاد!حاشا رئيس الامارات و ملك الاردن و السيسي البقية الى الجحيم

    عربيد

    ·منذ 8 سنوات 9 أشهر
    تركيا وانظمة المنطقة الى الجحيم اخر نظأم النظأم الاسرائيلي

    محمد

    ·منذ 8 سنوات 9 أشهر
    ماابشع من الكاتب الا المعلقين
4

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات