في تلك الحظة طلب منها احد كوادر حزب الله في البلدة التزام الصمت وطلب من ولدها الاكبر ادخال والدته الى المنزل وعدم السماح لها بالخروج الا بعد الانتهاء من عملية الدفن، لكن غضب الوالدة انفجر بوجه المسؤول واسمعته كلام تهجمت فيه على قادته وعلى سياسة الحزب والطريقة التي تتم فيها عملية تجنيد الشبان، وتوجهة اليه "يا عيب الشوم على هيك مقاومة بتاخد الشباب سرقة من أهلها".
الوادة المفجوعة بقتل ولدها الاصغر كانت حاولت منذ فترة الانتقال الى بيروت لتعيش فيها مع ابنها البالغ ثمانية عشرة عاما قبل ان يقتل، لعلمها أن هناك محاولات دؤوبة لاقناع الشبان في بلدتها بحمل السلاح والتوجه الى سورية للقتال، لكن فقر حال العائلة منعها من تهريب ابنها خصوصا وان ولدها كان يعمل في كاراج للسيارات بينما شقيقه الاكبر عاجز عن العمل بسبب اصابة كان تعرض لها خلال حرب تموز يوم قصف الطائرات الاسرائيلية منزلهم الواقع بالقرب من منزل قيادي شيخ في حزب الله"، ومع هذا لم يتم التعويض عنهم من قبل الحزب الذي اكتفى بعد انتهاء الحرب بإيفاد مسؤولين للقيام بعملية احصاء لحجم الدمار الذي خلفته اسرائيل بعد اسر حزب الله جنديين في عملية ادت الى تدمير البنى التحتية للبنان.
منزل القتيل كان يضج بالناس ومه هذا ظلت الوالدة تردد عبارات تتهجم فيها على حزب الله من دون ان تكترث لوجود زوجات وشقيقات كوادر وعناصر في الحزب، وتنقل مجموعة من هؤلاء النسوة اللواتي يؤيدن حركة "أمل" التي يرأسها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن الوالدة توجهت الى زوجة مسؤول البلدة في الحزب لتسألها عن مكان وجود ولدها قائلة لها "لماذا مكتوب علينا ان يُسرقوا اولادنا منا، بينما أولادكم ينامون في منازلهم وتكتفون بإرسالهم إلى الحراسة في اماكن أمنة بين الحين والاخر؟ وتضيف: وعودوني بإعادته بعد يومين بمجرد إنتهائه من دورة دينية، لكنهم اعادوه داخل صندوق وفي جسده اصابتين، واحدة في الرأس والثانية في اسفل المعدة".
حالة الوادة هذه جعلت العديد من الامهات يتنبهن الى خطورة ما يقوم به حزب الله في عملية تجنيده للشبان، فهناك اهالي تداعوا يوم أمس الى اجتماع في البلدة نفسها وقرروا فضح افعال الحزب في حال حصول أمور مشابهة، وقد جرى أثناء انعقاد الاجتماع في منزل عائلة قتيل سابق من ال ناصر الدين اشكال جرى خلال اطلاق الرصاص بعد محاولة عناصر من حزب الله فرط عقد الاجتماع وتهديدها الحاضرين بعد وصفهم بالعملاء والكفار".
شقيق القتيل يدعى ابدى تخوفه امام اقاربه على والدته خصوصا وانها توعدت مسؤولي حزب الله في البلدة بملاحقتهم قضائيا واتهامهم بخطف ابنها ثم قتله، ويقول الشاب "اذا قتلوها أو تعرضوا لها بأي امر، سوف افجر نفسي بهم".
التعليقات (21)