وسهولة الخروج عن التوافق العلوي-الكردي تستند إلى جملة معطيات تؤشر كلها إلى أن السباق التركي-الإيراني المقبل سيأتي بنتائج غير محسومة مع فرص قوية لكسر عزلة السنة، والذي لا يعني بالضرورة إعادة إنتاج حالة التحالف الشيعي-الكردي عراقياً لعزل السنة في سوريا على غرارها.
رحلات المواقف المحسوبة التي بدأت مع اندلاع الثورة السورية ضد الحكم العلوي ونشأ عنها تحالفات سياسية، وجرت معها أحاديث عن حظوظ الحكم العلوي بتحقيق حسم عسكري وسيناريو حكم ذاتي يحصده الأكراد، ولكن هذه الفرصة السياسية تضادت مع فرصة أخرى باتت تلوح بالأفق وتبشر بوضع مسار تراجعي لهذا الصراع الدموي.
ومنشأ هذا الشعور بتبدل المواقف المحسوبة، أفرزته النتائج الإنتخابية العراقية خلال السنوات القليلة الماضية عبر صفاء مذهبي وعرقي نتج عنه صراع دموي مستمر حتى هذا اليوم وأودى بحياة عشرات الآلاف من الأبرياء، رافقها عزوف السنة عن المشاركة في هذه الإنتخابات، والذي يدل على إنعدام الرغبة لدى السنة في الانخراط في أي عملية سياسية غير حقيقية.
من العوامل الأخرى التي تجعل من عزل السنة فرصة قد استنفدت أغراضها، وصول التأزم الطائفي في لبنان إلى ذروة قل مثيلها، ويرى كثيرين أن فريق"حزب الله"لا يستطيع القيام بأكثر مما قام به حتى الآن في سوريا، والذي تسبب بهدم المصالحات بين كل الفرقاء في لبنان، وهيأ الجو لتجدد الحرب الأهلية على أساس مذهبي وطائفي.
ومن العوامل التي يمكن المراهنة عليها في إتجاه كسر العزلة عن السنة، التقارب التركي مع الجوار العربي والخليج العربي في سياسة رفض التدخل الإيراني وعزل السنة.
لم تعد إيران قادرة على امتلاك أوراق المنطقة مع نمو الفكرة الرافضة لاستمرار سياسية عزل السنة، والكفيلة بدورها بعزل فكرة نشوء التنظميات الأصولية مثل"القاعدة".
التعليقات (5)