وقد وصفت الصحيفة تلك الزيارة المزعومة بأنها "اللقاء المعجزة"، وذكرت أن اللقاء تضمّن مناقشة الخلافات السياسية بين الجانبين، وأن وزير الدفاع السوري قال لمملوك أن مشكلة السعودية مع النظام السوري تتمثّل أولاً بالتحالف مع إيران، فيما تساءل مملكوك عن التوافق السعودي القطري بالنسبة للملف السوري، محاولاً إظهار وكأن قطر هي من تقود الآخرين في إدارة الملف السوري. وذلك حسبما ورد في صحيفة الأخبار، دون أي أدلة تؤكد هذه المعلومات المزعومة.
وفي سياق خبرها، قالت "الأخبار" أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استقبل وزير الدفاع، وليّ ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وتناول اللقاء بينهما الروسي ملفات عدة من بينها: اليمن والسلاح والمفاعلات النووية وأسعار النفط، والأهم سوريا والارهاب.
وقالت الصحيفة أن بوتين طرح على محمد بن سلمان رؤيته للوضع السوري وهي أنّه "بعد أربع سنوات من الصراع أصبح التغيير في المزاج الدولي ملموساً. «جنيف 3» لم يعد مطروحاً، ولا «موسكو 3» أو «موسكو 4»، فيما الارهاب يقترب من أراضيكم. وضع الجيش السوري ميدانياً يتحسّن، ولم يعد أحد في العالم مقتنعاً بإمكانية إسقاط النظام باستثناء السعودية وتركيا، ولا مناص من التعاون معه في مكافحة الارهاب الذي يهدّد الجميع."
في مقابل ذلك استبعد مراقبون للحدث تلك المزاعم التي ساقتها الصحيفة اللبنانية المؤيدة للنظام السوري، والمحسوبة على المحور الإيراني، (فيما يتعلّق بأن وضع الجيش السوري ميدانياً في تحسّن)، وذلك لما تحمله من تناقضات مع الواقع الميداني السوري، حيث تتقدّم فصائل المعارضة السورية في كثير من المناطق وتحقق انتصارات نوعية على قوات الأسد والميليشيات التابعة لها، كالتقدم الواضح لجيش الفتح في الشمال السوري حيث باتت محافظة إدلب محررة بشكل كامل، وأيضاً ما حققته فصائل الجيش الحر في ريف حماة وسهل الغاب من انتصارات حاسمة، ناهيك عن المعارك التي تخوضها الجبهة الجنوبية في درعا وتحريرها المنطقة تلو الأخرى، بالإضافة إلى توازن العرب الحاصل في دمشق وحلب بين قوات النظام والفصائل الثورية.
بيد أن الصحيفة اللبنانية مضت في سياق ادعاءاتها، لحد القول أنّ "ولي ولي العهد السعودي بدا مقتنعاً، ولو على مضض، بـ«جوهر الطرح»، وهو أن النظام السوري باق، ما شجّع مضيفه الروسي على أن يطرح عليه فكرة لقاء مسؤول أمني سوري كبير، فوافق من دون أي التزامات."
وزعمت الصحيفة أنّ في 29 حزيران، وصل وزير الخارجية السوري وليد المعلم ونائبه فيصل المقداد ومستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان إلى موسكو للقاء بوتين، حيث أكد الأخير التزامه نحو سوريا «شعباً وقيادة»، وطرح فكرة إقامة تحالف رباعي ضد الإرهاب يضم سوريا والسعودية وتركيا والأردن، استثنيت إيران لحرص الروس على عدم استثارة السعوديين، لم يتمكن الوفد السوري من إخفاء دهشته، وهو ما عبّر عنه المعلم في مؤتمره الصحافي لاحقاً بالقول إن الأمر «يحتاج إلى معجزة»... لكن بوتين طلب حمل العرض الى الرئيس الأسد، فوافق. بقي الأمر سراً بين ثلاثة: الاسد والمعلم ورئيس مكتب الأمن القومي اللواء علي مملوك، وافق الرئيس على العرض الروسي وبقي سرياً بين الاسد والمعلم ومملوك."
وأضافت الصحيفة أن الاستخبارات الروسية كلّفت بالتواصل مع مملوك لإنضاج الفكرة، جرى اتصال ثان نقل فيه الروس شرط السعوديين بأن يكون اللقاء في الرياض، فلم تبد دمشق أي ممانعة، وفي غضون أسابيع قليلة، حطّت طائرة روسية خاصة، على متنها نائب رئيس الاستخبارات الروسية، في مطار دمشق الدولي، وأقلّت مملوك إلى العاصمة السعودية، حيث عقد اللقاء في حضور رئيس الاستخبارات السعودية صالح الحميدان.
أنهت الأخبار مجموعة المزاعم التس ساقتها بأن مدير الإدارة العامة للمخابرات السورية اللواء ديب زيتونة موجود في موسكو منذ فترة لـ«متابعة تفاصيل لها علاقة بهذا الموضوع".
الجدير بالذكر أن لا وقائع أو أدلة ملموسة على وجود ذلك اللقاء المزعوم بين مملوك وولي ولي العهد السعودي، ويبقى ما أوردته صحيفة "الأخبار" اللبنانية المؤيدة للأسد مجرّد مزاعم لم يتسنّى التثبت من صحّتها".
التعليقات (22)