رحيله أشعل التصنيفات: (الملا عمر).. رجل دولة أم (إرهابي)؟!

رحيله أشعل التصنيفات: (الملا عمر).. رجل دولة أم (إرهابي)؟!
ما إن أعلنت أسرة طالبان عن وفاة زعيمها (الملا عمر)، حتى بدأ الكتاب والصحفيون الذين عاينوا هذه الشخصية عن قرب، أو التقوا بها خلال سنوات عملهم، بنشر أرائهم عنها.. فمنهم من رأى بوفاة الملا عمر انتهاء الحرب الطويلة (كروبرت فيسك)، ومنهم من نعاه كرجل دولة فريد في التاريخ!

على العموم، إذا كان الملا عمر شخصية غير معروفة لدى البعض، فإن حركة طالبان نالت من الشهرة الكثير، بفضل هذه الشخصية غير العادية، ونظراً لما تحمله من معاني لدى بعض الفصائل المقاتلة في سوريا حالياً كحركة (أحرار الشام) التي تجرأت كأول فصيل ثوري بنعي الرجل الأفغاني الذي كانت الولايات المتحدة تلاحقه كما زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، فإن أورينت نت اختارته شخصيةً لهذا الأسبوع:

من هو (الملا عمر)

ملا محمد عمر مجاهد هو القائد الأعلى والزعيم الروحي لحركة طالبان الأفغانية حتى وفاته، وكان الرئيس الإفغاني الحادي عشر تحت مسمى رئيس المجلس الأعلى وذلك في فترة حكم طالبان بين 1996 و2001 قبل الغزو الأمريكي عام 2001 وكان ملا عمر أحد أشهر المطلوبين في الولايات المتحدة الأمريكية بعد أسامة بن لادن (وفق مصادر صحفية)

ولد ملا عمر عام 1959 وبعض المعلومات تقول أنه ولد في عام 1954 في قرية قرب (قندهار)، وتقول المعلومات المتوفرة عن الرجل أنه ينحدرمن أسرة فقيرة جدا لاتملك حتى منزل لتقيم فيه. توفي أبوه عندما كان عمره ثلاث سنوات، ولم ينجب أبوه غيره، وتزوج عمه الأكبر المولوي محمد أنور من أمه، وأنجب منها ثلاثة أولاد وأربع بنات، وتربى هو أيضا في حضن عمه (زوج أمه).

قصة فقدان عينه اليمنى!

أمضى (الملا عمر) فترة محاربة الروس قائداً لمجموعة في جبهة تابعة للجمعية الإسلامية التي كان يتزعمها الرئيس برهان الدين رباني بولاية قندهار، وجرح في "الجهاد" ضد الاحتلال السوفيتي وفقد عينه اليمنى عام 1989وهي السنة نفسها التي انسحب فيها آخر جندي سوفيتي من الأراضي الأفغانية، إلا أنه على الرغم من ذلك لم تنته الحرب بعد، لكنها استمرت بفعل الصراع الداخلي بين الحركة والحكومة الأفغانية.

المرجعية الفكرية للملا عمر!

عملياً لايمكن مقارنة (الملا عمر) بـ(أسامة بن لادن) من حيث مخاطبة جمهوره، ولهذا السبب على مايبدو لم يتوفر له تسجيلاً صوتياً أو خطاباً شهيراً أو حتى مقابلات صحفية مع وسائل الإعلام.

ينتمي الملا محمد عمر وكل زعماء حركة طالبان إلى المدرسة الديوبندية، وهي اتجاه سني في المذهب الحنفي تأسس في مدينة ديوبند بالهند، وبعد قيام باكستان زاد عدد المدارس الدينية الديوبندية والتحق بها عدد كبير من الأفغان ويشكل الكثير منهم أفراد حركة طالبان. وتتميز هذه المدرسة بآرائها الفقهية المتشددة من المرأة والعديد من الشعائر الإسلامية.

تأسيس طالبان!

بعد انتصار المقاتلين أو " المجاهدين" على الاحتلال السوفيتي، أنقلبت الفصائل المقاتلة على بعضها البعض ومن بين هذا التناحر بدأت تظهر حركة الملا عمر .

في ربيع عام 1994م، شاع خبر اختطاف وأغتصاب فتاتين عند إحدى نقاط السيطرة التابعة لأحد الفئات الأفغانية المتناحرة في قرية سانج هيسار قرب مدينة قندهار ونما إلى الملا محمد عمر خبر اختطاف الفتاتين فألف قوة من 30 رجل وسعي مع الرهط لتخليص الفتاتين وقد نجح في عملية التخليص وقام بدوره بتعليق قائد عملية الخطف والاغتصاب على المشنقة.

فر الملا عمر بعد هذه الحادثة إلى بلوشستان الواقعة في باكستان وعاود الظهور مرة أخرى في أفغانستان في الخريف إلا أنه هذه المرة كان مدججا ب 1500 من الرجال المسلحين والهدف من هذا العتاد كان لتوفير الحماية لقوافل التجار الباكستانيين لعبور الأراضي الأفغانية مرورا إلى تركمانستان، إلا أن التقارير كانت تفيد أن هذه القوافل لم تكن إلا مقاتلين باكستانيين متخفين كقوات طالبان. بهذا، تكون طالبان قد تلقت دعما ماديا، عتاديا، والتدريب اللازم من الباكستانيين.

اختارته حركة طالبان أميراً لها في أغسطس/آب 1994، وبعد وصول طالبان إلى مشارف كابل عقد اجتماعاً عاماً للعلماء شارك فيه حوالي 1500 شخص واستمر من 31/3 وحتى 3/4/1996 وانتخب بالإجماع أميراً لحركة طالبان رسمياً ولقب بـ"أمير المؤمنين". ومنذ ذلك اليوم تعتبره الحركة أميراً شرعياً لها، له في نظر أتباعها جميع حقوق الخليفة، فلا يجوز مخالفة أمره، وهذا ما أعطاه صبغة دينية، وقد حجبوه عن أنظار عامة الناس ليحافظوا على هيبته بين العامة وليخفوا جوانب ضعفه، لذلك فهو لم يكن يشارك في الاجتماعات العامة.

وقد ساعد على سرعة انتشار الحركة وإقبال الأفغان عليها في العديد من الولايات وبالأخص الجنوبية والشرقية عدة عوامل كاغتيال أحمد شاه مسعود قائد تحالف الشمال المناوىء لحركة طالبان، حيث راجت اتهامات للحركة وتنظيم القاعدة بتنفيذ عملية الاغتيال عن طريق عنصرين قدموا كصحفيين ومعهم كاميرا ملغومة

كما ساعد على انتشار الحركة الحروب الأهلية بين الفصائل، والأهم دعم باكستان للحركة التي لم تؤمن لحكومة رباني ومسعود لأنهما كانا على علاقة وطيدة بالهند.

وفاة الملا عمر عن طريق السم!

ادعت جماعة "فدائي ماهاز" التابعة لحركة طالبان أفغانستان، أن الزعيم السابق لطالبان "الملا عمر" قتل مسموما.وقال المتحدث باسم الجماعة "قاري حمزة"، في بيان صادر عنه، نشر على موقع الجماعة الرسمي على الانترنت، إن "الملا عمر قتل على يد الزعيم الجديد لطالبان الملا أختر محمد منصور عبر تقديم أدوية مسمومة له".(وفق وكالة الأناضول) وتابع حمزة في البيان "طالب منصور، من أقرب مرافقي الملا عمر، تقديم دواء مسموم خلال مرضه، وقتل الملا عمر بعد ثلاثة أيام من شربه الدواء، ودفن في ولاية زابل الأفغانية، ولم يغادر الأراضي الأفغانية بعد سقوط نظام طالبان أبدا".

وكان المتحدث باسم حركة طالبان "ذبيح الله مجاهد"، أكد الخميس الماضي، رسمياً وفاة "الملا عمر قبل مدة من الزمن جراء المرض"، لكنه رفض الإدلاء بأي معلومات عن نوع المرض أو تاريخ الوفاة بالتحديد.

هذا ماقاله بعض الإعلاميين عن الملا عمر !

الكاتب الفلسطيني ياسر الزعاترة قال إن "الملا عمر كان حالة فريدة في عالم السياسة، ربما لأنه لم يطلبها أصلا"، فيما كتب الكاتب السعودي مهنا الحبيل : "طالبان تعلن وفاة أبرز زعماء أفغانستان المقاوم لاحتلال روسيا وأمريكا ونفوذ إيران"، وتابع: "الملا عمر تلميذ الديوبندية الفقير الذي جرعهم أكبر هزائمهم". بدوره قال الإعلامي أحمد زيدان بعض المواقف الشخصية التي شهد عليها في أثناء مقابلته مع "الملا عمر"، ومنها أن "أسامة بن لادن قال لي حينما طلب مني الملا التخفيف من تصريحاتي، فقلت له إذن لنبق النساء، والأولاد عندكم ونحن نرحل إلى أرض الله الواسعة، فما كان من الملا إلا أن قال لي، إذن خذني معك، فبكينا سويا". ونقل زيدان عن بعض المقربين من "الملا عمر" قولهم إن الحكومة الصينية عرضت على الملا عمر تعبيد كل طرق أفغانستان بالمواصفات العالمية مقابل تسليمه بضع مئات من المسلمين التركستانيين الذين لجؤوا إليه، إلا أنه رفض ذلك رفضا قاطعا". أما الصحفي تيسير علوني فقال خلال لقاء معه على موقع قناة الجزيرة "من متابعتي لمسيرته منذ تولى زمام الأمور في أفغانستان إلى حين وفاته رأيت أن شخصيته تجمع بين أمور عديدة، فالأفغان يتميزون بأنهم شعب صعب المراس ومتمرد بطبيعته بسبب توزعهم على الأرياف والبوادي والجبال، ولكونه تمكن من قيادة شعب بهذه الخصائص وفرض النظام عليه، فهو زعيم قوي بكل معنى الكلمة، طبعا هو لم يدرس السياسة في مناهج المدارس الدينية، لكنه تعلمها بسرعة واستفاد من أخطائه، ومن خلال متابعتي رأيت أن حركة طالبان في العام 1994 غيرها في الأعوام الأخيرة، وشهدت تطورا لافتا في تعاملها مع الداخل والخارج، ويمكنني القول إنه أصبح سياسيا بارعا تمكن من توظيف إنجازات المقاومة الأفغانية بطريقة فذة جعلت الأميركيين يستجدون ويتوسلون التفاوض معه بأية طريقة، ويفتتحون له مكتبا للاتصال السياسي في قطر، بهدف البقاء على تواصل معه من أجل التوصل إلى سحب قواتهم من أفغانستان بطريقة تنقذ ماء وجوههم أمام الشعب الأميركي" وأضاف علوني "مع كل ما كتبته آنفا في الرجل أشعر أنني لم أوفه حقه، ولا أجدني قادرا على ذلك، لكن إذا كان لا بد من وصفه بكلمات قليلة فهو رجل نادر المثال".

التعليقات (9)

    حمدان

    ·منذ 8 سنوات 8 أشهر
    رحمة الله عليه , كان رجلا في زمن قلت فيه الرجال .

    عبدالله

    ·منذ 8 سنوات 8 أشهر
    أسمع به ومعلوماتي شحيحة تجاهه وهذا المقال عرفني أكثر على شخصه رحمه الله وغفر له..اذا كانت هذه سيرته فهو على خير عظيم ونحسبه والله حسيبه من المقبولين عند الله.

    fouzi

    ·منذ 8 سنوات 8 أشهر
    rahmatou allahi alayhi

    محمود هرموش

    ·منذ 8 سنوات 8 أشهر
    رحمك الله ايها الشيخ المجاهد ورحم الله الشيخ الشهيد اسامة بن لادن واسكنكم جناته سبحانه انه مجيب

    محمد أفغاني

    ·منذ 8 سنوات 8 أشهر
    في المقال خطأ معلوماتي هام: لم يفر الملاعمر إلى بلوشستان كما هو في المقال، بل عندما وصل إلى الناس نبأ قيام الملاعمر ضد قطاع الطرق، جاءت إليه وفود من كل قرية ليفعل في مناطقهم مثل ذلك و سيدعمونه بما يستطيعون، ففعل، فلما تطورت الأمور، اجتمع الأفغان في كل محافظة و يدعونه إلى مناطقهم ليفعل كذلك عندهم. هكذا تطورت الأمور. و أما مسألة القوافل الباكستانية فمردود أصلاً، إذ أن التجار الأفغان هم أصحاب القوافل التجارية من الأمتعة التي يستوردونها عن طريق دبي، ثم إيران، ثم أفغانستان، ليبيعوها إلى باكستان.

    الله يلعنه ويلعنك يا اورينت

    ·منذ 8 سنوات 8 أشهر
    الله يلعنه والى الجحيم بهذا الارهابي وبك يا اورينت وبكل اولاد ××××الدواعش! قولوا امين يا رب العالمين واذا ما تنشرها يا اورينت بدي اعصب و الله بيعرف ايش بدي احكي عليكم انتو و زبانيتكم اصحاب الزقون النتنة

    امجد

    ·منذ 8 سنوات 8 أشهر
    الله يلعنه ويلعن بن لادن دنيا واخرة

    الرد على امجد

    ·منذ 8 سنوات 8 أشهر
    لوما كنت ابن متعه ما كتبت هل شي

    ناصر

    ·منذ 8 سنوات 8 أشهر
    اهتمام عجيب بخبر موت إرهابي زعيم حركة إرهابية !!
9

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات