الهجرة إلى أوروبا-1 (البلم) كابوس السوريين المسافرين إلى اليونان

الهجرة إلى أوروبا-1  (البلم) كابوس السوريين المسافرين إلى اليونان
تزايدت في الآونة الأخيرة أعداد السوريين الراغبين بالهجرة إلى أوروبا عبر بوابة تركيا، وذلك بعد النتائج البرلمانية الأخيرة، والمضايقات التي يتعرض لها السوريين من مناصري حزب العمال الكردستاني.. الذين يتهمونهم بأنهم "أردوغانيين" و"معادين للكرد"! فالهجرة إلى أوروبا ليست بالأمر السهل كما يعتقد الكثيرون، فهي تمر بعدد من المراحل المحفوفة بالمخاطر، والتي سنتحدث عنها عبر سلسلة من التقارير والتي سنبدأها بالهجرة إلى اليونان والصعوبات التي ترافقها.

الاتفاق مع المهرب

تعتبر مدينة (أزمير) التركية وجهت غالبية السوريين الراغبين بالسفر إلى اليونان وذلك لقربها من الجزر اليونانية، حيث يتواجد في أزمير عشرات المهربين من مختلف الجنسيات، وخلال حديثنا مع أحد المهربين والذي رفض ذكر اسمه: " في البداية يتم الاتفاق مع الراغبين بالهجرة إلى اليونان حول الطريقة التي يرغبون بها في السفر، فهناك السفر عبر "البلم" وهو عبارة عن قارب مطاطي يتسع لأكثر من 35 شخصا وتكون التكلفة حوالي 1100 دولار على الشخص البالغ و500 دولار على الأطفال، أما الطريقة الثانية فهي مركب سياحي يكون أكثر أمنا ولكن التكلفة تصل إلى 2000 دولار".

وتابع المهرب : " بعد الاتفاق على السعر يتم تحديد موعد الرحلة والذي يتراوح بين أسبوع إلى أسبوعين، حتى نستطيع تأمين رحلة أمنة، ولكن تصادفنا العديد من المشاكل أهمها أعداد الركاب المتواجدين على (البلم)، حيث يتم الاتفاق مثلا أن لا يتجاوز عدد الأشخاص المتواجدين على متن (البلم) 35 شخصا، ولكن أحيانا نضطر إلى زيادة عدد الركاب إلى 45 شخصا، على اعتبار أن الرحلة قائم عليها أكثر من مهرب، ويجب أن يعلم الجميع أننا نقوم بعمل السمسرة لا أكثر، فلسنا نحن من نحدد عدد ركاب القارب، ووظيفتنا تقتصر على أخذ عمولة على كل راكب نقوم بجلبه".

رحلة محفوفة بالمخاطر

وتحدث (زياد) أحد السوريين الواصلين إلى ألمانيا عن رحلته من تركيا إلى اليونان ولحظات الموت التي "رأوها بأعينهم" كما يقال.. حيث أشار: " بعد وصولنا إلى (أزمير) اتفقنا مع أحد المهربين على موعد الرحلة، وبعد أيام اتصل بنا وحدد لنا مكاناً نجتمع فيه، حيث تم أخذنا بسيارة لمدة ساعتين، بعدها مشينا ساعة كاملة حتى وصولنا إلى مكان (البلم) وهناك فوجئنا أن عدد الأشخاص كان 48 راكباً، وهو الأمر الذي رفضناه على اعتبار أن (البلم) لا يتسع لأكثر من 35 شخصا.. ورفضنا لم يؤد إلي أي نتيجة سوى تأخير الرحلة، وفي النهاية اضطررنا إلى الذهاب، وبعد مضي نصف ساعة تعطل المحرك وكدنا نغرق، فقمنا بالاتصال بخفر السواحل اليوناني،الذي تأخر 3 ساعات حتى وصل وسط حالة من الذعر والخوف التي عمت بيننا".

مخاطر "البلم"

تعطل محركات القوارب، بات كابوساًَ يلاحق السوريين المهاجرين، ويتم تداول قصصه فيما بينهم باستمرار، وفي هذا السياق أيضاً تحدث لنا الناشط (أبو أحمد) قائلأأً: " في الأسابيع الأخيرة زادت حالات تعطل البلم في البحر بدرجة كبيرة، حيث من بين كل 3 رحلات تصل رحلة واحدة بخير إلى إحدى الجزر اليونانية، أما باقي الرحلات يتعطل محرك البلم أو ينقص البانزين المتواجد على القارب، عندها يضطر الركاب للاتصال بخفر السواحل اليوناني أو التركي، فإذا كان القارب موجود بالمياه الإقليمية اليونانية يقوم خفر السواحل بسحب البلم إلى إحدى الجزر القريبة وقد يتعرض ركاب القارب إلى الحبس عدة أيام، وأحيانا إلى 6 أشهر إذا كان القارب قريب من إحدى الجزر اليونانية العسكرية، أما في حال كان البلم بالمياه الإقليمية التركية فيتم أخذ جميع الركاب إلى مديرية أمن الأجانب ويتم تبصيم جميع الركاب وحبسهم عدة أيام والطلب منهم بمغادرة تركيا خلال 30 يوميا إذا كرروا محاولة الهجرة غير الشرعية".

جزيرة مهجورة

سوريون أطلقوا منذ أيامٍ عدة، نداءات استغاثة مطالبين السلطات اليونانية بإنقاذهم، حيث أشاروا إلى أن المهرب الذي كان يقود "البلم" وضعهم في جزيرة يونانية مهجورة، وأخبرهم أنهم وصلوا إلى وجهتهم، ولكن عند نزولهم الجزيرة تبين لهم أن الجزيرة غير مأهولة ولا يوجد بها أحد، وكان عدد الأشخاص المتواجدين على القارب 45 شخصا بينهم نساء وأطفال، حيث بقوا 24 ساعة دون طعام أو شراب، ثم قاموا بإرسال موقعهم على الخريطة طالبين من الأشخاص الذين يملكون أرقام خفر السواحل اليوناني بالاتصال بهم، في قصة تشبه إلى حد كبير ما يحدث في الأفلام الأجنبية".

حالات اختفاء

تنتشر يوميا على مواقع التواصل الاجتماعي العديد من صور السوريين الذين ذهبوا في رحلة تهريب من تركيا إلى اليونان وتم فقد الاتصال بهم، في ظاهرة باتت تخفيف الكثيرين ممن يفكرون بسلوك الطريق ذاته، وتحدث الناشط (أبو أحمد) عن ذلك لأورينت نت قائلا: "إذا زادت فترة غياب الشخص عن اسبوع عندها يصبح الأمر خطيرا، ويكون أحد الاحتمالين إما المفقود مسجونا في اليونان، أو تعرض قاربه للغرق أو نصب من المهرب وذلك بوضعه في جزيرة مهجورة، لذلك يجب التواصل دائم خلال فترة الإبحار من تركيا إلى اليونان، وأن يملك كل شخص أكثر من شاحن احتياطي للتواصل في حال حدوث أي مشكلة".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات