الهجرة إلى أوروبا-3:كيف يجتاز السوريون عقبة هنغاريا بأقل الخسائر؟

الهجرة إلى أوروبا-3:كيف يجتاز السوريون عقبة هنغاريا بأقل الخسائر؟
بعد انتهاء المهاجرين السوريين من اجتياز (اليونان)، تبدأ المرحلة الثالثة والأخيرة من المغامرة والتي تدور أحداثها في (مقدونيا) و(صربيا) و(هنغاريا) وتعد الأخيرة حجر عثرة يقف أمام الراغبين بالهجرة إلى أوروبا، على اعتبار أن البصمة الهنغارية تسبب الكثير من المشاكل كونها أحد الدول الموقعة على اتفاقية (دبلن) المتعلقة بتنظيم استقبال اللاجئين.

مقدونيا تمنح ورقة طرد للاجئين!

قامت (مقدونيا) في الآونة الأخيرة بتغيير قانون اللجوء لتسمح للمهاجرين الذين يدخلون البلاد بصورة غير شرعية بتجنب السجن إذا ما غادروا خلال 3 أيام، وذلك بمنحهم ورقة "خارطية" من أحد مراكز الشرطة.

(قتيبة) تحدث لـ (أورينت نت) عن قصة عبوره من (مقدونيا) إلى الحدود الصربية قائلا: " بعد وصولي إلى الحدود اليونانية - المقدونية قمت بالمشي على الأقدام مسافة عدة ساعات حتى وصلت إلى أقرب مدينة، وهناك ذهبت مباشرة إلى مخفر الشرطة، وبعد انتظار دام يوم كامل بسبب الازدحام تمكنت من الحصول على الخارطية وهي ورقة طرد تسمح للمهاجرين البقاء مدة 3 أيام".

وتابع قتيبة: " ذهبت مباشرة للاستراحة في أحد المطاعم، ثم توجهت إلى محطة القطار وقطعت تذكرة إلى مدينة سكوبية بـ 10 يورو، حيث استغرقت الرحلة عدة ساعات، بعدها ذهبت إلى محطة الباص وتوجهت إلى مدينة لويان على الحدود المقدونية - الصربية، فالرحلة عبر مقدونيا كانت سهلة للغاية ولا تستغرق أكثر من يوم، عكس ما كانت عليه قبل أشهر حيث كان يترتب على السوريين مشي مسافات كبيرة هربا من الشرطة".

اجتياز الحدود الصربية

تعتبر صربيا من الدول التي يستريح فيها اللاجئون، قبل خوضهم مغامرة هنغاريا والتي تحتاج إلى مجهود كبير نظرا للمسافة التي يقطعها الأشخاص مشيا على الأقدام، وحول هذه النقطة يقول (قتيبة) متابعاً تفاصيل رحلته في صربيا:

" بعد وصولي إلى الحدود الصربية توجهت إلى مخر الشرطة أيضا وانتظرت يومين حتى أحصل على خارطية نظرا للأعداد الكبيرة من المهاجرين، بعدها ذهبت إلى أحد الكامبات المتواجدة قرب الحدود واسترحت يوم كامل حيث كانت الخدمة في الكامب متوسطة والطعام سيء، ولكن كنت أرغب في النوم قبل استكمال رحلتي".

وأضاف: " في اليوم التالي قطعت تذكرة قطار إلى بلغراد بـ 20 يورو، وبعد وصولي لم أكن أملك المال الكافي لأحجز في أحد الفنادق والتي تتراوح بين 30 و40 يورو فقررت النوم في الحديقة، وفي الصباح ركبت الباص إلى مدينة كينجازي على الحدود الهنغارية، وهناك بدأت أشعر بالخوف لاقترابي من هنغاريا، حيث حاولت الاتفاق مع أحد المهربين لعبور الحدود بأمان دون أن أتعرض للاعتقال، واجتمعت مع مهرب صربي وطلب مبلغ 2000 يورو ولكن هذا السعر كان مكلف جدا".

ههنغاريا وكابوس الاعتقال

أشار العديد من الاشخاص أن مخاطر هنغاريا لا تقتصر على الاعتقال والإجبار على التبصيم بالقوة فقط، بل تتعدى ذلك حيث يتواجد على الحدود الصربية - الهنغارية العديد من قطاع الطرق والذين يقومون باعتراض المهاجرين ويقومون بسلب أموالهم تحت التهديد بالسلاح، لذلك ينصح العديد من السوريين الذين خاضوا تجربة العبور من هنغاريا سابقا، أن لا يمشي كل شخص على حدة، بل أن يجتمعوا ضمن كروب لا يقل عن 30 شخصا وأن يحملوا بعض السكاكين في حال هاجمهم قطاع الطرق.

وتابع قتيبة رواية رحلته قائلا: "قبل وصولي الحدود الهنغارية بقليل اجتمعت مع عدد من السوريين كان عددهم 25 شخصا واتفقنا أن نمشي مع بعضنا حتى نقطع الحدود ونصل إلى أقرب نقطة يوجد بها مواصلات، ولكن الشرطة الهنغارية كانت تتواجد بكثرة على الطرقات، لذلك قمنا بالمشي ضمن الغابات على اعتبار أن الشرطة تخاف دخولها لوجود العديد من قطاع الطرق، وبقينا نمشي مسافة 12 كيلو يتخللها العديد من فترات الراحة والنوم، بعدها تفرقنا واستقليت تكسي إلى مدينة بودبست مقابل 150 يورو، ومن هناك أخذت تكسي إلى ألمانيا مقابل 400 يورو".

نصائح وإرشادات

يقوم العديد من الأشخاص بتقديم نصائح للراغبين باجتياز (هنغاريا) بأمان عبر رسم الطريق الذي يجب المرور به دون التعرض للاعتقال، وذلك بشرح أدق التفاصيل حول إحداثيات الرحلة والأماكن التي تتواجد بها الشرطة الهنغارية، والأماكن التي يجيب الاستراحة بها أو الابتعاد عنها، عبر نشرها على مواقع التواصل الاجتماعية ليستفيد منها أكبر عدد ممكن من السوريين، وهو ما ساعد أشخاص كثر في الوصول إلى ألمانيا بشكل أمن.

ظروف إنسانية صعبة

في المقابل هناك أشخاص لم يبتسم لهم الحظ وتعرضوا للاعتقال من قبل الشرطة الهنغارية بطريقة وحشية، حيث يتم أخذهم إلى مخفر الشرطة لإجبارهم على البصم، وعندما يرفض أحد الأشخاص البصم يتعرض للضرب، وفي حال إصراره على عدم البصم يتم اعتقاله مدة 3 أسابيع وبعدها يرحل إلى صربيا، وهو ما أشار له (يحيى) والذي تعرض للضرب أمام عائلته بعد رفضه البصم لتقوم الشرطة الهنغارية بتهديده بحبس أفراد عائلته، الأمر الذي دفعه للبصم خوفا على زوجته وأخته.

وخلال الأيام الماضية شهدت (هنغاريا) أمطاراً غزيرة ما دفع العديد من العائلات المتواجدة في الغابات الهنعارية إلى تسليم أنفسهم للشرطة نظرا للإرهاق الكبير الذي أصابهم، على اعتبار أن الرحلة مرهقة جدا على العائلات التي تصطحب معا أطفالاً، نظرا لصعوبة ووعرة الطريق وطول مسافة المشي.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات