طائرة للتحالف تقصف مقراً لجيش الفتح في ريف إدلب وتقتل مدنيين

قامت قوات التحالف الدولي باستهداف أحد مقرات "جيش السنة" الذي يعتبر مكوّن أساسي في "جيش الفتح" بالشمال السوري، وطال الاستهداف مبنى لصناعة القذائف المحلية في قرية أطمة الحدودية مع تركيا، ما أسفر عن استشهاد خمسة أطفال وامرأتين وإصابة عدد من المدنيين.

ونشر الناشط هادي العبد لله مقطعاً مصوراً يظهر آثار الدمار الكبير الذي حلّ بالمقر نتيجة قصف طيران التحالف، وفي لقاء مصوّر أجراه مع العبد الله قال القائد العام لجيش السنة "أبو أحمد" أن جيش السنة هو فصيل ثوري لا يتبنّى أي إيديولوجيا متطرفة، ويضم أبناء مدينة حمص المهجرين، مشيراً إلى أن المقر يبعد 500 متر عن الحدود التركية، مستغرباً في الوقت نفسه استهداف التحالف لمقرهم، على الرغم من أن "جيش السنة" ليس مصنّفاً إرهابياً في قوائم قوى التحالف، وملمّحاً إلى أنّ انتصارات جيش الفتح الأخيرة قد تكون السبب وراء القصف.

وكان المقر معداً لصناعة الذخيرة والقذائف المحلية، حيث بلغت تكلفته حسبما قال "أبو أحمد" آلاف الدولارات، مؤكداً على أن القصف لم يتسبب بمقتل أي عسكري، بينما جميع من قضوا هم المدنيين من نساء وأطفال، إضافة إلى عدد من الجرحى المدنيين أيضاً، وقال أبو أحمد أن هذا الاستهداف "لن يثنينا عن الاستمرار في قتال نظام الأسد الفاشي، وبعد كل التضحيات التي قدمها الثوار نحن مستمرون، والخسائر المادية هي آخر من نفكّر فيه.. كما سنتابع التحالف بهذه الجريمة وسنسعى لمحاسبة من قتل الأطفال والنساء".

وأضاف قائد جيش السنة أنه من الضروري جداً إقامة منطقة آمنة تحمي السوريين الذين بقوا دون مأوى، معتبراً أنّ في ذلك مصلحة مشتركة تركية سورية.

ويعتبر "جيش السنة أحد الفصائل الثورية العاملة في الشمال السوري والمنضوية في "جيش الفتح"، ويضم الفصيل في غالبيته أبناء مدينة حمص الذي اضطروا لمغادرة المدينة بعد تقد النظام ومن ثمّ قاموا بالتجمع من جديد وتنظيم صفوفهم في الشمال السوري.

تركيا تنفي

من جانبٍ آخر، نفت تركيا على لسان خارجيتها، الأنباء التي تواردت بشأن إقلاع طائرات تابعة للتحالف الدولي من قاعدة إنجيرليك الجوية جنوب البلاد لقصف بلدة أطمة التابعة لمحافظة إدلب السورية مساء أمس الثلاثاء.

وجاء ذلك في بيان رسمي صدر عن الخارجية التركية نشرته على موقعها الرسمي في الانترنت، حيث أشارت إلى أن الادعاءات التي تواردت مساء أمس عارية عن الصحة وتهدف لتشويه تركيا.

وقالت الخارجية في بيانها: "لم تقلع أية طائرة بطيار أو بدون طيار من قاعدة إنجيرليك ولم تستخدم المجال الجوي التركي للمشاركة في الغارات الجوية على أهداف قريبة من قرية أطمة السورية، والأنباء التي تدعي عكس ذلك، عارية عن الصحة وتحمل نوايا سيئة".

في مقابل ذلك، استنكر العشرات من الصحفيين والناشطين الأتراك المحافظين غارات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، على بلدة أطمة السورية مساء أمس وأسفرت عن مقتل وجرح عشرات المدنيين، وطالبوا السلطات الرسمية بغلق قاعدة إنجيرليك الجوية ومنع طائرات التحالف من استخدامها.

واستخدم الناشطون والصحفيون في موقع التواصل الاجتماعي تويتر هاشتاق "أغلقوا إنجيرليك في وجه التحالف فورً ".