السوريون يحيون بألم ذكرى أبشع مجزرة في القرن الواحد والعشرين!

السوريون يحيون بألم ذكرى أبشع مجزرة في القرن الواحد والعشرين!
يحيي السوريون اليوم، الذكرى الثانية لـ«مجزرة الكيماوي» التي وقعت في عوطتي دمشق في عام 2013، وسط حالة من الألم والغضب والاستياء من المجتمع الدولي الذي وبعد عامين من حدوث المجرزة... «لم يتخذ إجراءات حقيقية لملاحقة ومحاسبة الفاعلين»، حيث تشير كل التقارير التي صدرت خلال العامين الأخيرين إلى مسؤولية نظام الأسد عن الهجوم... بينما «يواصل نظام الأسد استخدام الأسلحة الكيميائية وتطويرها، ويمعن باستهداف المدنيين من دون أي تحرك فاعل لإيقاف تلك الجرائم" حيث لاتزال طائرات الأسد تتبع سياسة «الأرض المحروقة» بقصف ريف دمشق، (أخرها قبل أيام حينما ارتكبت مجزرة مروعة في مدينة دوما).

هجوم الساعة الثالثة فجراً!

ففي ساعات الفجر الأولى من يوم الأربعاء 12 آب 2013 تعرضت بلدات في غوطة دمشق التي كانت حينها محاصرة منذ نحو عام، لهجوم بالصواريخ المحملة بمواد كيماوية.

ووفقاً لتقرير منظمة «هيومن رايتس ووتش»، الصادر في 10 أيلول (سبتمبر) سنة 2013، فإن هذه الهجمات تمت باستخدام غاز أعصاب يُرجح أنه غاز السارين.

ونقلت المنظمة عن طبيب يعمل في المركز الطبي في عربين: «إن الهجوم بدأ في الساعة الثالثة فجراً، ولم يكن يوجد في ذلك الوقت أي قتال بين قوات النظام والثوار ». وأفاد نشطاء في المنطقة أنهم شاهدوا 18 صاروخًا أطلقت من منطقة بانوراما حرب تشرين، وهو متحف عسكري على أطراف دمشق، تسيطر عليه قوات النظام، ومن مطار المزه العسكري، فأصابت (زملكا، وعين ترما، ودوما) في الغوطة الشرقية و(المعضمية) في الغوطة العربية وخلفت مئات الإصابات التي أزاهقت أرواح السكان المدنيين بلمح البصر!

المسعفون يلقون مصير الضحايا!

وقال طبيب من المركز الطبي في (عربين) بالغوطة الشرقية، إن نسبة الأطفال المتوفين كانت عالية جداً، وعزا ذلك لكون الأهالي عندما استفاقوا على أصوات الصواريخ المتساقطة واعتقدوا أنه هجوم بالأسلحة التقليدية، انزلوا أطفالهم كالمعتاد إلى الأقبية والملاجئ السفلية، ولكون (السارين) أثقل من الهواء فقد لحقهم بكثافة إلى الأسفل وأدى لإصابتهم بالتسمم الذي لم تقاومه أجسادهم الضعيفة.

وأضاف الطبيب أن كمية (الأتروبين) سرعان ما نفدت بسبب الأعداد الهائلة من المصابين، وظهرت أعراض التسمم على المسعفين، وباتوا عاجزين عن القيام بالمزيد من عمليات الإنقاذ، وترك من يعتقد أنه متوفى في منزله ليسعف الأحياء فقط، وليتضح بعد ساعات أن بعض من ظهرت عليهم أعراض الوفاة كانوا في غيبوبة فقط.

أما منظمة «أطباء بلا حدود»، فقد أعلنت أن ثلاثة مستشفيات في محافظة دمشق، تحظى بدعم المنظمة الإنسانية الطبية الدولية، استقبلت صبيحة ذلك اليوم حوالي 3600 مريض في أقل من ثلاث ساعات، وكانوا جميعاً ممن تظهر عليهم أعراض التسمم العصبي، ومن بين هؤلاء توفي 355 مريضاً.

قذائف ما بعد الكيماوي!

بعد الهجوم الكيماوي انهالت القذائف على مناطق الغوطة، ما زاد في صعوبة الإسعاف والإخلاء.

وبعد نفاد الأدوية والأوكسجين وفي ظل انقطاع الكهرباء، اقتصر العلاج على الحالات الحرجة، وتم تفضيل الأطفال على من عداهم، واستخدم أتروبين مخصص لمعالجة الحيوانات، وكان الإجراء الأسلم هو نقل الجميع بعيداً من مكان الهجوم، لكن الإجلاء كان مستحيلاً مع حالة الحصار التي يفرضها جيش النظام على المنطقة.

وبسبب العدد الكبير من الضحايا، والحرارة المرتفعة لشهر آب، فقد دفن الشهداء على عجل في مقابر جماعية، ولأن عائلات بكاملها قضت في الهجوم، وتم إسعافها بملابس النوم، من دون وثائق شخصية، فقد دفن كثيرون كمجهولي هوية، وتعذر على الأهالي إيجاد أبنائهم أو معرفة مصيرهم.

ووفق بيان المكتب الطبي الثوري الموحد في الغوطة الشرقية فقد توفي 1302 من المصابين الذين بلغ عددهم 9838 مصاباً تم توثيقهم لديه، وبلغت نسبة الأطفال والنساء 67 في المئة من المتوفين. لكن إحصائيات أخرى قالت أن قتلى المجزرة وصلوا إلى 2000 شخص تقريباً.

نامة شامة تدعو من لاهاي لمعاقبة القتلة!

أبرز الأحداث المتعلقة بالذكرى هذا العام، هو إصدار مجموعة (نامه شام) الإيرانية المعارضة، بياناً في لاهاي، في التاسع عشر آب/أغسطس 2015 – طالبت فيه أن تقوم منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بأخذ عينات من جميع المواقع التي استُهدفت بقنابل (الكلور) في سوريا لتحديد مستوى التلوث بمادة الديوكسين في تلك المناطق.

وكان الأسد قد استبدل غازي (الخردل) و(السارين) اللذين قام بتسليم مخزونهما منهما... بهجمات بالكلور منذ أواخر العام 2014 .

وتأتي الدعوة لفحص المواقع المستهدفة بغاز الكلور في سوريا بحثاً عن آثار (الديوكسين) بعد أن تبنّى مجلس الأمن في 7 آب/أغسطس 2015 بالإجماع قراراً بإنشاء آلية مشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتحديد هوية المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا. ويخوّل القرار البعثة الجديدة بـ “تحدد هوية الأفراد، الهيئات، الجماعات أو الحكومات المسؤولة عن استخدام المواد الكيميائية كأسلحة في سوريا،” بمن فيهم “المشاركون في التحضير لهذا الاستخدام أو تنظيمه أو رعايته أو التورط فيه بأي شكل آخر.”

التعليقات (1)

    النصر لغوطتنا

    ·منذ 8 سنوات 8 أشهر
    بعد كل هذه الجرائم من قصف بالكيماوي )سارين،كلور، خردل..( حصارمن منع للغذاء والدواء والغطاء تهجير )حمص،يبرود،القصير( تعذيب الدعم الدولي للسفاح.... نقول حسبنا الله ونعم الوكيل ما لنا غيرك يا الله الثورة الى النصر وبشار الى القبر
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات