قد يكون ظهور القوارض وغيرها من الحيوانات أمراً متوقعاً بالنظر لما تشهده مدينة حلب من تراكم لمخلفات القصف الذي تشهده أحياء المدينة، وانتشار مكبات النفايات على مقربة من المناطق السكنية، والتي تفوق قدرة وإمكانات عمال النظافة المكلفين بجمعها وترحيلها.
لكن الظاهرة الأخطر، أنه ومنذ أسابيع قليلة لوحظ انتشار نوعاً غريباً من الجرذان، يقول البعض إنها ربما تكون من فصيلة (الجرذ البلجيكي) شديد الخطورة، ما جعل الجميع يطالب بمكافحة هذه الظاهرة فوراً.
أهالي مدينة حلب أعربوا عن تخوفهم الشديد من هذه الظاهرة، مؤكدين أن الجرذان التي بدأوا يشاهدونها مؤخراً، مختلفة عما اعتادوا عليه في السابق، وخاصة لجهة حجمها وشراستها.
وأشار عدد من السكان إلى أن هذه القوارض أكثر جرأة على الظهور ومهاجمة البشر، حيث تخرج في أوقات مختلفة وخاصة في المساء، ضمن مجموعات يتجاوز عدد أفرادها العشرين، مما يصعب من عملية مطاردتها وقتلها من قبل الأهالي، في ظل غياب تحرك من الجهات المسؤولة عن مواجهة هذه الظاهرة.
يقول (أبو محمد) أحد سكان حي كرم الجبل: إن هذا النوع من الجرذان بات يشاهد حتى في الطوابق العليا من الأبنية أحياناً، الأمر الذي جعله يغادر منزله ويقطن في منزل أخيه الذي رحل عن الحي، بعد أن قام بوضع السم لها في الطعام، إلا أنها شديدة الذكاء ولاتقترب من الطعام المسموم كما أوضح.
انتشار الجرذان بهذا الحجم داخل مدينة حلب، وتخوف المدنيين من شراستها، وما يمكن أن تسببه من أمراض، وخاصة وباء الطاعون، جعل عدداً من ناشطي المدينة يطالبون المجلس المحلي بتكثيف عمليات رش المبيدات في الأحياء التي ينتشر فيها هذا النوع من القوارض.
الناشط يمان الخطيب يتحدث عن أسوء تجربة مر فيها مع هذا النوع الجرذان، ويقول "إنه استطاع معرفة نوعها من خلال بحثه على شبكة الإنترنت، وأنها على الغالب من فصيلة الجرذ البلجيكي".
وأضاف: اعتدت الدخول إلى المنزل ليلاً دون أن أفكر بالقطط التي أصبحت نادرة في منطقتي بعد أن كانت تتواجد بكثافة قرب مكبات النفايات دون معرفة سبب هجرتها للحي، لكن عندما وصلت باب منزلي لاحظت وجود حركة اعتقدت أنها تصدر عن قطة جائعة، لكني دهشت عندما شاهدت أغرب جرذ في حياتي.
وتابع يمان: لقد كان كبيراً جداً حتى يكاد أن يكون بحجم إحدى القطط، وقد حاولت إخافته، إلا أنني صعقت بتوجهه نحوي بشكل جنوني، فلم أفكر سوى بالهرب .. ابتعدت عن المنزل لكي أفتح له ممراً إلى الخارج، فغادر دون أي خوف يذكر، وكان جريه أشبه بال"تمختر"
وأضاف الخطيب: لم أصدق أن هذا الحيوان جرذ طبيعي حتى علمت أثناء تصفحي وسائل التواصل الإجتماعي اسمه وخطورته. فصفاته حسب مشاهدتي تشبه ما يدعى الجرذ "النرويجي" أو "البلجيكي" المعروف بشراسته وخطورته على المجتمع، كما أنه يعتبر سبباً رئيساً لمرض الطاعون لما يحمله من سرعة نقل هذا الوباء، كما أنه ذكي جداً لايموت بالسم التقليدي ويحتاج إلى عملية مركزة من رش المبيدات والملاحقة الصحية من قبل المعنيين عن هذا الأمر في المجلس المحلي.
وقد حاولت أورينت نت التواصل مع المسؤلين عن مكافحة القوارض في المجلس المحلي لمدينة حلب، إلا أننا لم نتلقى أي إجابة عن مايمكن أن يقدمه المجلس وما يحتاجه لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة.
التعليقات (3)