تركيا تصدر نموذجاً وليس إرهاباً وطائفية

ربما يكون هذا العنوان استفزازي لبعض الأسديين وربما غير الأسديين. خاصة من" شغلتهم وعملتهم" أردوغان!! من يتابعهم يعتقد أن المجرم بشار الأسد حمامة سلام مع شعبه قياساً بأردوغان. أو أن علي خامنئي الفاشي الطائفي داعية علمانية مدني وحضاري. في أي دولة ديمقراطية، نجد ساسة لهم امراضهم الإنسانية. من حب الذات إلى محاولة الاستمرار بشاشة الأضواء. اردوغان ليس استثناء على هذا المستوى.

القضية الأخرى أردوغان ليس ديكتاتورا. كما أنه كذلك في قضية محاولته، انتاج دستور تركي جديد لنظام رئاسي على الطريقة الامريكية. إنه ليس ديكتاتورا حتى لو أن نوازعه تريد أن يصبح رئيساً بعد إقرار هذا الدستور حتى لو أُقر. طبعاً الأفضل لمشروع اردوغان في قيام نظام رئاسي ديمقراطي في تركيا، أن يعلن عدم ترشحه في حال اقراره. عندها يكون مثالاً يحتذي. رغم ذلك ما يهمني هنا هو تركيا كدولة نموذج، لما وصلت أو يمكن ان تصل إليه. من يشتمون أردوغان وهم مع الأسد وملالي طهران. يشتمونه من قلب تركيا. ليشتم أياً منهم خامنئي في قلب طهران، أو حتى عبر جريدة السفير!!! أو الاخبار الحزب الهية. إنه النفاق وقلة الضمير. اردوغان جزء من آلة حزبية وحزبه جزء من مستوى سياسي لدولة ديمقراطية علمانية، مهما كانت أمراضه الشخصية تبقى مقيدة بهذين الحدين.

أردوغان ليس عنده جيش يستطيع تحريكه ضد مخالفيه. حتى لو أراد لا يستطيع. الجدار الذي يجب أن نواجهه بشدة، وبمعرفة للواقع وضمير إنساني. هو القضية الكردية في تركيا. القضية الكردية الآن في تركيا شبه محلولة في ظل هذا النظام السياسي، وغير محلولة بالطبع فيما لو تم الحديث عن دولة كردية مستقلة. بقي قضية حزب العمال الكردستاني. قضية باتت محمولة على الأجندة الإيرانية بشكل أساسي والاسدية بشكل فرعي. إيران نموذج لنظام فاشي طائفي إرهابي. والاسدية ليست بعيدة عن هذا التوصيف بل أكثر إجراماً. قولوا ما شئتم عن الثورة السورية واشتموها قدر ما تشاؤوا. لكن هذا لن يغير شيئاً بالواقع الفاقع للعين. البي كي كي الآن قضيته قضية قياداته وارتباطهم في إيران وليست قضية الشعب الكردي في تركيا. عبد الله أوجلان القائد التاريخي لحزب العمال في السجن. وأكثر من مرة يطالب هذه القيادات بوقف السلاح. نحن نطالب بإطلاق سراحه. لكن هذه القيادات لا تستجيب.

رغم وصول حزب كردي حزب الشعوب الديمقراطية. إلى البرلمان التركي في الانتخابات الأخيرة. حيث هي المرة الأولى التي يصل فيها حزب كردي إلى البرلمان بوصفه حزباً كردياً وهو الجناح السياسي لحزب العمال. رغم ذلك يخرج رئيس الحزب صلاح ديمرتاش ويرحب باحتلال ايران لسورية. ويرحب بقتل الأسد وحزب الله للسوريين. ما علاقة هذه التصريحات الفاشية بالقضية الكردية في تركيا او في سورية؟ ومن ثم ألا توجد قضية كردية في إيران. أم ان اكراد إيران هم جالية كردية في إيران وليسوا أصحاب قضية؟ رغم كل هذه التصريحات. لم يعاقبه أحد. فليصرح قائد كردي من كرد إيران أنه يرحب بالتدخل التركي في سورية!! ماذا يفعل به الحرس الثوري الخامنئي؟ أليست تركيا انطلاقا من هذه التجربة أكثر ديمقراطية من بريطانيا؟ لو راجعنا تاريخ الجيش الجمهوري الايرلندي وجناحه السياسي والعمل العلني؟ حزب جناحه المسلح وجناحه السياسي يناهضون سياسة حكومتهم. ويناصرون سياسة حكومات فاشية المالكي العراقية والخامنئية والاسدية.

مع ذلك يتحرك أعضاؤه بحرية في تركيا؟ حتى صالح مسلم رئيس الفرع السوري من البي كي كي المسمى بي دي يتحرك بحرية في تركيا. رغم أنه مع الفاشية الإيرانية. في هذه التفاصيل تكمن الفوارق بين تركيا كنموذج لنظام ديمقراطي وبين الاسدية والخامنئية كأنظمة فاشية طائفية إرهابية. فماذا سيصدر نظام خامنئي؟ وماذا سيصدر نظام الاسدية؟ تركيا تصدر نموذج راق رغم كل أمراضه من النظام السياسي ودولة الحقوق والحريات. أما نظام خامنئي فيصدر الطائفية والميلشيات الشيعية الإرهابية لكل من العراق وسورية واليمن ولبنان. المفارقة الوحيدة في فضيحة الفساد التي تورط فيها ابن أردوغان كما قيل، طرفها الآخر تبييض أموال إيران خامنئي المعاقبة من قبل المجتمع الدولي. على حكومة تركيا ان تمضي بمزيد من الإجراءات العميقة في طريق حل القضية الكردية بشكل جذري ونهائي يسحب البساط من تحت اقدام قيادة قنديل...لأنها تقدم نموذجاً لباقي الدول. رغم كل هذه النخرصات من قبل جماعة الاسدية والخامنئية. وملاحظات بعض رفاقنا اليساريين الأكثر جذرية بالمعنى الديمقراطي. كما أن السوري في لبنان لا يستطيع التصريح ضد حزب الله ما لم يكن يسكن في مناطق لا تخضع لسيطرته.

السوريون في تركيا يتمتعون بكامل حريتهم وانسانيتهم كلاجئين. بينما مخبري خامنئي في العراق، رفضوا دخول لاجئين سوريين للعراق. القضية الكردية في تركيا أنا متأكد أنها في طريقها للحل. لكن قضية قيادة قنديل مرتبطة بحل قضية الشعب الإيراني وثورته على نظام خامنئي. رغم قتالهم لداعش كتنظيم إرهابي. لكن قتالهم مع داعش هو من أجل التغطية على وقوفهم مع خامنئي والأسد. وليس من أجل القضاء على داعش. ومجازر كوباني تشهد على ذلك. اتمنى من الاكراد السوريين أن يقتنعوا ان الحل مع الشعب السوري وليس مع الاسدية وإيران. بما فيهم مقاتلي اليبي غي. هذه دعوة من القلب. بالمناسبة أنا ضد الكثير من سياسة اردوغان في الملف السوري السياسي. وعبرت عن ذلك مراراً.