أطفال سوريون ..أبطال لمسرحية عالمية

أطفال سوريون  ..أبطال لمسرحية عالمية

الأطفال السوريون أبطال مسرحية أوليفر تويست العالمية "أوليفر تويست" مسرحية تستثمر مشاعر الحب لدى الأطفال السوريين

للمرة الاولى قُدمت معالجة عصرية باللغة العربية للمسرحية الغنائية الكلاسيكية أوليفر تويست، وذلك بإخراج سفير النوايا الحسنة بالأمم المتحدة الفنان المصري خالد ابو النجا و طاقم من الاطفال مكون من 35 طفل سوري لاجئ وفنانين من الأردن ومصر، المسرحية عرضت في المركز الثقافي الملكي بالعاصمة الأردنية عمان على مدار ثلاثة أيام، من يوم الثلاثاء وحتى يوم الخميس خلال الأسبوع الماضي، حيث تناقش أوليفر تويست التي تُعد من كلاسيكيات المسرح الغنائي، للمؤلف البريطاني ليونيل بارت، والمستمدة من رواية «اوليفر تويست» للكاتب البريطاني تشارلز ديكنز، واقع العديد من الاطفال العرب عموما والسوريين خصوصا الذين حرموا من حقوقهم، نتيجة الحروب الدائرة في بلادهم.

حيث يعتبر صُناع العمل أن هؤلاء الأطفال يعيشون في نفق أسود، وأن المسرحية بمثابة النور الذي سيضيئ هذا النفق، وصرخة تعبر عن معاناة هذه الفئة من الأطفال.

خالد أبو النجا: الأطفال وقضاياهم ليسوا عبئاً أو ترفاً

مخرج العمل الفنان المصري خالد أبو النجا كان قد زار استديوهات مؤسسة أورينت الإعلامية في عمان، وتحدث لأورينت نت عن بداية نشوء فكرة هذا العمل الفني واهميته، حيث قال: "أن مشروع العمل المسرحي بدأ كفكرة بسيطة عندما طلبت شركة (ريفيوجي برودكشن) مني، أن ننفذ مسرحية سابقة تعنى بقضايا المرأة العربية لا سيما اللاجئات منهن، وبعد نجاح ذلك العرض طلبت الشركة أن ننفذ نسخة معربة من مسرحية (أوليفر) التي تتحدث عن حق الطفل الطبيعي بتوفير مأكل وملبس جيدين له، وأن الأطفال وقضاياهم ليسوا عبئاً أو ترفاً، وإنما لهم حقوق، وعندما نقوم باستثمار مشاعر الحب في الأطفال سوف نقدمهم كعناصر فاعلة في المجتمع".

ونوه أبو النجا إلى أن انطلاقة هذا العمل تأتي من الأردن لأنه يستقبل أعداداً كبيرة من اللاجئين السوريين، مما سهل الأمور حيث سبق التحضيرات النهائية إقامة ورشة عمل درامية دربت الأطفال المشاركين بالمسرحية لتأهيلهم واختيار أفضلهم موهبةً.

ورشة عمل درامية لـ 100 طفل

المخرج والكاتب المسرحي السوري وائل قدور كان مشرفا على ورشتي تدريب استهدفت مدربين شباب ومتدربين أطفال، وقد تحدث لأورينت نت عن ذلك قائلا:

"تلخّصت المرحلة الأولى من مشروع العرض الغنائي (أوليفر) بإشرافي على تنفيذ جلسات عامة في الدراما والموسيقى استهدفت حوالي 100 طفل ومراهق من سوريا والأردن يتشاركون العيش في منطقة الهاشمي الشمالي في مدينة عمان، في البداية قمت بتنفيذ ورشة تدريب مدربين مكثفة لإعداد أربعة مدربين شباب (سوريون وأردنيون) لمدة خمسة أيام ليقوموا بدورهم بتدريب الأطفال الموزعين على خمسة مجموعات عمل عمرية، حيث انحصر دوري حينها على الإشراف العام وتقييم عمل المجموعات ورصد تطور مهارات الأطفال الفنية والاجتماعية هدفت جلسات العمل مع الأطفال التي امتدت على شهر، إلى تحسين الشروط الاجتماعية لحياة الأطفال من خلال إكسابهم مهارات التعبير والإدراك واكتشاف محيطهم واكتساب أصدقاء جدد عبر مجموعة من الألعاب والتمارين الدرامية".

السوريون استثمار اساسه الحب والعطاء

إسراء الردايدة صحفية في صحيفة الغد الأردنية تحدثت لأورينت نت عن خصوصية هذه المسرحية في إتاحة المجال أمام الأطفال السوريين للتعبير عما يدور بداخلهم، حيث قالت:

مع تحويل مسرحية اوليفر لنسخة عصرية من الانكليزية فإن هذا يوضح مدى دور الفن في تجاوز كل اللغات حين يكون بصوت الطفولة ليصل الى كل العالم، هي عمل مهم كونه يلقي بظلاله على اهوال الحرب ويمنح الطفل فرصة ليحكي ما يمر به من خلال نصوص وشخصيات يتقمصها تخفف من وطأة الحرب والعزلة وتعيد له ذلك الشعور بالأمان الذي فقده، اوليفر تويست ليس مجرد عمل مسرحي بقدر ما هو رسالة من الاطفال أنفسهم لكل العالم ليرى ما يعيشونه، وكيف تحول واقعهم وباتت الحياة مشردة، نداء لتضع الحرب اوزارها، ومن خلال العلاج بالدراما يخلق المسرح للطفل فضاء يعيش فيه وينمي ثقته بنفسه ويمنحه شعورا بالانتماء وبانه فرد طبيعي يندمج في المجتمع ، وفي نفس الوقت يمهد له الطريق ليخرج كل ما يجول في اعماقه ويتحرر مما يثقل كاهله من خوف والم ، في اوليفر التي يخرجها الممثل المصري خالد ابو النجا ، تعيد هيكلة الصورة العالمية لوضع الاطفال في رسالة مفادها انهم ليسوا عالة بل استثمار اساسه الحب والعطاء والقدرات التي ترمز لمستقبل افضل. "

الفن فهو وسيلة تخترق الجدران الصلبة

كما أشارت إسراء إلى أهمية الرسالة التي تحملها المسرحية، حيث قالت:

"كما ان العمل سيكون متاحا لأطفال يمرون بنفس الظروف في دول عربية مجاورة بالتالي فإن هذا مشروع مهم جدا لا لبعده الفني وحسب، بل لرسالته الانسانية التي تلفت انظار العالم لما يجري، ولأوضاع اللاجئين الذين أكبر الضحايا في هذه الحرب هم الاطفال والنساء، اما الفن فهو وسيلة تخترق الجدران الصلبة وكل اللغات لتحكي عن المعاناة والألم من خلال هذه المسرحية التي تحمل مواصفات عالمية بقدرات الاطفال المشاركين فيها، الى جانب الطاقم الذي أشرف عليهم ومنحهم خبرات وتأهيل وحفز الابداع بالحب فيهم لأنهم استثمار المستقبل".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات