مضايا توأم الزبداني وجرحها النازف

مضايا توأم الزبداني وجرحها النازف
على بعد 2 كيلومتر فقط من الزبداني تقع مضايا. هي بلدة صغيرة وآية في الجمال تتربع على مساحة 3 كم مربع تقريباً الى جانبها سهل واسع خصب يسمى كروم مضايا فيه ما لذّ وطاب من الخضار والفاكهة.

عمل أهلها بالزراعة والتجارة فعرفت البضائع الأجنبية المهربة في مضايا وخاصة الأدوات الكهربائية، أما عن الزراعة فقد كان لها النصيب الأكبر من عمل أهلها.

مضايا الثورة

بدأ الحراك السلمي في مضايا بخروج المظاهرات السلمية التي نادت بإسقاط النظام وبما أنّ السلاح موجود مسبقاً في مضايا فما لبثت أن تحولت الثورة السلمية إلى مسلحة وانضمت الى جانب الزبداني وساهم ثوارها بصد الحملات العسكرية عنها.

يسميها البعض توءم الزبداني فقربهما الجغرافي وصلات القربي والأخلاق من النخوة والشهامة وإكرام الضيف جمعتهما حتى في الثورة فكانت المظاهرة تخرج من الزبداني لتكمل الى مضايا سيراً على الأقدام لتؤكد وحدة الدم والهدف.

ولكن بعد تهديدها بالقصف عقدت مضايا عدة هدن مع النظام لحماية المدنيين اللاجئين إليها هرباً من بلداتهم في ريف دمشق والزبداني خاصة فكانت الملجأ الآمن والحضن الدافئ للنازحين.

وعندما حوصرت الزبداني من قبل جيش الأسد كان لمضايا نصيبها أيضاً، فتمركزت الحواجز على الجبال المحيطة بها وتقطعت البلدة وسهلها بالحواجز والشبيحة نذكر منها: حاجز آية الكرسي أقوى حواجز المنطقة وتتركز فيه قناصة، حاجز النقطة الجديدة، حاجز الأتاسي في الزبداني يقصف مضايا أيضاً، حاجز المرسيدس، حاجز قوس بقين، حاجز بناء عبد المجيد، حاجز الوزير، حاجز المطحنة، حاجز النقطة الثالثة، حاجز مرج التل وغيرها من الحواجز التي بلغ عددها 65 حاجزاً.

اليوم مع الحملة الشرسة التي تجاوزت الشهرين على الزبداني تعرضت مضايا للقصف بالبراميل المتفجرة قذائف المدفعية وكذلك رصاصات القنص لم تستكن بفتك أرواح المدنيين العزل فيها رغم الهدنة المزعومة التي عقدها وجهاء مضايا مع النظام لتجنب نقل أية معركة لبلدة صغيرة تحوي اليوم 45 ألف نازح حسب ناشطون.

إجرام النظام بحق قاطنيها

نتيجة للقصف على بلدة مضايا شهدت عدة مجازر منها مجزرة بحق عائلة من آل شعبان من خمسة أفراد وأخرى بعائلة من آل زعرورة خمسة أفراد وهي عائلة زبدانية نازحة إليها، ومجزرة بعائلة من آل منصور أربعة أفراد خلال الشهر الماضي فقط.

وذكر الناشط حسام مضايا على صفحته في وقت سابق "مضايا أكثر من 1000 قذيفة وصاروخ و6 براميل متفجرة استهدفت البلدة خلال فترة 3 ساعات علماً أنّ البلدة تحتوي على أكثر من 45 ألف عائلة أغلبهم وافدين من مدينة الزبداني" في 3/9/2015.

ونوه أنّ القصف أسفر عن 7شهداء وأكثر من ثلاثين جريح هم حصيلة المجزرة التي ارتكبتها ميليشيا حزب الله وقوات النظام في بلدة مضايا بأكثر من ٥٠٠ قذيفة وصاروخ وخلال مدة زمنية لا تتجاوز الساعة يوم 3/9/2015 قامت المليشيات بدك بلدة مضايا معلنة بذلك نسف أي طريق للتفاوض أو التسوية المحلية راهنة بذلك مصير بلدة مضايا بمصير بلدة الفوعة على حد قوله.

حصار اقتصادي

تتعرض مضايا لحصار اقتصادي وقطع للكهرباء بشكل تام وحصلت الأورينت على أسعار بعض السلع والمواد:

الطحين 1200ليرة أي ما يعادل 4 دولار أمريكي، الأرز 950 ليرة سورية البرغل 1000 ليرة سورية، السكر 850 ليرة سورية أما الخبز غير متوفر أبداً. سعر جرة الغاز 9500 ليرة سورية.

أما الأدوية فهي نادرة أيضاً وأسعارها زادت عشرة أضعاف عن سعرها الحقيقي لندرتها وصعوبة تأمينها. حسب ما جاء في بيان المركز الطبي الصادر عن الطبيب محمد درويش العامل في المركز جاء فيه "في ظل الحصار الخانق الذي تشهده البلدة منذ أكثر من خمسين يوم و الذي سبقه حصار امتد لستة اشهر تعاني البلدة من نقص حاد بالأدوية بشكل عام و الأدوية الإسعافية و أدوية المتابعة بشكل خاص ( صادات - مسكنات - سيرومات - قثاطر - شاش - أجهزة نقل - أكياس دم ) ما يعيق عملية العلاج عند المصابين و يضاعف من اصاباتهم فنسبة 25% من المصابين تعرضوا لانتكاسات بعد اجراء جراحات صغرى أو جراحات كبرى بسبب نقص الدواء أو عدم توفر أنواع معينة منه" وذكر البيان أن عدد الجرحى تجاوز 500 جريح وذكر أيضاً " لا يمكننا القول اليوم إن الدواء غير متوفر فتجار السوق السوداء استغلوا أزمة الحصار و بدأوا بإدخال المواد الطبية على شكل دفعات صغيرة بشكل يومي و لكن بأسعار جنونية فوصل ثمن حقنة السيفترياكسون الواحدة في أحد المرات الى ما يقارب 4$ امريكي أما حقنة الديكلوفيناك فوصلت في أحد المرات الى 2$ أمريكي (كل 1$ يعادل 300 ليرة سورية تقريباً) أما عن الشاش و هو العنصر الأهم فوصل سعر الكيلو غرام منه غير المعقم الى ما يقارب 30$.

أما السهل فقد أصبح منطقة عسكرية ومنع الكثير من الفلاحين رعاية أراضيهم مما أدى لموت الأشجار عطشاً وحرق قسم آخر على يد قوات النظام المتمركزة فيه مما زاد الأحوال المعيشية والاقتصادية سوءً.

بلدة منكوبة

أصدر المجلس الثوري في مضايا وبقين بياناً يعلنون فيه مضايا وبقين بلدتين منكوبتين وذلك بداية الشهر الجاري ناشد البيان جميع المؤسسات الإنسانية للتدخل

"إننا في المجلس المحلي الثوري في بلدتي مضايا وبقين، نطالب كل من يملك حسّ إنساني أن يقف موقف المسؤول أمام ما نتعرض له من حرب إبادة (طائفية -همجية -ممنهجة) من قبل قوات النظام وميليشيا حزب الله اللبناني، بقتل الأطفال والشيوخ والنساء من خلال فرض حصار غذائي عسكري خانق على البلدة منذ ثلاثة شهور".

وأضاف البيان أنّ "النظام قام باستقدام مئات العائلات من مدينة الزبداني وبلودان وما حولهم وقام بإدخالهم قصراً إلى بلدة مضايا، هادفاً بذلك إلى زيادة الضغط الإنساني والبشري والمعيشي في مساحة لا تزيد عن 3 كم، معرضاً بذلك البلدة وكل ساكنيها إلى مجاعة وكارثة إنسانية، من نقص في الدواء والغذاء، ما ينذر بموت بطيء للأطفال والشيوخ وانتشار الأوبة والأمراض".

وختم البيان أنّ "قوات النظام قامت منذ 20 يوماً بتصعيد عسكري كبير على المنطقة، حيث استهدفت البلدتين بالصواريخ والقذائف بالإضافة للبراميل المتفجرة، ما أوقع عشرات القتلى والجرحى من المدنيين، في ظل عدم وجود مشافي ومنع إسعاف المصابين إلى خارج البلدة، كما قام النظام باستهداف الطواقم البشرية من فرق دفاع مدني الأمر الذي ينذر بموت محتم للجرحى".

ومن الجدير بالذكر أنّ مضايا قدمت أكثر من400 شهيد حتى اليوم وعشرات المعتقلين هذا العدد الكبير لبلدة صغيرة بتعداد سكان 15 ألف نسمة. ويمنع دخول وخروج أي شخص منها.

وعن مستقبل مضايا يتخوف ناشطون من ارتكاب مجازر أخرى بحق النازحين وأهلها أو استمرار تجويعها كما حدث في الغوطة الشرقية. أما عن عقد هدنة جديدة فهي اليوم مستحيلة لأنّ موضوع مضايا مرتبط ارتباطاً وثيقاً بموضوع الزبداني وأصبحت على طاولة المفاوضات مقابل الفوعة.

التعليقات (1)

    ماجد

    ·منذ 8 سنوات 7 أشهر
    انقذوا الزبداني تنقذوا مضايا اما اذا تركتوا الزبداني لا سمح الله فستسقط مضايا بعدها الشباب صمدوا بالزبداني 70 يوم و لو كان من يريد دعمهم يزحف على بطنه لوصل المدد اليهم و لكن هناك تآمر على الثورة و على كل شريف فيها حتى يبقى من هم من عينة زهران علوش و الاخوان المسلمين تجار الدين
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات