انقسام أميركي حيال استقبال اللاجئين السوريين

انقسام أميركي حيال استقبال اللاجئين السوريين
رغم تردد الحكومة الأميركية في قبول أعداد كبيرة من المهاجرين السوريين، ورغم مناهضة جمهوريي الكونغرس القوية لقبول أعداد كبيرة، أعلنت، منظمات إنسانية في واشنطن تأسيس تحالف لاستقبال المهاجرين وطالبت الرئيس باراك أوباما بقبول المزيد منهم.

وقالت شينا وارد، المتحدثة باسم مجلس اللاجئين الأميركي (آر سي يو إس إيه): «نتوقع أن تأتي أعداد كبيرة من اللاجئين إلى منطقة واشنطن، وذلك لأن عددًا من السوريين كانوا جاءوا إلى هنا. وهم، بطبيعة الحال، يفضلون الانضمام إلى أبناء وطنهم». وأضافت: «في الوقت الحاضر، نعمل على ترتيب أفضل السبل لنرحب بهم. فنحن نرتب لاستقبالهم في المطار (مطار دالس الدولي، خارج واشنطن)، ولإيوائهم، وإطعامهم، وتوفير ملابس ملائمة مع بداية فصل الشتاء. ثم نساعدهم في تقديم طلبات وظائف، وفي الحصول على بطاقات الضمان الاجتماعي. وفي الانخراط في دروس اللغة الإنجليزية. وفي مواجهة جوانب الحياة الأخرى».

من جانبها، أشارت صحيفة «واشنطن بوست»، نقلاً عن مسؤول في الخارجية الأميركية، أن أغلبية اللاجئين السوريين سيأتون بطائرات من مخيمات اللاجئين في لبنان، والأردن، وتركيا «بعد أن يتم تجهيزهم من قبل مسؤولي مكتب اللاجئين التابع للأمم المتحدة. وبعد أن يخضعوا لفحوصات أمنية مشددة من قبل الاستخباراتيين الأميركيين». وتوقعت الصحيفة، بعد أن يمر المهاجرون الجدد بمراحل الاستقبال والاستقرار والفحوص الطبية ودروس اللغة الإنجليزية، بأن تنقل نسبة كبيرة منهم إلى عشرات الأماكن في جميع أنحاء البلاد. أو الانضمام إلى الجاليات السورية في مدن مثل ديترويت وسان دييغو، وغيرهما من المدن متوسطة الحجم، وحيث تكاليف المعيشة أقل. كما أكدت احتمالية استقرار نسبة كبيرة منهم في منطقة واشنطن.

في سياق متصل، أرسل تحالف المنظمات الإنسانية لاستقبال اللاجئين السوريين خطاباً مشتركاً إلى الرئيس أوباما طالب فيه بأن تقبل الولايات المتحدة ربع مليون لاجئ سوري خلال العام الحالي، وأن يرتفع العدد خلال الأعوام القادمة. وجاء في نص الخطاب: «صار واضحاً جداً، وبما فيه الكفاية، أن مشكلة سوريا لن تنتهي قريبًا. لهذا، يتحتم على الأميركيين أن يفتحوا أبوابهم، على أوسع نطاق، للاجئين من سوريا. وذلك على غرار ما فعلناه مع اللاجئين الفيتناميين نهاية حرب فيتنام». ومن دون الإشارة إلى السياسة الأميركية في الشرق الأوسط وإلى دورها في تفاقم الأزمة السورية، أشار الخطاب إلى أكثر من سبب، موضحًا: «أولاً: ليس الشعب الأميركي إلا شعبًا من المهاجرين. ثانيًا: سيساهم ذلك في تشجيع إجراءات مماثلة من طرف الدول الأوروبية. ثالثًا: سنساهم في منع مزيد من المعاناة وسوء المعاملة والظلم الذي يتعرض له اللاجئون السوريون الذين فروا إلى دول مجاورة».

وقال ستيفان بومان، رئيس منظمة الإغاثة العالمية المسيحية: «نعتقد أن كل كنيسة يجب أن ترحب بعائلات اللاجئين»، فيما أكدت ليندا هارتك، مديرة خدمات اللاجئين اللوثرية المسيحية، أن «قرار الحكومة باستقبال فقط 10 آلاف لاجئ سوري ليس كافيًا. هذا رقم ضئيل. نريد مزيدًا من اللاجئين، ومزيدًا من التحدي. هذه هي عقيدتنا». وكان مسؤول في الخارجية الأميركية قد أكد الأسبوع الماضي أن ميزانية توطين اللاجئين للسنة المالية الحالية تبلغ مليار دولار، وأنها كافية لتوطين 70 ألف لاجئ.

وحسب صحيفة «واشنطن بوست»، فإن 150 ألف سوري يعيش في الولايات المتحدة، هاجر نصفهم تقريباً خلال السنوات القليلة الماضية، فيما استقرت نسبة غير صغيرة في الولايات المتحدة منذ عقود وأصبحت جزءاً من المجتمع الأميركي.

وقال كيفين أبليبي، مدير قسم الهجرة في مؤتمر الأساقفة الكاثوليك الأميركيين: «شدد البابا فرانسيس على ما سماها إنسانيتنا المشتركة ويجب ألا تكون هناك أي حدود للاستجابة لهذه الدعوة البابوية». وقال إبليبيك إن خدمات المنظمة تستند على شعار «الحاجة لا العقيدة»، أي إن الكنيسة تساعد المؤمنين بأديان غير المسيحية. وأشار إلى أنه في كل عام، تساعد الكنائس الكاثوليكية في توطين 25 في المائة من اللاجئين الذين يأتون إلى الولايات المتحدة.

في المقابل، نفى المتحدث باسم الخارجية، جون كيربي، الأسبوع الماضي، مسؤولية الولايات المتحدة في أزمة اللاجئين وفي قبول عدد كافٍ منهم خلال المؤتمر الصحافي اليومي في الخارجية الأميركية. وأوضح: «هذا البلد، الولايات المتحدة، يقبل اللاجئين من جميع أنحاء العالم بنسبة واحد إلى 40.000 أكثر من أي بلد آخر في العالم. ففي عام 2014، قبلنا 70.000 لاجئ. وبنهاية هذا العام المالي (الشهر القادم) نكون قبلنا 70000 لاجئ. وفي العام القادم، سيزيد العدد. وسنقود العالم، مرة أخرى، في إعادة توطين اللاجئين في بلدنا». ووسط مقاطعات الصحافيين، قال كيربي: «انتظروا ثانية! لا يوجد أي بلد آخر تبرع بكميات كبيرة من الأموال بهذا الهدف كالولايات المتحدة. ولا يوجد أي بلد آخر يبذل نفس الجهد والطاقة أكثر من الولايات المتحدة». وأضاف كيربي: «أنا لا أسعى إلى التباهي.. لكن، هذه الرأي بأننا لا تفعل ما فيه الكفاية، وأننا لا نهتم بما فيه الكفاية، هو رأي غير صائب».

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات