مخيم الفداء.. بين غياب الخدمات وانتشار الأمراض

مخيم الفداء.. بين غياب الخدمات وانتشار الأمراض
يعتبر مخيم الفداء في ريف مدينة إدلب نموذجاً حياً للتشرد القاسي وظروف العيش القاهرة للنازحين داخل الأراضي السورية، ويعيش الأهالي في خيم لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء، في غياب أبسط متطلبات العيش والخدمات الأساسية، وانعدام الخدمات الطبية والتعليمية.

المخيم تأسس في ظروف صعبة جدا، بعد نزوح الأهالي تحت قصف طيران النظام، هاربين بأرواحهم لم يحملوا معهم إلا ما يستر جسدهم وأطفالهم فقط، أكثر من 130 عائلة قصدوا ريف سلقين في مدينة إدلب، بقي الناس شهر ونصف بين الأشجار يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، فبعض الجمعيات قدمت لهم الطعام، وهناك من اشترى بعض الخيم.

وفي سؤال للسيد محمد خليل عكاوي مدير المخيم الحالي عن قصة إنشاء المخيم أجاب: " تم تامين 400 خيمة للنازحين وإسكانهم بها بعد توافد أعداد كبيرة من النازحين، ومع استمرا نزوح الأهالي من النقاط الساخنة في سهل الغاب، ازدادت أعداد الخيم لتصل إلى أكثر من 400 خيمة، وفي سؤال له عن سبب تغيير اسم المخيم أشار أن السبب هو صعوبة الظروف التي يمر بها المخيم وأهله ليصبح اسمه الفداء بدلا من الصفصافية.

أوضاع صعبة

تم تأسيس المخيم بشكل فعلي منذ 7 أشهر في منطقة سلقين، ويبعد عن الحدود التركية 2 كم ، ويتألف من 462 خيمه يعيش بها أكثر من 3 آلاف نسمة، معظمهم من قری الغاب.

فالوضع في المخيم لا يشبه أي وضع مخيم آخر في الداخل السوري، فلا يوجد أي دعم على الإطلاق لا غذائيا ولا لوجستيا ولا على صعيد التنظيم، أو البينة التحتية وتامين الحماية، مع انتشار القمامة بشكل كبير داخل المخيم .

أزمة المياه

أكبر معاناة يمر بها المخيم، عدم توفر المياه، حيث يتم شراء كل 20 ليتر من الماء بـ 15 ليرة سورية، والعائلة الواحدة تحتاج إلى 100 لتر يوميا، ويتم جلب المياه بالصهاريج فالمخيم يحتاج 16 صهريج يوميا والأزمة خانقة لأنه لا يوجد خزانات في المخيم، وفي معظم الأحيان يبقى المخيم بدون ماء، كما أن مصدر الماء غير معروف وغير صالحه للشرب.

غياب الكادر الطبي

أما الكارثة الحقيقة التي توشك على الحدوث هي حالات الإسهال التي تزيد عن 100 حالة، بسبب غياب الطبابة في المخيم، فهناك 3500 نسمة يقطنون المخيم ولا يوجد نقطة طبية لكل هذه الأعداد، ولا أي شكل من أشكال الرعاية الطبية، فأقرب نقطة طبية تبعد عن المخيم 7 كم ، وهناك مرضى بحاجة إلى غسيل كلى والبعض لديهم أمراض مزمنة، وحدثنا مدير المخيم السيد أبو خليل عن قصة مؤلمة حدثت لسيدة اضطرت لتضع طفلها تحت الشجرة، وعن حالة أب لديه بنت استمر الإسهال معها لمدة شهرين ، وكان هناك محاولات لمعالجتها ولم تنجح المحاولات وتوفيت الفتاة الصغيرة في عجز تام عن مساعدتها، في ظل ظروف صحية سيئة، فالمياه غير صالحه للشرب و الأكل غير كافي، مع انتشار كثيف للقمامة .

البنية التحتية للمخيم

لا يوجد سور للمخيم يحمي أهله من كافة المخاطر ومن الحيوانات المفترسة، فأرض المخيم ليست معبدة أو مفروشة بالحصى، وهذا ما يجعل الأمور تصبح سيئة مع هطول المطر ليتحول التراب إلى طين ووحل، ويتحول المخيم إلى بركة كبيرة ، أما الخيم فهي ليست أحسن حالاً فلا يوجد لها أرضية وسقف، مما يجعل درجات حرارة الخيام صيفاً عالية جداً.

الهجرة بعد النزوح

وروى أحمد أحد سكان المخيم لأورينت نت، عن الأحوال المعيشية القاسية، وظروف المخيم الصعبة، التي أجبرت 150 عائلة على النزوح نحو الحدود التركية، فالوضع المادي لسكان المخيم تحت خط الفقر، الناس يعملون باستخراج نبات العرق سوس من الأرض والنازح يتحمل كافة نفقاته من ثمن الطعام والشراب، إلى تكلفة شراء الماء.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات