"يني شفق" التركية..كيف خرب الإعلام المعارض التحقيقات

"يني شفق" التركية..كيف خرب الإعلام المعارض التحقيقات
تسبب تفجيرا أنقرة بمعضلة كبيرة في الساحة التركية، بسبب التجاذبات السياسية التي تسبق الانتخابات البرلمانية عادةً. واحتمال وجود صلة ما بين تنظيمي "داعش" و "حزب العمال الكردستاني" أدى إلى إستنفار كامل في صفوف المعارضة، مما دفع وسائل الإعلام التركية المعارضة للتدخل لحماية المتضرر الأكبر وراء ذلك "صلاح الدين دمير تاش"  رئيس حزب "الشعوب الديمقراطي" الكردي.

يني شفق ..الكشف عن أسماء في الـ بي كا كا

كشفت صحيفة "يني شفق" التركية خلفية قرار المحكمة التركية بمنع النشر بما خص التحقيقات في التفجيرين، حيث أفادت الصحيفة بأنه وبعد توصل قوات الأمن و الإستخبارات التركية إلى معلومات تربط حزب العمال الكردستاني بتفجيري أنقرة، هبّ الإعلام المعارض لنجدة "صلاح الدين دمير تاش" رئيس حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، الذي سيكون المتضرر الأكبر من وراء ذلك.

إذ قامت قوات الأمن و الإستخبارات التركية بالكشف عن تغريدات على تويتر في اليوم السابق للتفجيرات لأشخاص على صلة بحزب العمال الكردستاني "بي كا كا"، و كانوا على علاقة بمفجريّ أنقرة "يونس أمرة ألا غوز" و "عمر دوندار".

و كانت هذه التغريدات تحمل رسالة تتعلق بالتفجيرات قبل حصولها. فتمكنوا من الوصول لأصحاب هذه الحسابات المزورة عن طريق "IP Address".  

تسريب أسماء المفجرين و تخريب الخطة

وتتابع الصحيفة بأن بعض العملاء داخل أجهزة الأمن قاموا بتسريب المعلومات حول أسماء المفجرين و تفاصيل التحقيقات لوسائل الإعلام المعارضة، بالتحديد صحيفة "حرييت"، و التي قامت بدورها بنشر هذه المعلومات خوفاً من الكشف عن التعاون المشترك ما بين "داعش" و "بي كا كا"، مما أدى لشل حركة التحقيقات.

 مع كشف صحيفة "حرييت" عن هوية المفجرين، مما أدى لهرب أحد المتورطين بمساعدة منفذي التفجيرات. و لكن قوات الشرطة تمكنت من القبض عليهم.

و كانت وحدات الإستخبارات على وشك حل اللغز المتعلق بصلة الوصل بين تنظيمي "داعش" و "بي كا كا" و من ثم كانت ستعلن عن تفاصيل التحقيقات، إلا أنّ قيام العملاء بتسريب التفاصيل لوسائل الإعلام المعارضة، وقيام صحيفة "حرييت" بالكشف عنها، اضطرهم إلى دفع عجلة التحقيق للأمام و التسريع بالعملية.

 و أضافت الصحيفة أن محكمة الصلح الجزائية السادسة بأنقرة كانت قد منعت نشر كل ما يتعلق بالتحقيقات، لكن "مع الأسف بعد فوات الأوان. " 

من المتضرر الأكبر؟ 

و يعتبر "صلاح الدين دمير تاش"، رئيس حزب الشعوب الدمقراطي الكردي،  المتضرر الأكبر في حال تم الكشف عن هذه الصلة.

كما ذكرنا يوم أمس، اذ ذكرت وكالة "F5 HABER" تأثير تفجيري أنقرة على نتائج انتخابات البرلمان التركي المزمع إجرائها في بداية شهر تشرين الثاني القادم، حيث أشار السيد "مراد بوستكي" من مؤسسة "ORC" للاستقصاء في تركيا، إلى أن الـ HDP"" حزب "الشعوب الدمقراطي" نجح إلى حد ما في الاستفادة من تفجيري أنقرة، وانعكس هذا على نتائج الإستفتاءات الأخيرة التي قامت بها المؤسسة. وأضاف بوستكي أنه في حال تم ربط عملية التفجير بالـ "بي كا كا" حزب "العمال الكردستاني"، فستكون النتيجة معاكسة تماماً. إذ أن "HDP" يمكنه تخطي الحد الأدنى لدخول البرلمان بسهولة إن حصلت انتخابات الآن.  

من هم صلة الوصل مع "داعش"؟ 

و من بين الأشخاص اللذين تم القبض عليهم "محمد سرحات بولاتسوي" تحت اسم مستعار " DrBereday"، و الذي أرسل تغريدة تتعلق بالتفجيرات قبل حصولها بساعات، و كان "بولاتسوي" مرشح محتمل لحزب الشعوب الدمقراطي الكردي في إنتحابات البرلمان الماضية في 7 حزيران، و خضع لدورة تعليمية في كيفية صناعة القنابل في "عين العرب" في سوريا.

وشخص آخر هو "أورهان أوزاي دوغدو" و يعرف بإنضمامه إلى عدد من العمليات لحزب العمال الكردستاني. و تم الكشف عن العلاقة ما بين هذين المشتبهين و "داعش" امام أعين الجميع.

كما قبضت قوات الشرطة على شخص ثالث لم تذكر اسمه يبلغ من العمر 23، و يدرس في جامعة الأناضول، إذ كان قد كتب على تويتر في اليوم السابق للتفجير "في أسوء الإحتمالات سيكون هناك "سوروتش 2" و في حال حصل تفجير سيكون من أكبر المجازر الموجودة. و هذا محض إحتمال".  

صحيفة "حرييت" و القضاء...  

عقب تسريب تفاصيل التحقيقات و نشر الصحيفة لها مما ساعد المسؤولون على الهرب و تأثر عملية التحقيق. قامت المحكمة العليا في أنقرة بفتح تحقيق بحق صحيفة "حرييت"، بتهمة "الإخلال بسرية التحقيقات".  

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات