أوغلو: ليت الأسد يبقى في موسكو!

تزامن الإعلان عن زيارة بشار الأسد السرية إلى موسكو مع إعلان ميليشيا "PYD" عن ضم بلدة "تل أبيض" لادارتهم "الكردية" في شمال سوريا، في حين كان "مصطفى مسلم" شقيق زعيم "PYD" صالح مسلم، يصرح بأن حزب أخيه لا يمثل "أكثر من 10% من أكراد سوريا".

أوغلو: ليته يبقى هناك

تعليقاً على الزيارة السرية التي قام بها بشار الأسد إلى موسكو يوم أمس الثلاثاء، قال رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، "ليته يبقى في موسكو لفترة طويلة حتى يرتاح الشعب السوري قليلًا. بل ليته يبقى فيها دائمًا، لتبدأ بذلك المرحلة الانتقالية"، وكانت وسائل إعلام النظام السوري والروسي أعلنا صباحاً عن هذه الزيارة قبل أن تعلن سانا بعد ساعة تقريباً عن عودته.

وقالت قناة "RT" الروسية أن بشار الأسد ذهب إلى روسيا ليطلع بوتين على "الوضع في بلاده والخطط المستقبلية للجيش السوري. كما جرت مناقشة مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين"، أما المتحدث باسم الرئاسة الروسية "ديمتري بيسكوف" فقال إن بشار وبوتين تحدثا عن "العملية الجوية الروسية في سوريا" بالإضافة لـ"مسائل محاربة المجموعات الإرهابية المتطرفة، والقضايا المتعلقة بمتابعة العملية الروسية ودعم العمليات الهجومية للقوات المسلحة السورية."

وبثت القناة الروسية شريطاً مسجلاً مدته أربع دقائق، قال فيه بوتين شارحاً سبب قيام طائراته بقصف السوريين، بأن هناك 4000 شخص روسي في سوريا، وبأنه يريد ضمان عدم عودتهم إلى روسيا "للأسف هناك في الارض السورية نحو 4000 شخص من الاتحاد السوفيتي السابق -على أدنى تقدير- يحاربون القوات الحكومية ويحملون اسلحة في ايديهم. ونحن -بطبيعة الحال- لا يمكن أن ندعهم يعودون إلى الاراضي الروسية بعد ان حصلوا على خبرة في ميدان القتال وتلقوا توجيها عقائدياً".

في حين قام بشار الأسد بشكر بوتين على قيامه بقصف سوريا! "نشكر مشاركتم الأخيرة وإعلانكم عن جبهة من أجل مكافحة الإرهاب." وأضاف أنه لولا "التحركات والقرارات الروسية لابتلع الإرهاب الآخذ في الانتشار بالمنطقة منطقة أكبر بكثير".

من جهة أخرى وبحسب وكالة "انترفاكس" قام الرئيس الروسي بوتين بالاتصال مع كلٍ من الملك السعودي"سلمان بن عبد العزيز" والرئيس التركي "رجب طيب إردوغان" وأطلعهما على نتائج لقائه مع بشار الأسد.

اقليم كردي جديد!

بموازاة ذلك، نقلت رويترز عن مسؤول كردي "أن مايسمى "الإدارة الكردية في سوريا" أعلنت عن ولادة إقليم جديد أو "كانتون" في شمال سوريا يضم بلدة "تل أبيض"، ويأتي هذا الإعلان بعد يوم واحد من نشر صحيفة روسية خبر عزم "حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي PYD" على افتتاح مكتب له في موسكو، كما يأتي بعد تصريحات صالح مسلم المرحبة بالعدوان الروسي على سوريا.

10% فقط

في المقابل، نقلت وكالة "الأناضول" عن مصطفى مسلم شقيق صالح مسلم زعيم "PYD" قوله بأن "حزب أخيه صالح لا يمثل سوى 10% من الأكراد في سوريا، لكنه يسيطر على المجتمع الكردي لأنه يملك السلاح، نافياً أن يكون للأحزاب الكردية الأخرى أي تأثير على خلاف ما يزعمه الحزب."

وأوضح مسلم وهو بروفيسور في العلوم الشرعية، أن "وحدات حماية الشعب" تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، والأخير هو الجناح السياسي لتنظيم "بي كا كا" الإرهابي، متهماً حزب الاتحاد الديمقراطي باستغلال مظالم الشعب الكردي، وتحقيق مكاسب سياسية منها من خلال ارتباطاته.

ولفت مسلم إلى أن النظام وعد كثيراً قبل الثورة فيما يخص الأكراد لكنه لم ينفذ وعوده، وضرب مثالاً مسألة تجنيس 400 ألف كردي في سوريا لا يحملون جنسية البلاد، حيث قام بمنح الجنسية لبضع عشرات الآلاف وتوقف بعد ذلك.

النفط من جديد

وعبّر مسلم عن استغرابه للتعاون التجاري بين كل من "داعش" والنظام ووحدات حماية الشعب الكردية، حيث يبيعون ويشترون البترول من بعضهم البعض، فيما يقولون في العلن أنهم يقاتلون بعضهم، معتبراً أنه من الصعب فهم تعقيدات العلاقة بين الجهات الثلاثة المذكورة.

واعتبر أن روسيا بتدخلها الأخير في سوريا تريد أن يكون لها موطئ قدم في الشرق الأوسط، وهي في ذلك لن تجد حليفاً مثل بشار الأسد يسلمها الدولة السورية بكل مقوماتها.

ونصح مسلم أخيه وحزبه "بالابتعاد عن التوجه اليساري الاشتراكي الشيوعي لأنه بذلك سيخسر الحاضنة الشعبية الكردية"، مشيراً إلى أن "التوجه الاشتراكي خسر في العالم، فكيف يكون فيه فائدة للشعب الكردي"، وفق قوله.