لمن سيبيع بوتين "رأس الأسد"؟

لمن سيبيع بوتين "رأس الأسد"؟
في خروجه الأول من سورية منذ انطلاق الثورة ضده وضد نظام حكمه، استُدعي بشار الأسد إلى موسكو التي تقاتل هذه الأيام بالنيابة عنه الشعب السوري، الأسد في الكرملين ظهر في صور وزعت بعد عودته إلى دمشق وبدا فيها وحيداً، أعرب عن بالغ امتنانه لروسيا لما تقدمه من دعم لنظامه، واعتبر تدخلها حد من تطور الأمو إلى أوضاع أكثر مأسوية، حسب تعبيره، أول انتقاد وجه لروسيا لاستقبالها الأسد كان من الولايات المتحدة التي قالت خارجيتها إنها لم تفاجأ بالزيارة، لكن المتحدث باسم البيت الأبيض أريك شولتز قال للصحفيين على متن طائرة الرئيس الأمريكي "نعتبر الاستقبال الرسمي للأسد متعارضا مع الهدف المعلن من جانب الروس من أجل انتقال سياسي في سوريا."

بعيدا عن طبيعية الاستقبال والزيارة برمتها والتي بدت كأنها عملية أمنية لإخراج بشار من دمشق وإعادته سالما خلال ساعات، وبعيدا عن رسميتها التي فقدت أهم مظاهرها بخلو مكان الاستقبال من علم النظام، بعيدا عن كل ذلك يبقى أن واشنطن مازالت تنظر إلى موسكو على أنها ترعى أو تسعى لحل سياسي، هذا الحل يبدو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فصله بمقاس خاص يريد إلباسه للملف السوري، وطرحه للتداول السياسي، وكان لابد من إفهام الأسد شخصياً دوره في المرحلة المقبلة، وهذه المرحلة بدأت فعلا من ساعة إعلان الكرملين عن الزيارة، والتي تبعها اعلان وزارة الخارجية الروسية عن لقاء رباعي يضم روسيا إضافة إلى الولايات المتحدة، تركيا والسعودية في فيينا لبحث الوضع السوري، وعطفا على تحركات روسية سابقة واتصالات مع شخصيات سياسية وعسكرية سورية من "المعارضة المقبولة"، وكذلك ربطا بليونة في المواقف الأوربية والإقليمية تجاه الموافقة على مرحلية انتقالية تضم بشار الأسد وإن كان ثمة خلاف على مدتها ودور الأسد فيها إن كان سينتهي مع بدايتها أو يستمر لنهايتها، ولذلك بادرت روسيا إلى الاتصال بكل قادة الدول الإقليمية لإبلاغهم نتائج ما دار بين بوتين والأسد، فكان الاتصال بالملك السعودي والرئيس التركي كأكثر المتشددين تجاه دور الأسد والذين شملهم تلويح وزير الخارجية القطري خالد العطية بخيار العمل العسكري إذ قال اليوم "أي شيء سيؤدي إلى حماية الشعب السوري لن نألوا جهدا للقيام به مع إخوتنا السعوديين والأتراك...بما في ذلك العمل العسكري."

مستبعد هذا السيناريو الذي يفترض خوف موسكو من عمليات عسكرية عربية أو تركية دفعها للبحث عن مخرج سياسي، فهي تبدو عازمة تماما على استغال الملف السوري لفرض نفسها كلاعب أساسي قادر على فرض التسويات من خلال العمل العسكري أو السياسي تمهيدا لبازار بيع "رأس الأسد"، فهي إن كانت اطلعت الأسد على الخطة مؤكد أنها قدمت ضماناتها له ومؤكد أن لديها سيناريوهات لأي استعصاء قد يواجه مساعيه، وأولى العقبات تبدو أنها تجاوزتها أو على وشك وهي أيران التي خرجت أو أخرجت من المشهد العسكري والسياسي، وبالتالي تكون روسيا قد حققت للعرب أول اشتراطاتهم لتمرير تسويتها، أو قبول التفاوض حول تفاصيلها التي لا يمكن التكهن بها، لكن حتما هي بدأت وستستمر بإدارة روسية وفي هذا الصدد اعتبر بوتين "التطورات الإيجابية على الصعيد العسكري" هي دافع لوضع أساس لحل سياسي على المدى البعيد، فهل سيكون الأسد في هذا المدى لم يؤكد ذلك الكرملين، واكتفى المتحدث ديمتري بيسكوف ردا على سؤال بشأن ما إذا نوقش موضوع رحيل الأسد عن السلطة بالقول "هذه التفاصيل لا يمكن الكشف عنها." ...واللبيب من الإشارة يفهم.

التعليقات (4)

    ابو الوفاء

    ·منذ 8 سنوات 6 أشهر
    سيتم بيع رأس بشار للشيطان. فهو ملهم حزب بوتن، ربما يجد الشيطان فيه أداة ليحقق به هدفا شيطانيا.

    أبو الليث

    ·منذ 8 سنوات 6 أشهر
    الثعلب بوتين ينظر إلى رأس هذا الأبله ويقول في نفسه والله تفصيلة هالرأس ليست لبشر

    روسيا سوق النخاسة

    ·منذ 8 سنوات 6 أشهر
    سياسة روسيا مثل نسائها يلي بيدفع أكتر .......*

    والله هيك

    ·منذ 8 سنوات 6 أشهر
    سيبيعه لصندوق الاستخبارات الروسية القيصيرية الاسود .......... كما باع راس ابيه الجحش
4

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات