بسبب القصف الروسي مديرية التربية في حلب توقف العملية التعليمية

بسبب القصف الروسي مديرية التربية في حلب توقف العملية التعليمية
شهدت حلب خلال اليومين الماضيين، تصعيداً جديداً في الهجمات الجوية التي استهدفت أحياء وبلدات عدة في المدينة وريفها، ما أدى لسقوط عدد كبير من الضحايا بين المدنيين.

فقد شنت المقاتلات الروسية إلى جانب طائرات النظام، أكثر من ثلاثين غارة على الأحياء المحررة في المدينة، توزعت على أحياء (صلاح الدين، الكلاسة، السكري، الفردوس، الشيخ سعيد، المرجة، الميسر، الشعار) بالإضافة لعدة مناطق في الريف الشرقي، متسببة باستشهاد أكثر من مئة مدنياً.

48 شهيداً في المدينة

وكان لحيي الفردوس والكلاسة داخل مدينة حلب النصيب الأكبر من عدد الضحايا، بعد أن تم توثيق ما يقارب الثلاثين شهيداً مدنياً تقاسمهما الحيان بالتساوي، فيما وثق ناشطون استشهاد ستة مدنيين في حي صلاح الدين.

واقع زاد من الأعباء الملقاة على فرق الدفاع المدني في المدينة، والذي اشتكى القائمون عليها من عدم قدرتهم على تغطية كل المناطق التي استهدفها القصف، ما تطلب جهوداً مضاعفة كما يقول (ثائر محمد) أحد عناصر الدفاع المدني في مدينة حلب.

وأكد محمد في حديثه لـ"أورينت نت" عن حملة القصف الأخيرة، والتي كانت مكثفة يوم الجمعة، بأن فرق الدفاع المدني لم تتمكن من تغطية كل أماكن القصف بشكل كامل، نتيجة الغارات المتتالية التي استهدفت مختلف أنحاء المدينة، وتسببت بدمار كبير تطلب منا وقتاً مضاعفاً في سبيل انقاذ العالقين تحت الأنقاض، حيث تمكنت فرق الدفاع المدني من إجلاء أكثر من عشرة مدنيين من تحت الأنقاض واسعافهم إلى المشافي الميدانية.

ويضيف ثائر: تم إحصاء سبعة وثلاثين غارة جوية على الأحياء السكنية، بعضها استهدف أماكن القصف ذاتها، حيث تم استهداف حي الشعار بست غارات توزعت على السوق الشعبي في الحي والشوارع الرئيسة، فيما أستهدفت طائرات العدوان الروسي حي الفردوس بأربع غارات، وكانت حصيلة شهداء يوم الجمعة في المدينة فقط 48 شهيداً. 

63 شهيداً في الريف الشرقي

ولم يكن ريف حلب الشرقي بأفضل حال، فكان لمدينتي منبج والباب نصيب من المجازر، حيث شهدت مدينة منبج مجزرة جماعية كبيرة نتيجة القصف الجوي كانت حصيلتها أربعون شهيداً نتيجة استهدافها بخمسة غارات جوية، بينما تم توثيق استشهاد ثلاثة عشر مدنياً في مدينة الباب، بالإضافة إلى عشرة آخرين في بلدة تادف، حسب ماصرح به الناشط (أحمد محمد) لـ"أورينت نت".

وأضاف محمد: هذه المناطق في الريف الشرقي خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، لكن أياً من الهجمات لم تستهدف مقرات التنظيم، وكل المواقع التي تم استهدافها في هي مواقع مدنية، في تأكيد جديد على أن الحرب التي زعمت روسيا خوضها ضد تنظيم داعش، ما هي إلا حرب إبادة جديدة ضد المدنيين الذين أصبحوا أرقاماً بالنسبة للعالم !

توقف العملية التعليمية

القصف العنيف الذي تشنه طائرات النظام بالتعاون مع المقاتلات الروسية، دفع مديرية التربية الحرة في مدينة حلب، إلى إصدار قرار جديد يقضي بإيقاف العملية التعليمية في المدينة مؤقتاً، ويعتبر هذا القرار هو الثالث من نوعه منذ انطلاق الموسم الدراسي الجديد مطلع الشهر الثامن من هذا العام.

ويوضح الأستاذ (مصطفى محمد) مدير التربية في المناطق المحررة بحلب الأسباب التي دفعت المديرية إلى إيقاف العملية التعليمية بأنها من الاحتياطات اللازمة تفادياً لقصف الطيران.

وأضاف محمد: كنا قد أصدرنا قراراً يلزم المعاهد والمدارس على إكمال العملية التعليمية في الأقبية أو الطوابق الأرضية، لكن مع دخول طائرات الإحتلال الروسي سماء مدينة حلب، كان لزاماً علينا إيقاف عجلة التعليم، اذ أن القنابل الروسية تعتبر أشد فتكاً من البراميل المتفجرة التي اعتدنا عليها، بالإضافة إلى أن عمليات القصف بدأت تتركز في أوقات الذروة من ناحية التوقيت، ما يجعل من الأطفال عرضة للقصف أثناء ذهابهم أو عودتهم من المدارس.

يبدو أن فشل قوات النظام المدعومة جواً من الطيران الروسي، وعلى الأرض من الميليشيات الطائفية في انجاز أهداف معاركها في ريف حلب، قد دفع هذا "الحلف" إلى الانتقام مجدداً من المدنيين في المناطق الخارجة عن سيطرته، حيث يأتي هذا التصعيد بعد تمكن الثوار من صد هجمات النظام على ريف حلب الجنوبي، بالتزامن مع تمكن تنظيم الدولة من قطع طريق حلب-حماة المعروف باسم طريق خناصر، والذي يعتبر خط إمداد النظام الوحيد إلى المناطق التي يسيطر عليها في حلب.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات