اخشوا السوريين ...

اخشوا السوريين ...
تزامناً مع انعقاد مؤتمر فيينا، الذي حضرت فيه دول فاعلة في الشأن السوري ودول متورطة بالمشكلة السورية ودول لا علاقة لها بالشأن السوري، تبين حجم تهميش المشكلة السورية والهم السوري لدى القوى العالمية، فليس هنالك وكما هو واضح أية أهمية للسوريين في هذا المؤتمر وكل ما تم ويتم الحوار حوله هو مصالح تلك الدول في سوريا دون الأخذ ولوهامشياً مناقشة الدم السوري، ففي ذات اليوم الذي تم فيه المؤتمر، حصلت فيه مجزرة دوما التي راح ضحيتها 90 قتيلاً .

السوريون ضعفاء بسبب خيانة دولتهم لقضيتهم وبسبب إهمال دولتهم واستهزائها بدمهم ، والضعيف يستقوي الجميع عليه، ولكن إلى حين وتلك تجارب الأولين تروي لنا لنستشرف منها التحولات، فبعد الحرب العالمية الاولى هُزم الشعب الألماني الكبير وأهين الشعب وأهينت الامة ، وكانت هذه الكبوة النفسية سبباً مباشراً رئيسياً لخروج صوت التعصب الشوفيني الذي أخذ فيما بعد شكلاً عنصرياً نازياً، مما أرعب العالم .

في عام 2004 خرج الرئيس العراقي الانتقالي على العالم قائلاً لا تضغطوا على الشعب العراقي فهزيمة شعب والتنكيل به سوف ترتد على العالم .

في العام 2015 لا أحد يناقش هموم الشعب السوري ، الذي يقف وحيداً ، دونما أية حقوق ،حتى النفسي منها.

فما يتفق عليه المؤتمرون في فيينا حالياً وقبلها في جنيف وموسكو و باريس وواشنطن ، يتمحور في الجوهر حول شيء واحد فقط ، ألا وهو كيفية تكبيل الشعب السوري في المستقبل القريب أو البعيد  لامتصاص أي رد فعل بديهي سيتكون نتيجة الضغط والهزيمة والإذلال الذي يتعرض له على الاقل منذ العام 2011 ، فجميع الدول تردي ضمان عدم ثأر الشعب السوري منها، إيران وروسيا وإسرائيل على وجه الخصوص، وكأنهم يدركون ضمناً أن ما فعلوه ويفعلوه تجاه هذا الشعب المظلوم، يجب أن يبقى حبيس الكتب ونشرات الاخبار وألا يتم فسح أي مجال لهذا الشعب أن يرد لظلامه قليلاً من الظلم الذي اذاقوه اياه ، فايران و روسيا تصران على لجم الديمقراطية في سوريا كي لا يتشكل برلمان حقيقي أو حكومة حقيقية شعبية تطالب بقطع العلاقات معهما، دون أن نتحدث عن ردود أكثر ايلاماً لمن قتل وشرد ونكل بالشعب السوري، وإسرائيل ( اللاعب الخفي في المسألة السورية ) تصرّ على تكريس فكرة إدراج تجريم معاداة السامية في العقلية السورية، وكأن السوريين هم من ارتكبوا الهولوكوست أو دعموها .

هم لا يكتفون بقتل السوريين وتشريدهم وتهجيرهم، بل يعملون جهاراً نهاراً على تكبيل مستقبلهم، وتكبيل حكامهم المستقبليين، وتكبيل حكوماتهم ...فعلى سبيل المثال هنالك مبادرات روسية إيرانية لإدراج بنود في الدستور السوري المستقبلي تنص على حماية الأقليات و رعاية شؤونهم، وكأن أخواننا أصحاب الأرض من المواطنين السوريين من الأقليات كانوا بحاجة لمن يحميهم طوال قرون، وهم يعملون على حماية دولة الأقلية اليهودية اسرائيل ،عبر ضمان أمنها قبل ضمان أمن من يذبح ويقتل بالسكين والبرميل .

هم فقط في هذه الحالات سيسمحون لأصحاب الأرض أن يعيشوا بها ، هم فقط في هذه الشروط سيتركون الشعب يرجع الى دياره، بعد أن تحول  الشعب من عاقل الى مجنون غاضب، يجب ربطه بالجنازير حسب تمنياتهم، قبل أن يعود الى داره، ولكن عليهم مهما فعلواً أن يخشوا حقيقةً السوريين، أكثرية وأقلية ..عرباً وكرداً وتركماناً، فالسوري الآن يشعر بالقهر ..وهو أمر لن يدوم .

التعليقات (2)

    سمر محايري

    ·منذ 8 سنوات 6 أشهر
    ابكيتموني شكرا اورينت شكرا غسان عبود

    حازم

    ·منذ 8 سنوات 6 أشهر
    مهلا حتى يصحو المارد السوري وينفض غبار الذل والعار الذي ألحقه آل الأسد واعوانه بهم...مهلا حتى تنفجر براكين الغضب في صدور أهل الشام الطيبين وتتحول لنار تحرق أعدائها....عندها لن ينفع الندم أحدا
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات