من حلب إلى إسرائيل.. هكذا خرجت آخر عائلة يهودية

من حلب إلى إسرائيل.. هكذا خرجت آخر عائلة يهودية
في الوقت الذي تمكنت فيه داعش من السيطرة على طريق خناصر – أثريا بتاريخ 23-10-2015، كان رجل أعمال يهودي أميركي "موتي كهانا" يتواصل مع إحدى العائلات اليهودية الموجودة في مدينة حلب بمناطق سيطرة النظام  ليقنعها بضرورة مغادرة سوريا، مستغلاً حالة الرعب التي خيمت على المدينة بعد الشائعات بقرب وصول داعش حيث كانت العائلة ترفض المغادرة.

بضع دقائق

وبحسب ما نقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن 3 رجال توجهوا إلى منزل العائلة، ودقوا عليهم الباب وصرخوا قائلين: "إنهم سيمهلونهم بضع دقائق كي يحزموا حاجياتهم قبل أن يتم نقلهم".وتم إرغام العائلة اليهودية المؤلفة من الجدة التي تبلغ من العمر 88، وبناتها وأحفادها، بالنزول إلى حافلة صغيرة كانت بالانتظار، وهناك استلموا جوازات سفر سورية، وتوجهت الحافلة إلى تركيا، ولم يتوقفوا في الطريق حيث كان بحوزتهم طعام، لكنهم اضطروا للتوقف على حاجز فجائي أقامته جبهة النصرة، على حد تعبير الصحف الإسرائيلية، ولما كان من المعتاد عبور العديد من العائلات القادمة من حلب إلى تركيا تم السماح لهم  بالعبور، ووصلت الحافلة إلى تركيا.

زوار الليل

يركز الإعلام الإسرائيلي حول ما تلقاه "كهانا" من أخبار تفيد "بأن تنظيم الدولة بدأ يحيط بالعائلة اليهودية"، ومن المعروف أن من بقي من اليهود في مدينة حلب يقطنون في أحياء العزيزية والجميلية، وهي واقعة اليوم تحت سيطرة قوات النظام، وبعيدة عن مناطق سيطرة" داعش" التي لم تسيطر على أي منطقة داخل مدينة حلب، ومع سيطرة التنظيم على طريق الخناصر، وهو شريان الوحيد الذي يصل مناطق النظام في الأحياء الغربية من حلب بالمدن السورية الأخرى، تم قطع الطريق ولم يعد هناك مخرجاً سوى من المناطق المحررة.

كما أن القصة تؤكد أن ثلاثة رجال قاموا باقتحام منزل العائلة لإخراجهم من خلال تخويفهم، إلا أنه في المناطق التابعة للنظام في مدينة حلب لا أحد يقتحم البيوت في منتصف الليل، ويجبر العائلات على الخروج، سوى عناصر الأمن.

حاجز في كل شارع !

ويقول الناشط "أبو محمد" من حلب أن ثمة حاجز أمني متواجد في كل شارع من شوارع مدينة حلب الواقعة تحت سيطرة النظام، ولو "تمت هذه العملية بدون الاستعانة بعناصر من الأمن لتم كشفها بسهولة مطلقة".

وفي إطار استغلال القضية اعلامياً للترويج لمخابراتها أشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن العائلة مرت من أمام حاجز للنصرة فقط، ومن المعروف أنه  ليس الوحيد في ذلك الطريق حيث يؤكد  الناشط" خليل الهنداوي" أن الطريق من مناطق النظام إلى تركيا يمرّ بعدة حواجز ثابتة، منها ما هو تابع للأكراد ، ولجبهة النصرة ، وللجيش الحر.

ويبدو من المفهوم هنا المراد من إقحام اسم النصرة لإعطاء ذلك البعد "البوليسي" للقصة، إذ إن أحد المواقع الإسرائيلية تقول كذلك أن الحاجز كان لداعش!.

كما أنه من المعروف أن المرور بالمناطق المحررة يتم بسهولة ويسر، بل إن حواجز الثوار تقوم بتقديم المساعدات للعائلات، لأن هذا الطريق يشهد يومياً نزوح عشرات العائلات الحلبية الهاربة من سطوة النظام باتجاه تركيا ولايتعرضون إلى أية مضايقات من قبل الحواجز.

إسرائيل ترفض لجوء إحدى اليهوديات بسبب زوجها!

أقنع" كهانا" العائلة بأن تسافر من تركيا إلى إسرائيل، بعد أن أرادت العائلة اللحاق بأهلها المتواجدين في أمريكا، إذ قال لهم" إنه من الأسهل عليهن الوصول إلى إسرائيل، وأنني أيضا إسرائيلي، وأؤمن بأنك إذا كانت يهوديا، فيجب أن تهاجر إلى إسرائيل"، لكن إسرائيل استقبلت الأم وابنتيها ولم تستقبل الابنة الثالثة وأولادها لأنها متزوجة من مسلم، فما كان منها إلا أن عادت إلى بيتها في حلب في مناطق سيطرة النظام.

اليهود في حلب

تُعد مدينة حلب من المدن التي كانت تضم أعداداً كبيرة من اليهود العرب، والذين كانوا يقطنون في حي الجميلية حيث يوجد المعبد اليهودي وكذلك نسبة منهم يقطنون في حي العزيزية، غير أن قرار حافظ الأسد عام 1994 بإجبارهم على الرحيل دفع معظمهم إلى السفر إلى الولايات المتحدة ، ويشكل اليهود السوريون حالياً جالية كبيرة تتركز في بروكلين وفي نييورك، حيث يبلغ تعدادهم في الولايات المتحدة الأمريكية حوالي 40 الف نسمة، أما أملاكهم في مدينة حلب فتحولت إلى عهدة وزارة الداخلية، التي أدرجت الأملاك ضمن ما تطلق عليه بـ "السكن الوظيفي" لمسؤولي النظام، وحتى تاريخ 22-7-2015 لم يبقَ في مدينة حلب سوى 7 نساء يهوديات، لم يتعرض إحداهن لأي إزعاج.

ويُذكر أن الكثيرات تزوجن من مسلمين ولم تعد الطائفة تعترف بهن ضمن إحصائياتها، كما حدث في حكاية السيدة التي لم تعترف بها إسرائيل لكونها متزوجة من مسلم.

المعبد اليهودي في حي الجميلية بمدينة حلب بتاريخ 13-1 -2014

التعليقات (1)

    Alach

    ·منذ 8 سنوات 5 أشهر
    Khabr jamil la makan liliahod fi sham
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات