تفجيرات باريس ليست رقصة "التانغو" الأخيرة!

تفجيرات باريس ليست رقصة "التانغو" الأخيرة!
يناقش الصحفي التركي "عبد القادر سلفي" في مقال له بصحيفة "يني شفق" تفجيرات باريس ومدى مسؤولية العالم بما فيه فرنسا عن ذلك.

فكما بدأ شعور أمريكا بتهديدات أمنية بعد "هجمات نيويورك القادمة من كابول"، فكذلك باريس تعرض أمنها لهزة قوية.

ويرى عبد القادر أن بقاء العراق وسوريا بدون دولة يعني أن باريس وأنقرة لن ينعما بالأمان، حيث تعرضت فرنسا إلى أكبر هجوم منذ الحرب العالمية الثانية، حيث وصلت نيران "دمشق" لباريس.

نوع جديد من "الإرهاب"

لا شك أن العالم يواجه نوعاً جديداً من الإرهاب، ويشبه الكاتب "داعش" بنسخة جديدة من الهواتف النقالة التي تصدر بالأسواق، فالقاعدة لم تكن تنفذ حرب على الجبهة، بل كانت ترى العالم بأسره كساحة للجهاد لها، في حين يحارب "داعش" على الجبهة، وينفذ نشاطات إرهابية على مستوى العالم ككل.  

وأضاف بأن "داعش" ليس كالتنظيمات المعتادة، فهو يمتلك مصادر للنفط، مصرفه الخاص، مناطق سيطرة واسعة من أراضي سوريا والعراق. وتمكن من إحراز هجومات في سبع نقط مختلفة في باريس، وأخرى في لبنان، ناهيكم عن تفجيرات أنقرة، وكل هذا خلال شهر واحد.

كل احتلال 

في كل احتلال يحدث في العالم الإسلامي يولد تنظيم "إرهابي" دامي جديد. فأفغانستان ولدت "القاعدة"، وحرب العراق وسوريا ولدت "داعش"، ويضيف الكاتب بسخرية "ماذا كنتم تتوقعون، أن تفتح الأزهار في بحر من الدم؟".  

ويُحمّل الكاتب الولايات المتحدة الأمريكية جزئاً من المسؤولية، فيقول "تعالى النداء بشأن الاحتقار والظلم الذي يعاني منه العرب السنة، والتعذيب، و الخيالات الجنسية، إلا أن أمريكيا سدت أذنيها دون ذلك".  

ويضيف "وإذا بنا نرى أبواب السجون تفتح، ويفرج عن مساجين الإرهاب، في كل من سوريا والعراق، وتحالف داعش من النظام السوري، وسيطر على الأرض، ومصادر النفط في الرقة".  

بعد أن ركب داعش الـ"تويوتا"

كما يطرح الكاتب هذا السؤال "هل تعلمون متى تعرضت فرنسا للهجوم؟ بعد أن ركب عناصر داعش "التيوتا"، وتوجهوا بالعدة والعتاد لاحتلال العراق، وسيطروا على الموصل".  

كما أكدّ بأن العالم لا يحارب "داعش"، بل يتظاهر بأنه يحاربه. واتهموا تركيا بالتفرقة المذهبية، لما طلبت منهم تسليح السنة العرب في العراق، وتركوامصير السنة لضميرالشيعة. إذ احتلت أمريكيا العراق قبل "عمر البغدادي".  

كما يلوم الغرب على ظهور داعش وإعاقتهم أي محاولة لمحاربته، فيقول "هم يحضرون الأرضية اللازمة لظهور داعش، ويشاهدون داعش يتحول إلى قوة عظيمة في سوريا والعراق، ولا يتقاعصون عن إعاقة أي محاولة لمحاربة داعش".  

والغرب لم يستمع لتركيا ومطالبها بهذا الشأن "تركيا تقول بأنه من المستحيل إيقاف داعش من خلال الجو، لا يستمعون. نقول بأنه من دون الهجوم البري لا يمكن الإطاحة بداعش، يتصرفون وكأنهم غير راغبون. لا يعلنون المنطقة الآمنة، أو منطقة حظر الطيران".  

محاولات فاشلة

و يشير إلى محاولاتهم الفاشلة في حل "الأزمة" وبشكل تراتبي "عندما فشل الأسد، دفعوا إيران، عندا فشلت إيران، يدعون روسيا. وبعد حصول التفجيرات في باريس، يبكون بدموع التماسيح".  

ويؤكدّ بأنه لم يعد هناك مفر من مواجهة داعش، فهم الآن في المرحلة التي ينتهي فيها الكلام، فأحداث فرنسا ليست رقصة التانغو الأخيرة، هي مجرد البداية. وإن لم تُؤسس دولة في سوريا والعراق، فما حدث اليوم في باريس، سيحدث غدا في عاصمة أخرى.  

ويضيف الكاتب بأنهم ساعدوا على نمو الإرهاب بغض الطرف عن داعش، ومساعدة الأسد، والسماح للحرب الأهلية السورية بالتقدم. ووضعوا "هولاند" بموقف حرج، إذ سمحوا للأحزاب العنصرية المعارضة للإسلام باكتساب القوة، كحزب "لو بان" في فرنسا، حزب "بديموس" الإسباني، وحزب "بغيدا" الألماني.  

وأكدّ بأن من سمح للحرب الأهلية بالتأزم في سوريا، هو نفسه المسؤول عن المجزرة التي حصلت في باريس.

موقف المعارضة التركية

ونهاية يربط الكاتب ما حدث في باريس وموقف المعارضة الفرنسية، ويقارنها بما حصل منذ شهر في أنقرة وموقف المعارضة التركية من التفجيرات.  

فيشير إلى وقوف المعارضة بجانب الدولة في هكذا أزمة، إذ صرح حزب المعارضة العنصري الفرنسي "لو بان" بأنهم يوقفون أعمالهم حتى إشعار آخر، وموقف "ساركوزي" الذي يقول "يجب أن نبدي موقف قويا وقراراً صارماً".  

بينما وجهّ رئيس حزب المعارضة الكردية "دمير تاش" التهم للدولة وحملها مسؤولية التفجيرات.  

وأضاف بأن أحزاب المعارضة الفرنسية لم تتهم الدولة، ولم تطلب من الرئيس الاستقالة، بل على العكس طلبوا من الشعب الوقوف مع الحكومة، وأدانوا داعش.  

و أنهى بأن أحزاب المعارضة في تركيا تفوقت على الأحزاب العنصرية الفرنسية بأشواط كثيرة. (أي بما معناه.. حطون بجيبتون).

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات