وعلى عكس باقي الأديان والطوائف تفرح الطائفة المرشدية في حالات الوفاة، ويستقبلون الأمر بالضحك والرقص، كون المتوفى سيذهب لملاقاة ربه. وبحسب ما أوضحت مصادر من الطائفة المرشدية لأورينت نت، فإن اتباع الطائفة يرون أن الموت ما هو إلا انتقال لمكان أفضل.
وتحتفل الطائفة المرشدية في سوريا، بعيد "الفرح بالله" في الخامس والعشرين من شهر آب كل عام،وتستمر شعائر هذا العيد لثلاثة أيام متتالية. حيث تجتمع نساء الأسرة في منزل ورجالها في آخر، صباح العيد ،لإقامة صلاتهم الخاصة.
و يظهر المرشدي في عيده بأبهى حالاته، ويهتم بتفاصيل ملبسه ومأكله. وتوضع في صالة البيت طاولة عليها أصناف كثيرة من الحلويات، لتبدأ التبريكات بعد الصلاة ويتوافد الزوار، فيقول أحدهم:"هنأك الله على الإيمان"، ليجيب الآخر:"أسعد الله حياتك".
يختزل عيد "الفرح بالله" وهو المناسبة الوحيدة لدى الطائفة المرشدية، حالة الشكر التي يمتن بها المرشدي، على وجوده في صورته الحالية، ويرتبط تاريخ العيد بذكرى إطلاق الدعوة، على يد "مجيب سلمان المرشد"، عام ١٩٥١م.
المرشدية في ظل الثورة
ينتشر المرشدية في اللاذقية وحمص ومنطقة الغاب في حماه، و قليل منهم في المحافظات الأخرى والمهجر"، وتؤكد مصادر أورينت نت أن أبناء الإمام سلمان "ساجي ومحمد الفاتح ونور المضيء"، بقوا تحت الإقامة الجبرية حتى سنة ١٩٧٠، بعد تصفية والدهم وأخيهم وغيابهما، حيث كانت المرشدية طائفة ملاحقة، يعتقل أبناؤها بتهمة الانتساب إلى جماعة سريّة.
استطاعت الطائفة ممارسة طقوسها في عهد حافظ الأسد، بعدإفراجه عن إمامهم ساجي وأخويه من الإقامة الجبرية، لكن لم يتم الاعتراف بالمرشديين رسمياً، وأُلحقَ أبناؤهم بالإسلام في الأوراق الثبوتية. ورغم أنهم من ديانات مختلفة، إلا أن معظم المرشديين، ينحدرون من أصول علويَّة.
وبعد قيام الثورة السورية في آذار ٢٠١١، كان لأبناء الطائفة مواقفهم المتباينة، فبينما فقدت بعض العائلات المرشدية، المئات من أبنائها المقاتلين في صفوف جيش النظام، رفض كثيرون منهم، الانضمام للشبيحة والدفاع الوطني واللجان الشعبية، وكان هناك من انضمّ لصفوف الثورة.
نور المضيء ولمحات حول المرشدية
ألّف "نور المضيء المرشد" كتاباً عن الطائفة المرشدية بعنوان "لمحات حول المرشدية". ونور المضيء هو ابن سلمان المرشد , والشقيق الأصغر لساجي إمام المرشديين، الذي عايش الدعوة المرشدية ومفاصلها التاريخية عن كثب، وفيه يعرض قصة المرشدية على طريقة السيرة الذاتية لكنها ليست سيرة ذاتية فقط، بل انها سيرة يتشاكل فيها العام والخاص, ويتشاكل فيها الديني بالسياسي وبالاجتماعي، ولذا فانه الأول من نوعه، حيث يعتبر بمثابة وثيقة كتبها "زعيم مرشدي" حول المرشدية. ووفق هذا الكتاب فالمرشدية هي : دين وليست حزبا سياسيا، هي منهج أخلاقي طاهر بقصد اكتساب رحمة الله ومواصلة عزّته وهي ليست نظاما اجتماعيا معينا، ولا برنامجا اقتصاديا، هذا المنهج الأخلاقي والمسلك النفسي والمنطق العقلي متأتٍ من وجدانية مقتبسة من منجاة الله، فالمرشدية فعل منجاة وتعظيم للارتفاع إلى الحياة، وليست سوى ذلك، وهي تعتني بطهارة السريرة لا بقوانين الإدارة . وبحسب الكتاب فإن المرشدية تبارك كل ما من شأنه تهيئة إكتمال الفرد، وإبراز جمال المجموع، وترفض كل ما من شأنه إعاقة كمال الفرد، وتشويه جمال المجموع. وجاء في الكتاب الذي ألّفه نور المضيء المرشد: "يهمنا أن يكون الفرد إنسانا عزيزا يتمتع باستضاءة فكرية وطهارة قلبية، أن يصل ويكتمل الفرد بالأصالة الإنسانية الفاضلة ومن هذه الأصالة أن ينطلق إلى الأصالات العليا، والأصالة تتمثل في خمسة أشياء (ضمير طاهر مستجلى من الايمان بالله والانسجام مع صفاتِهِ القدسية، فكر وامض من التماس الحقيقة، قلب نابض بالطموح إلى الكمال الروحي وارادة الحياة، قدم ثابتة الصف مع قضايا الحق، ويد ممدودة بالخير للناس أجمعين)".
التعليقات (17)