كيف ردت وسائل التواصل الاجتماعي على استهداف اللاجئين

حملة مسعورة من اليمين

وأعلن ما يزيد عن 25 ولاية أمريكية رفضها لاستقبال اللاجئين، وتجدر الإشارة إلى أن غالبية حكام هذه الولايات من الجمهوريين، كما صرّح وزير الخارجية في الحكومة البولندية "فيتولد فاشيكوفسكي" بوجوب تجنيد آلاف اللاجئين السوريين الذين وصلوا إلى أوروبا لكي يشكلوا جيشاً ويعودون إلى بلادهم ليقاتلوا في سبيل تحريره عوضاً عن "جلوسهم في مقاهي بلادنا وارتشاف القهوة".

وفي فرنسا استغل حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف وقوع الهجمات وطالب بإغلاق المساجد وتشديد أمن الحدود. كما وقال "ماركوس سويدر" السياسي البارز في حزب شقيق لحزب ميركل في ألمانيا، بأن على ميركل تغيير سياستها تجاه اللاجئين ويجب عدم السماح بالهجرة الغير شرعية والغير منضبطة. 

50000 مشاركة

لكن الحال كان مختلفاً على وسائل التواصل الإجتماعي، حيث تعاطف الكثير مع اللاجئين عندما تم لومهم على هجمات باريس، وطالبوا بعدم السماح لوسائل الإعلام والسياسيين باستغلال الوضع ونشر الحقد والكراهية تجاه اللاجئين والمسلمين.

وحقق "بوست" كتبه "روجير بينهام" على صفتحه في الفيس بوك نسباً عالية من المشاهدة ووصل عدد مرات مشاركة البوست إلى 50000، وتلم بينهام في الـ "بوست" عن قضية اغلاق الحدود مذّكراً الأمريكيين عندما رفضوا استقبال 1,000 لاجئ ألماني يهودي في عام 1930، وأجبروا الباخرة على العودة إلى أوروبا، مما أدى إلى موت أكثرهم من قبل النازيين. 

وفي عام 1942، سجنت الولايات المتحدة جميع المواطنين اليابانيين الأصل، خوفاً من قيامهم بعمليات تخريب في الأراضي الأمريكية على الساحل الغربي، وتسبب ذلك بأذى مادي ونفسي لهم.

 وطالب بينهام بإعادة التفكير قبل القفز لاستنتاجات ستخزي أجيال كاملة بعدها. وسألهم إلى أي جانب تريدون أحفادكم وأبناء أحفادكم أن يعرفوا عن زمانكم ووطنكم؟. تمت مشاركة المنشور لأكثر من 30,000 ألف شخص.

يلهون بآلام الآخرين

ونشر الكاتب "راسل كروز" على صفحته أيضاً منشوراً أن إلقاء اللوم على المسلمين بحجة الهجمات الإرهابية هو خطأ ولا تستطيع تعميم نسبة ضئيلة وفاشية كداعش على غالبية المسلمين. 

ورأى أن الغالبية العظمى من كارهي الإسلام كانوا أمريكيين وأنها مشكلة لا بد من مواجهتها وحلها، وضرب مثلاً على الأمريكيين الذين عبروا عن كرههم للمسلمين المرشح الأمريكي "دونالد ترامب" الذي قال أن قصفهم هو الحل.

وغرّد المستشار الخاص لمنظمة "هيومن رايتس واتش" والكاتب "فريد آبراهامز" على حسابه أن بعض السياسيين الأوروبيين والأمريكيين يدعون لمنع اللاجئين السوريين، وعلى ما يبدو أنه نوع من الشماتة من هجمات باريس، إنهم يلهون بآلام الآخرين.

على كندا التحرك

كما ونشرت شبكة أخبار كندية "غلوبال نيوز" فيديو عن التحضيرات التي تقوم بها مجموعة وكالات من ضمنها "ألبرتا للخدمات الصحية" في مدينة "ليثبريدج"  في ألبيرتا – كندا، لاستقبال مايقارب 200 لاجئ سوري على مدى الأسابيع المقبلة وخلق استراتيجية واضحة. وقالت "أميس" عضو في مركز خدمات المهاجرين واللاجئين القادمين إلى كندا إن على الناس مواجهة السلبية تجاه اللاجئين والتي يروج لها وسائل الإعلام و المقاهي الاجتماعية، والتوجه إلى الواقع والإيجابية والتعليم، وأن اللاجئين يهربون من نفس الإرهاب الذي حدث في باريس وعلى كندا التحرك بسرعة لإنقاذ اللاجئين.