الشيخ حميدي الدهام الجربا، الذي أغراه حزب الاتحاد الديمقراطي بمنصب"حاكم الجزيرة" مشاركة بينه وبين "هدية اليوسف"، يقف اليوم أمام حقيقة أنه، استخدم كغطاء لتمدد سلطة الحزب الكردي في مناطق تنتشر فيها عشائر عربية، وكزينة لإدارة يتحكم الاتحاد الديمقراطي بكل مفاصلها، بينما يبقى هو –الجربا- بمنصب شكلي لا يمنع مسلحي ميليشيا اللآساييش الكردية من حصار مسقط رأسه في قرية "تل علو" الواقع بين ناحيتي الجوادية واليعربية قرب الحدود مع العراق.
أكد مصدر مطلع من قبيلة شمر، طلب عدم ذكر اسمه، أن مجموعات مسلحة من ميليشيا الأسايش الكردية، التي تعمل كجهاز أمن تابع لحزب الاتحاد الديمقراطي، هاجمت يوم (السبت) قرية تل علو قرب بلدة الجوادية، على خلفية اشتباك بين عناصر حاجز الأساييش قرب القرية وبين رجل من قبيلة شمر اعترض طلب عناصر الحاجز من زوجته الكشف عن وجهها.
وقال المصدر، إن "التوتر مازال قائماً لليوم الثاني بين ميليشيا الأساييش الكردية وبين مسلحي القبيلة مدعومين بعناصر من ميليشيا الصناديد التابعة لحمدي الدهام"، مشيراً أن الوضع من سيء إلى أسوأ في المنطقة على خلفية الحادثة ولم يحل الإشكال بين الطرفين بعد".
وسبق أن داهم مسلحو ميليشيا الأساييش في أيار/مايو، قرية علي آغا في ذات المنطقة، ونتج عن المواجهات مع سكان القرية، مقتل امرأة وإصابة ثلاث نساء ورجل كانوا برفقتها، أصيبت سيارتهم برصاص الأساييش خلال الهجوم على القرية.
انشقاق مجموعة من مقاتلي الصناديد الأوضاع تشير إلى وجود خلاف بين حميدي الدهام، حاكم الجزيرة، وحليفه حزب الاتحاد الكردي، حيث أفادت مصادر من قبيلة شمر، بانشقاق أكثر من 70 عنصراً من ميليشيا الصناديد التابعة للجربا، وانضمامهم إلى تشكيل عسكري جديد تحت اسم"درع الجزيرة" بقيادة "متعب شلال الكعيط" من ذات القبيلة، لكن التشكيل الجديد يتبع مباشرة لحزب الاتحاد الديمقراطي، وليس حليفاً لها كما هو الحال مع "الصناديد"، حسب مصادر مقربة من التشكيل الجديد.
وحدد حزب الاتحاد الديمقراطي رواتب العناصر المنظمين إليه بـ (200$)، بينما لا تزيد الرواتب التي يدفعها حميدي الدهام لعناصره لا تزيد عن (15000ل.س)، وهذا ما سيدفع المزيد من عناصر "الصناديد" إلى الانضمام لــ "متعب الكعيط"، وفقاً للمصادر. الصناديد، ميليشيا " كانت تعرف بــ "جيش الكرامة"، كانت تعد عند تأسيسها 250 مسلحا تقريبا، تسليحهم خفيف، ومتوسط، وتستفيد هذه الميليشيا مادياً من بيع النفط الخام من الآبار المنتشرة في منطقة اليعربية ورميلان، كما بدأ يصل إلى جيب الحميدي مبلغ يومي، وذخيرة، ودعم مادي من حزب الاتحاد بشكل مباشر، من مردود بيع النفط الخام، فضلاً عن فرض الميليشيا العشائرية على سكان قرى المنطقة دفع 7% من إنتاجهم الزراعي ليكون مصدراً للتمويل.
وظهرت ميليشيا "جيش الكرامة" في اليوم الثاني من انسحاب الجيش الحر وحركة أحرار الشام والنصرة من معبر اليعربية الحدودي مع العراق، بعد معارك مع حزب الاتحاد الديمقراطي، في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2013. وفي كانون الثاني/ يناير 2015، بدأ يسعى حميدي الدهام بمساعدة حزب الاتحاد الديمقراطي، لتجنيد 600 شاب من أبناء قبيلة "شمر" في صفوف ميليشيا "جيش الكرامة"، التي تحولت لاحقاً على "الصناديد"، حيث هدد الحميدي أبناء عشيرته بالاستعانة بمسلحي الاتحاد الديمقراطي في حال لم تقدم كل عائلة شاباً من شبابها، لينضم إلى الميليشيا التي يقودها، ليكونوا نواة لجيش إمارته المنشودة في المنطقة الحدودية مع العراق.
يتحدث بعض أبناء شمر، عن فرض مليشيا "الصناديد" نفسها كسلطة الأمر الواقع في المنطقة، بمساعدة مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي، وسبق أن أعلن الحميدي في مقابلة مع قناة (الميادين) في حزيران 2014، أنه على استعداد لقمع حتى أبناء قبيلته دفاعا عن أمن المنطقة، حسب تعبيره. كما أدعى أنه يملك 3000 مقاتل يحمون الحدود السورية مع العراق، حيث شارك قسم منها في معارك الهول شرق الحسكة خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، ضمن تحالف "قوات سوريا الديمقراطية"، لكن حادثة الانشقاق وتشكيل "درع الجزيرة" تعتبر ورقة ضغط بيد حليفه حزب الاتحاد ضده في حال تغير ولائه أو أراد فصل منطقته عن الإدارة الذاتية الكردية.
التعليقات (6)