بين الثريا والثرى

بين الثريا والثرى
بين الثريا والثرى !

في الأزمة التركية الروسية ... من سيخسر أكثر ؟ ماهو وجه المقارنات بين روسيا وتركيا والحكم فيهما ؟

لقد عشت بعضاً من عمري في روسيا .. وبعضاً أكثر في تركستان ( بلاد ما وراء النهر ) وعامين الآن وأنا في تركيا .. أجريت عمليتين جراحيتين .. في الركبة وللقلب .. لذلك أكتب من مشاهدة عيانية لمفارقات عشتها بين روسيا ومستعمراتها وتاريخها.. وبين تركيا وماضيها وحاضرها الجميل ومستقبلها الواعد إن شاء الله .

لا شك أن الشعوب هي التي تدفع ثمن أخطاء قادتها .. خاصة إذا كانوا مجرمين ديكتاتوريين ومرضى أو معتوهين ومجانين أمثال نيرون وهتلر وموسوليني !

ماذا أخطأت القيادة التركية في إسقاط الطائرة الروسية التي دخلت الأجواء التركية ..؟؟

ماذا تفعل روسيا في سوريا وعلى الحدود التركية ..؟؟

تركيا دافعت عن حقها في سمائها وأرضها وفي أهلها ( ونحن السوريون جميعهم أهل تركيا ) .. بينما روسيا أتت لتدافع عن مجرم وقاتل للشعب السوري .. وتمارس القتل للمدنيين والتدمير للمنشآت الطبية والحياتية والسكنية .. فالجرائم الروسية ضد الشعوب قائمة منذ عقود .. وليس جديد العدوان على سوريا وقدوم الجيش الروسي لحماية أكبر مجرم في القرن بشار أسد من السقوط !

الروس يرتكبون الجرائم بحمايتهم لكل الطغاة في العالم ومنهم أسد وسيسي وقوات ال ب ك ك بواجهتهم السورية وحدات الحماية الكردية الإنفصالية ..

لماذا تفعل ذلك القيادة الروسية ؟

لأنها قيادة ديكتاتورية فاسدة تمارس اللصوصية والقمع والقتل والتدمير في روسيا ثم في كل مكان وحيث لا يستطيع الغرب أو لا يريد قمعها ! كما جرى في جيورجيا وأوكرانيا !

بوتين يفقر الشعب الروسي الذي يجب أن يكون من أغنى شعوب الأرض حيث متوسط دخل الفرد الروسي لا يتجاوز 5000 دولار سنوياً في دولة تصدر كل يوم 10 مليون برميل نفط فقط عدا الغاز والحديد والأخشاب والعاهرات ..

بينما تركيا تصدر المنتوجات المصنعة من غذائية وغيرها إلى 180 دولة و متوسط دخل الفرد فيها يتجاوز 11000 دولار أكثر من الضعف الذي يحصل عليه الروسي ..

تركيا فيها انتخابات حرة نزيهة وشفافة وديمقراطية وشعبها يمارس حقه الانتخابي بنسبة 90 % بينما بوتين يعين رئيساً للبلاد ثم يعزله ... ومجلس الدوما ليس أكثر من مجلس للغنم مثل الذي لدى جميع الدول الديكتاتورية .

بوتين يقتل معارضيه ويدمر البلاد التي استعمروها عندما طالبت بالاستقلال كما في شيشانيا .. بينما تركيا تحقق السلام مع الأكراد ويتم التحاور معهم من أجل إحقاق السلم الأهلي ويدخل البرلمان حزب كردي وتنشر التنمية الشاملة في كل البلاد .

القيادة التركية أتت من رحم الشعب من خدمته خلال عقود واكتسبت ثقة الشعب بها من خلال إنجازات قل نظيرها عالمياً وهذا بجهد وعرق الشعب التركي وبتوجيه من قيادته .. بينما بوتين وأركان حكمه أتوا من أقبية المخابرات السيئة الصيت ذات التاريخ القذر .. وأيضاً من شوارع روسيا الوسخة التي أفرزت قادة المافيا الروسية الأكثر وحشية في التاريخ والتي لم تلتزم حتى بقواعد العصابات المافياوية .. حكم روسيا اليوم هو عبارة عن الجمع المرعب الشرير لجهازي المخابرات والمافيا الروسية .

تركيا تدعم الثورة السورية وفصائلها وتقدم المليارات لمساعدة النازحين السوريين والعراقيين وغيرهم وتنشر في العالم قيم الحرية والعدالة وتبني الجامعات والمشافي والمدارس والطرق وأيضاً المساجد في العالم وتقول ( لا ينقص مال من صدقة ) .. بينما روسيا تصدر الأسلحة والعاهرات ( من الفقر وبسببه ) وتقيم المحطات النووية وتدعم كل الديكتاتوريات في العالم وتساند الطغاة بالأسلحة والمال على حساب الشعب الروسي الفقير وتستورد كل شيء حتى الفوكا الجيدة تستوردها من أمريكا وفلندا بينما يشرب الروس الفودكا المحلية السيئة المسممة .

تصدر تركيا مواد غذائية ومواد صناعية بما فيها القطارات إلى العالم بينما روسيا تستورد معظم موادها وصولاً للجرابات النسائية والشوكلا و الجبن وغيرها الكثير .

تركيا انتقلت في عهد أردوغان إلى دولة تقدمة صناعياً وتجارياً وسياسياً وأصبحت من الدول العشرين الأقوى .. بينما روسيا يتراجع دورها رغم كونها أكثر الدل تصديراً للنفط والغاز والمواد الخام .

روسيا دولة عسكرتارية - مخابراتية - مافياوية وما يترتب على ذلك من فساد وإفساد للحياة بمختلف وأشكالها بما فيها الحياة السياسية والثقافية ( مخالفة التظاهر 10000 دولار أمريكي للفرد , قتل المعارضين - انتخابات صورية - تزايد العنصرية والنازية - تجارة الدعارة والمخدرات .. ) .. بينما تركيا دولة حرة ديمقراطية تسود فيها قيم العدالة ورئيس منتخب بنسبة 52 % في ظل خدمات طبية وتعليمية مجانية في كل تركيا وطبقت ذلك على اللاجئين السوريين وغيرهم .

بوتين قتل الجنرال الكسندر ليبد المرشح لرئاسة روسيا خلفاً لبوريس يلتسين ثم أخيراً اغتال بوريس نيمتسوف قرب الكرملين في رسالة لجميع المعارضين بأن يغلقوا أفواههم ..

بينما أردوغان يدافع عن نفسه أمام معارضيه الذين يتهمونه بممارسة الديكتاتورية السياسية ويترك للقضاء الفصل في النزاعات والتي تخص أسرته دون تدخل منه في الوقت الذي يعيش إخوته وإلى يومنا هذا من أعمالهم الخاصة دون أي فائدة تلقوها بسبب وجود أردوغان في سدة الحكم خلال 13 عاماً .

كثيرة هي المفارقات ... بين الثريا وبين الثرى ! وبين أردوغان وذاك ال بوتين !

التعليقات (1)

    سوري حر

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    حان الوقت لمنظومة الإعلام العربي الموجه أن تصدر كتابات ومقالات يومية حول بوتين الطاغية والمتغطرس و المتمرد على المجتمع الدولي والكثير الشبه بهتلر . ولا بد لبعض هذه المقالات أن تصل لقراء الدول الأوروبية وحكوماتها وهم عندهم من الفزع عند ذكر هتلر سيء الصيت الذي دمر بلادهم وإقتصادهم ما يجعلهم يرتعبون .. ويجب على هذه المقالات التركيز على جوانب الشبه بين هتلر وبوتين وهي كثيرة وفي أن أوروبا إذا ما صمتت على تجاوزات بوتين كما سكتت عن تجاوزات هتلر فأدى بالأخير إلى جر أوروبا إلى حرب عالمية أدت إلى قتل المل
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات