مصير غامض لطلبة الجامعة السوريين في الأردن ..والمنح لاتكفي

مصير غامض لطلبة الجامعة السوريين  في الأردن ..والمنح لاتكفي
مع النزوح والظروف المعيشية الصعبة انقطع كثير من الطلاب عن مدارسهم وجامعاتهم في الداخل السوري ، أما في كثير من دول اللجوء ومنها الأردن اصطدم السوريون بغلاء تكلفة التعليم الجامعي ليصبح حلما بعيد المنال.

"أحمد" واحد من مئات الطلبة السوريين الذي نجحوا في شهادة الثانوية العامة في الاردن ، لكن فرحتهم لم تكتمل بسبب عدم قدرته على دفع التكاليف الجامعية الباهظة، حتى المنح التي تقدم من منظمات وجهات أهلية للسوريين تكلفتها تقارب ألفي دولار في السنة الواحدة ، في حين انه غير قادر على تامين مستلزمات حياته الاساسية ناهيك عن تامين تكلفة الدراسة الجامعية.

أما "وئام" التي لم يبق لها إلا سنة واحدة للتخرج من كلية التربية فمصيبتها أكبر، حيث اضطرت هي وعائلتها لمغادرة سوريا بشكل مفاجئ بسبب انشقاق والدها عن جيش النظام، فلم تستطع إحضار أوراقها من الجامعة ، وهذا يشكل عائقا كبيرا أمام إكمال دراستها وتخرجها في الجامعات الاردنية.

وليست التكاليف هي العائق الوحيد في وجه متابعة التعليم الجامعي، "فسارة" طالبة سورية واجهت صعوبات في التسجيل في الجامعات الرسمية والخاصة على حد سواء لأن شهادة الثانوية العامة التي نجحت بها صادرة عن الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة  ، وهي غير معترف بها في الاردن.

والأمر الذي يدفع الطلاب السوريين للتقدم الى الشهادة الثانوية العامة التابعة الائتلاف في الاردن، هو بسبب أنه يتم امتحانهم بالمنهاج السوري فبالنسبة للطالب الذي وصل للصف الثاني الثانوي في سوريا من الأسهل بالنسبة له التقدم لامتحان بنفس المنهاج الذي درسه ، على أن يقوم بدراسة منهاج جديد.

وقد أكد مسؤول التعليم في الائتلاف السوري في الأردن "عيسى غانم" أنه هناك تواصل مع الحكومة الأردنية بخصوص الحصول على اعتراف بشهادة الثانوية العامة الصادرة عن الائتلاف، متمنياً أن يحصل هذا في أقرب وقت .

وأضاف بالنسبة لمساعدة الطلاب السورين في تأمين منح جامعية لم تتوفر المبالغ المالية وذلك بسبب شح المساعدات للحكومة السورية المؤقتة.

أما أمين عام وزارة التعليم العالي الأردنية الدكتور "هاني الضمور" فقد أوضح أنه "هناك اتفاقية مع السفارة السورية، وهي بدورها ترشح طلاب للدراسة في الجامعات الأردنية، وهذه الاتفاقية مستمرة إلى الآن ضمن منظومة التبادل الثقافي المشتركة ، وما لم يرشح الطالب من قبل السفارة سيخضع مثل اي طالب عربي آخر للمنافسة على مقاعد الدراسة ".

في واقع الأمر كثير من المنظمات والهيئات كان لها دور في تأمين منح للطلاب السوريين في وخاصة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين من خلال مبادرة الأكاديمية الألمانية لبرنامج آلبرت آينشتاين الخاصة باللاجئين (DAFI)، التي تقوم على تقديم منح دراسية مجانية للطلاب السوريين المتفوقين ، بعدد يقارب الأربعين طالبا سنويا .

بالإضافة الى العديد من المبادرات من منظمات المجتمع المدني كمنظمة "هذه حياتي" التطوعية  التي أطلقت مشروع "صندوق علمني" الذي يقدم منحاً جامعية للطلاب السوريين المتفوقين في الأردن، بالاضافة إلى منظمة "سوريات عبر الحدود" التي عملت على تأمين منح جامعية للطلاب السوريين المتفوقين أيضاً.

في حين تعتبر مباردة "جامعتي" المقدمة من قبل منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) وبتمويل من الاتحاد الاوروبي هي ضرورة لتوفير الاحصائيات والبيانات حول أعداد اللاجئين المؤهلين للتعليم العالي والتي بدورها تساعد في التوصل إلى صنع قرار مشترك للمستقبل يضمن توفير فرص تعليمية جامعية لهم تتسق مع ملفاتهم المدرسية واحتياجاته.

فيمكن لأي طالب سوري في الأردن التسجيل على موقع جامعتي للحصول على إمكانية الوصول إلى دليل مؤسسات التعليم العالي في جميع أنحاء العالم، وكذلك مراجعة فرص المنح الدراسية المقدمة .

وفي حديث لاورينت نت مع مسؤول قسم التعليم في مؤسسة سوريات عبر الحدود" محمد ضياء قوجة" أوضح بأن المنظمة تعمل منذ سنتين على تقديم دورات تقوية مجانية لطلاب الثانوية العامة السوريين في الأردن وقد بلغ العدد هذا العام 280 طالب وطالبة، والمنظمة تقدم منح دراسية لبعض الطلاب المتوفقين في الثانوية العامة تبعا للدعم المقدم لها ، وأكد أن متوسط تكلفة الدراسة الجامعية في الاردن للسنة الواحدة هو4500 دولار من دون حسم اومنحة وهو رقم ضخم جدا.

وقد أعرب  "أيمن السباعي" مدير العلاقات العامة في تجمع الطلبة السوريين في الجامعات الاردنية.أن أعداد الطلاب الذين يحصلون على منح سنويا لا يتجاوزالـ 60 طالباً سورياً، أما أعداد الطلاب المنقطعين عن الدراسة  فلا توجد احصائية عنه، وعن عدد الطلاب السوريين الدارسين في الجامعات الأردنية الخاصة والحكومية البالغ عددها  28، قدره في كل جامعة بشكل وسطي بـ 250 طالب في جميع السنوات .

تبقى المبادرات عاجزة عن تغطية أعداد الطلاب السوريين الراغبين بإكمال تعليمهم العالي، لينتقل الشعب السوري من تسابق في نيل الشهادات العليا ليصبح حلم الدراسة الجامعية بالنسبة له شبه مستحيل، وهذا ما سيؤدي إلى تدني  نسبة الحاصلين على شهادات جامعية وسيؤثر سلباً على مستقبل سوريا علميا وثقافيا .

واقع مرير يعيشه الطلاب السوريون في الداخل والخارج ممن لا يستطيعون الى مقاعد الدراسة سبيلا، يبقى السؤال الأقوى برسم الاجابة من الائتلاف السوري والمعنيين بالأمر :

إلى متى يبقى مستقبل التعليم لدى السوريين مجهولا؟؟؟

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات