"الجيل الثالث" لمنظومات الدفاع الجوي للثوار

"الجيل الثالث" لمنظومات الدفاع الجوي للثوار
ظهرت خلال الأشهر الماضية عدة محاولات لتصنيع ما يُمكن اعتباره سلاحاً مضاداً للطائرات من قبل الثوار، تُعبر هذه المحاولات عن مقدار الإرادة لديهم و رغبتهم بإيجاد حل للمعضلة السورية، التي كان يُمكن حلها قبل أعوام بتوفير الحد الأدنى من مضادات الطائرات الفعالة للثوار.

لتنشرَ أخيراً (الفرقة 101 مشاة) فيديو "لمنظومة دفاع جوي من تصنيعها"، تُعتبر المحاولة الأحدث لتصنيع هذه الصواريخ.

 صواريخ محلية

يَظهرُ في الفيديو الذي نُشرَ مجموعة من الصواريخ محلية الصنع، التي رُكبت على قواعد إطلاق ثابتة غير قابلة للتوجيه أو التحريك آلياً، و هي نفس التصميم المستخدم لإطلاق الصواريخ المحلية المشابهة .

مثلَ معظم الصواريخ المحلية يبلغ طول الصاروخ المُستخدم بحدود متر و نصف و القطر حوالي 10 سم (قد يكون مصنوعاً من أنبوب معدني 4 إنش ).إضافة لوجود أربعة جنيحات مثبتة في الذيل.

مخرج الغازات المفرد يدل على أن الصاروخ يعتمد في استقراره على الجنيحات الأربعة فقط، و ليس على الدوران كحال معظم الصواريخ غير الموجهة .

 انفجار الصاروخ بعد طيرانه يدل على أنه مزود بصاعق تأخيري، ربما ضبط لينفجر بعد 7 إلى 10 ثانية من إطلاق الصاروخ ،( يُعتقد أنه دارة مؤقت إلكتروني) .

يبدو أن الصواريخ ليست عالية السرعة، فلا تتجاوز سرعة الصاروخ التقديرية 300 متر في الثانية بالحد الأقصى.

وهي مطابقة بالكامل للصواريخ المحلية الصنع المستخدمة للقصف بمديات لا تتجاوز الأربعة كيلومترات، ما يجعل الارتفاع الذي ذكر أنها تصل إليه غير مؤكد، و بخاصة بحكم عدم وجود وسائل لقياس ارتفاع طيران الصاروخ لدى القائمين على تصنيعه، فقد يكون ارتفاعاً تقديرياً بناء على مجرد تخمينات المصنعين و ليس حسابات تقنية دقيقة .

(فحتى زمن طيران الصاروخ قصير نسبياً ليصل إلى ارتفاع ثمانية أو تسعة كيلومترات، بناء على السرعة المعتادة للصواريخ المحلية الصنع المعتمدة على وقود من نترات البوتاسيوم) .

ويبدو أن التحسين الحقيقي الذي أضيف هو الصاعق التأخيري المضبوط للانفجار بعد زمن معين .

ثلاث "منظومات"

لو صحت التسمية "منظومة" فقد صنعت ثلاثة "منظومات" لحد الآن على الأقل في سوريا، تتشابه ثلاثتها لحد كبير في المواصفات المذكورة سابقاً بحكم اعتمادها على المكونات ذاتها، فهي تعتمد على صواريخ غير موجهة بصواعق تأخيرية .

و لا يوجد سوى منظومة واحدة فقط ظهر لها فيديو تعتبر من وجهة نظر تقنية (الجيل الثالث) لمنظومات الدفاع الجوي للجيش الحر.

فعلى الرغم من أنها تستخدم نفس نوعية الصواريخ تماماً بالمواصفات و طريقة التصنيع ، فهي تتميز عن المنظومتين الأخريين بأنها تملك إمكانية إجراء شكل بسيط من أشكال "التسديد "، فقد ركبها صانعوها على قاعدة إطلاق مركب عليها محركين كهربائيين لتحريكها بالمحور العمودي و الأفقي، لذلك تعتبر أكثر تطوراً (نسبياً) .

bKvhQuEwaS4

إضافة لتصنيع ما يمكن اعتباره "شبكة تسديد" بدائية، مربوطة بكاميرة تتصل بوحدة التوجيه السلكية، التي تتحكم بالمحركات التي توجه قاعدة الصواريخ(حسب ما يظهر في الفيديو الذي يتحدث عنها).

تتشابه هذا المنظومات مع المدفعية المضادة للطائرات التي استخدمت خلال الحرب العالمية الثانية، و حتى السبعينيات من القرن الماضي في آلية التأثير، المعتمدة على الرمايات بقذائف غير موجهة مزودة بصواعق تأخيريه .

QbwHA8egXEE

_FvrvLrtCZc

المشاكل التقنية التي تعاني منها هذه المنظومات :

بغض النظر عن موضوع المدى و القدرة على توجيه الصواريخ (التي لما توجد بعد)،  يوجد عدة مشاكل تقنية تعاني منها هذه المنظومات .

عدم استقراريه الصواريخ

الصواريخ المحلية التي تستخدم مع هذه المنظومات تعتبر غير مستقرة، و توجد الكثير من الشواهد من الفيديوهات التي نشرت تظهر عدم استقرارية الصواريخ، و عدم وجود مسار محدد و متطابق بين جميع الصواريخ لتسير عليه .

غياب المسار المتطابق الثابت بين الصواريخ نفسها يصعب عملية التسديد بشكل كبير، و هو عائد لعدم تطابق الصواريخ أثناء تصنيعها، إضافة لوجود مشاكل في تصميم الصواريخ نفسها، و المواد المصنعة منها و طريقة تصنيعها ككل .

الصواعق 

الصواعق المستخدمة هي صواعق تأخيرية، تعتمد على مؤقت الكتروني يبدو أنه غير قابل لإعادة الضبط قبل الإطلاق بناء على تغير معطيات الهدف.

ما يجعل الصواريخ تنفجر جميعها في مستوى واحد، يسمح بتجنبها عند ملاحظة ارتفاع أول انفجار .

عادة ما تحتوي القذائف التي تستعملها المدفعية المضادة للطائرات إما صواعق تأخيريه (ميكانيكية غالباً)، يمكن ضبطها قبل الاطلاق أو صواعق تقاربية لا تحتاج لضبط، بل تتحسس الهدف تلقائياً و تنفجر عند وصولها لمسافة محددة منه.

(يبدو أن الجيل الرابع من الصواريخ المضادة للطائرات لدى الثوار سيكون غير موجه أيضاً لكن مجهز بصواعق تقاربية) .

الرأس الحربي

الرأس الحربي للصواريخ المستخدمة يحتوي مشكلتين، المشكلة الأولى كونه يحتوي شظايا معدنية تضاف داخله، ما يتسبب بعدم تجانس كتلة الصاروخ و اختلال توازنه، إضافة لتأثيرها على كتلة المادة المتفجرة التي يمكن أن يحملها الصاروخ، و بالتالي تأثيرها على فاعليته و اتساع مدى تأثيره.

فمن المعتاد بالنسبة للذخائر (شديدة الانفجار كثيرة الشظايا)، أن يكون جسم الوعاء الحاوي للمتفجرات ضمن الرأس الحربي هو (العنصر المولد للشظايا)، و بالتالي يُعمد إلى تصنيعه بطريقة تُسهل تمزقه لقطع صغيرة عند انفجاره .

إضافة لكون المواد المتفجرة منخفضة الفاعلية، ما يخفض القطر الفعال للصاروخ ككل .

عدم وجود آلية تسديد

من أصل ثلاثة منظومات يوجد واحد فقط حاول مصنعوها إضافة ما يمكن اعتباره "شبكة تسديد" لإطلاق الصاروخ.

فبسبب عدم استقراريه الصواريخ، و عدم وجود دراسة كافية لمسارها و شكله إضافة لعدم تطابق مسارات الصواريخ نفسها، فإنه لا يمكن فعلياً اطلاقها بشكل "مُسدد" ما يُخفض القيمة الكلية لهذه الصواريخ، و يحولها من صواريخ لإسقاط الطائرات إلى صواريخ لمضايقة الطائرات .

تحسين الفاعلية

قد تتحسن فعالية هذه المنظومات بتحسين طريقة استخدامها، فهي ككل منظومات الدفاع الجوي يجب أن تترافق بوحدات تراقب الطائرات و خطوط سيرها، و تعطي اتجاهات حركتها التقريبية و ارتفاعاتها لضبط الصواريخ للانفجار على نفس الارتفاع، بحيث تُسبب إرباكا أكبر للطيارين .

إضافة للتوقيت الجيد لإطلاق الصواريخ الذي يضمن انفجار الصاروخ أمام الطائرة ما أمكن .

كذلك يجب أن تستخدم هذه الصواريخ بشكل كثيف حتى ترفع احتمال إصابة الطائرة، فمثلاً تطلق المدفعية المضادة للطائرات عيار 100 ملم قرابة 15 قذيفة في الدقيقة و تحتاج لعدد كبير من الاطلاقات لإصابة الطائرة .

لماذا هذه الصواريخ مهمة؟

لا يُتوقع الكثير فعلياً من هذه الصواريخ و أي منظومات مشابهة لعدة أسباب تقنية و تكتيكية، لكنها في حال وصلت لارتفاعات تتجاوز الستة كيلومترات و استُخدمت بشكل جيد، و بخاصة إذا أُحسن تقدير اتجاه حركة الطائرات و إطلاق الصواريخ لتنفجر أمام الطائرات، فهي سوف تتسبب بإزالة حالة "الارتياح الكامل" الذي يشعر به طياروا النظام و الروس لدى تحليقهم في طلعات قصف فوق المناطق التي تنشر فيها.

إضافة لكونها خطوة على طريق تصنيع منظومات دفاع جوي حقيقية، تحقق نتيجة فعالة ضد طائرات النظام و من وقف معه .

هذه التجارب سواء فشلت أو نجحت تعتبر خطوات على الطريق الصحيح، فهي تحتاج للدعم و الاستفادة من الخبرات العلمية والتقنية و الحرفية الموجودة بكثرة لدى السوريين، و قد لا يطول الوقت قبل أن نشاهد منظومات دفاع جوي فعالة قادرة على إسقاط الطائرة المغيرة و حماية المدنيين.

التعليقات (4)

    نبيل

    ·منذ 8 سنوات 3 أشهر
    الله يوفقهم.

    حسام

    ·منذ 8 سنوات 3 أشهر
    يجب استخدام نظام gyroscope لعمل استقرار للصواريخ وقد ينجح استعمال جهاز autopilot الخاص بالعاب طائرات التحكم عن بعد حيث سعره البسيط واستيراده من الصين يسمح بعمل المهمه. والتوجيه الالي يمكن تركيب كاميرا وبرنامج opencv لتوجيه الجنيحات

    مراقب

    ·منذ 8 سنوات 3 أشهر
    يرجى من الثوار بحث الاستعانه بمهندس تقنية معلومات يعرف برمجة opencv ومهندس الكتروني للتوجيه

    عرار الخالدي

    ·منذ 8 سنوات 3 أشهر
    ان شاء الله سوف نتمكن من تصنيع المضاد الامثل لتلك الطائرات المعاديه
4

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات