نوري المالكي أحرق العلم التركي من أجل التودد لإيران

نوري المالكي أحرق العلم التركي من أجل التودد لإيران
قبل ساعات من إعلان تركيا سحب قواتها من منطقة شمال الموصل باتجاه منطقة كردستان العارق، كشف مصدر عراقي أن إحراق نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي السابق، العلم التركي في المظاهرة التي قادها أول من أمس، وذلك سعياً منه لكسب الود الإيراني أو الدعم الذي بدأ يفقده في الفترة الأخيرة، كونه أصبح كرتا محروقا لدى الإيرانيين حالياً.

وقال سياسي عراقي لصحيفة "الشرق الأوسط" إن المالكي لم يستوعب صدمة خروجه من المنصب بعد رهان كامل على إيران، خصوصاً أنه واجه جفاء غير مسبوق من قبل الجانب الإيراني، وذلك أثناء زيارته العلاجية الأخيرة في طهران.

وأضاف المصدر أن الجانب الإيراني  لم يستقبله ولو من باب المجاملة ، بينما كان يحظى في السابق برعاية خاصة من قبل المرشد الإيراني علي خامنئي الذي كان يحرص على استقباله في كل زيارة لطهران سواء كانت زيارة دولة رسمية أو زيارة خاصة للعلاج أو لغيره.

ويشير السياسي العراقي إلى أنه خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس فؤاد معصوم إلى إيران فإنه وبعد أن قام المرشد خامنئي بتوديعه عند الباب التفت إلى بعض مرافقي الرئيس وقال لهم" أرجو إبلاغ تحياتي إلى العبادي"، إذ إنه كان بإمكان المرشد أن يتجاوز الأمر ولا يخصص تحية لأحد، لا للعبادي أو لسواه، لكن إرسال التحية أمر له دلالته بالنسبة إلى الإيرانيين الذين يريدون أن يقولوا أو يوحوا بأنهم يتعاملون مع رئيس الوزراء العراقي وأنهم داعمون له بطريقة أو بأخرى، خصوصاً أن العبادي من قبل أطراف شيعية معينة لديه ميل إلى واشنطن، وأن الضغوط الأميركية هي التي لا تزال تحول دون طلبه إشراك روسيا بالضربات الجوية في العراق، فضلا عن عدم تحمسه للتحالف الرباعي.

لكن في الوقت نفسه ومثلما يشير السياسي المطلع فإن "العبادي تمكن من اختراق منظومة الحشد الشعبي التي يحاول المالكي السيطرة عليها بوجود قادة أقوياء أمثال أبو مهدي المهندس وهادي العامري، بالإضافة إلى زعماء فصائل مهمين مثل قيس الخزعلي أو مقتدى الصدر أو زعامات دينية سياسية بات لها حضور لافت مثل عمار الحكيم، موضحا أن "العبادي لبى متطلبات قادة الحشد الشعبي خصوصاً العامري والمهندس على صعيد الموازنة والأسلحة والقضايا اللوجيستية بعد أن تشدد أول الأمر مستخدما صلاحياته كرئيس للوزراء، وهو ما دفعهم أول الأمر إلى مهاجمته، غير أنه سحب البساط من كل خصومه وأولهم المالكي عندما بدأ يلبي كل ما يطلبونه رغم الضائقة المالية التي يمر بها العراق.

وبشأن نزول المالكي إلى ساحة التحرير متظاهراً جنباً إلى جنب مع هادي العامري، قال السياسي العراقي إن "المالكي لعب على الوتر العاطفي في هذه القضية بمن في ذلك قضية حرق العلم التركي في ساحة التحرير بوجوده، وهي رسالة سلبية تماما في وقت يحاول رئيس الوزراء حيدر العبادي ووزير خارجيته إبراهيم الجعفري التعامل بحذر مع تركيا باتباع سياسة الباب المفتوح، لا حرق الأعلام، مع التأكيد على ثوابت السيادة، بينما يريد المالكي إعادة تلميع صورته بعد أن عده البعض في زمن حكومته بأنه مختار العصر".

ويضيف السياسي العراقي أن "تصعيد العبادي مع أنقرة يبدو محسوباً، وهو يصب في مصلحة طهران في النهاية، بينما يمكن القول إن الزيارة العلاجية التي قام بها المالكي إلى طهران أنهت مستقبله السياسي، لا سيما أنها تزامنت مع فقده منصب نائب رئيس الجمهورية، فإنه حتى وإن كان لا يوفر له حصانة من المحاسبة لكنه كان يمثل دعامة أساسية يستند إليها، وبالتالي فإن النزول إلى ساحة التحرير ضد تركيا لن يوفر له فرصة العودة إلى الساحة بقوة في ظل من بات أقوى منه بكثير سواء من وجهة نظر طهران أو على أرض الواقع من خلال تنامي نفوذ الفصائل المسلحة التي أصبح لها قادتها بمعزل عن المالكي.

يشار أن محافظ نينوى السابق، "أثيل النجيفي" قال قبل أيام إنّ ميليشيات شيعية مدعومة من قِبل إيران، تقف وراء معارضة رئيس الوزراء العراقي "حيدر العبادي" لتواجد القوات التركية في العراق.

هذا ودخلت "المرجعيات الشيعية" العراقية في كربلاء بزعامة "علي السيستاني"، على خط التصعيد مع تركيا وطلبت المرجعية من العراقيين أن يعدوا أنفسهم لمواجهة ما سمته "الاحتلال التركي"، كما طالبت بعدم التسامح مع أي طرف يتجاوز على "السيادة العراقية".

والجدير بالذكر أن تركيا سحبت مساء أمس جزءاً من قواتها العسكرية، من معسكر قرب الموصل في شمال العراق، وذكرت وكالة أنباء الأناضول الحكومية نقلاً عن مصادر عسكرية أن "قافلة من عشر إلى 12 آلية بينها دبابات" خرجت من بعشيقة باتجاه الشمال.

وكان مسؤول تركي رفيع أعلن الأسبوع الماضي أن ما بين 150 إلى 300 جندي وعشرين دبابة نشرت لحماية المدربين الأتراك في قاعدة بعشيقة العسكرية قرب مدينة الموصل، التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية منذ حزيران/ يونيو 2014.

التعليقات (1)

    حسان الحموي

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    ياجماعة لاعجب من تصرفات الشيعة فهم اليهود والصفوين
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات