ناشطون يفاجئون زميلهم المصاب بمرض السرطان بـ "حلاقة رؤوسهم"

ناشطون يفاجئون زميلهم المصاب بمرض السرطان بـ "حلاقة رؤوسهم"
قام مجموعة من الناشطين السوريين العاملين ضمن فريق "شباب الوفا" التطوعي بمفاجئة زميلهم "أحمد فخري" المصاب بمرض السرطان، بقيامهم بحلق شعر رأسهم بشكل كامل، تعبيراً عن تضامنهم معه في مرضه.

أحمد الذي يعاني من مرض السرطان منذ عام 2012، قدم إلى تركيا بهدف العلاج في مطلع عام 2014، وبعد إجراء الفحوصات اللازمة تبين أنه بحاجة إلى زرع خلايا، لكن الأطباء حينما علموا بأنه سوري رفضوا إجراء العملية، لارتفاع تكلفتها، إلا أنه استطاع التغلب على مرضه بشكل جزئي وانضم لفريق شباب الوفا التطوعي ضمن نشاط "بسمة عيد1". وكان للعمل التطوعي أثر كبير على نفسية أحمد، بيد أن نكسة مرضية حادة أصابته اضطرته للدخول مرة ثانية للمشفى؛ حيث وضع في العناية المشددة لفترة تقارب 36 يوماً.

فريق شباب الوفا المكون من عدد من ناشطي الثورة السورية قرر الوقوف إلى جانب أحمد، إذ عمد الأعضاء الشباب على حلق شعورهم على درجة الصفر، واتجهوا جميعاً إلى المشفى، وتقدموا إلى إدارة الأخير بالسماح لهم لمقابلة زميلهم، إلا أن طلبهم قوبل بالرفض الشديد، بسبب الوضع الصحي وصعوبة إخراج أحمد من العناية المشددة. وبعد مناشدة متكررة وافقت الإدارة على الطلب لكن لمدة لا تتجاوز دقيقتين.

وعلى إثر ذلك تجمع الأعضاء الشباب أمام غرفة العناية واضعين "قبعات على رؤوسهم" وإلى جانبهم الأعضاء الإناث. وحينما خرج أحمد قام الشباب برفع القبعات وظهروا جميعاً بموقف إنساني مشترك مع زميلهم.

عاد أحمد إلى غرفة الإنعاش وكانت إدارة المشفى قد صدمت بهذا الموقف، ما استدعى العديد من الأطباء للبكاء الشديد، وبعد مضي يومين على الحادثة اتصلت الإدارة بعائلة أحمد لمقابلتها، وأعلنت بشكل مفاجئ أن ابنهم يستطيع الخروج من المشفى كلياً؛ وعزوا ذلك إلى أنه تجاوز المرض بنسبة 80%. لكن هذا القرار أثار الخوف لزملاء أحمد في الفريق؛ في خشية منهم أن يكون الأمر مرتبط بمدى استفحال المرض وأن "الحالة ميؤوس منها" وإقرار إخراجه في الأيام الأخيرة من حياته. 

وعليه قام الفريق بزيارة إدارة المشفى للتأكد، حيث أخبرتهم بدورها أن "المريض فعلاً تجاوز المرض بالنسبة المذكورة وأنهم ذاتهم مستغربين من هذا التحسن الغريب والطارئ، مرجعين الأمر إلى الحالة النفسية الجيدة التي طرأت عليه".

 التقت "أورينت نت" مع أحد أعضاء الفريق "أحمد الإبراهيم" الذي أكد "أنّ المرضى يجب أن يعاملوا على أنهم ناس أصحاء، كونهم قادرين على العمل والعطاء"، متوجهاً إلى زميله وصديقه أحمد بالعبارة "نحن نستمد الأمل والمقاومة منك".

"الحب يشفيك" بهذه العبارة لخص "أحمد الإبراهيم" ما حدث لصديقه من تطور في صحته لحد القرب من الشفاء، مؤكداً أنهم كفريق "رأوا مدى القوة والإرادة لدى أحمد للتغلب على مرضه".

"أحمد فخري" المصاب بالمرض الخبيث أكد في حديثه إلى "أورينت نت" أن "الفرحة العارمة والشعور بعظمة الموقف كانت أكبر دافع نفسي له حتى دون شعوره للتغلب على أعراض المرض الجسدية"، مشدداً على أن "المشكلة الأساسية التي تعترض مريض السرطان هي نفسية والتي تؤثر على الجسد وتزيد من الأعراض الجسمانية".

كما أن أسرة أحمد أكدت لـ "أورينت نت" أن "ما قام به فريق شباب الوفا الذي ينتمي إليه أحمد، خفف من آلام ابنهم، لا سيما وأن أحمد دخل المشفى بحالة صحية متدهورة"، مضيفةً أن "التقارير الطبية أثبتت التحسن الهائل الذي طرأ على حالة ابنهم عقب حادثة التضامن".

الجدير بالذكر، أن فريق شباب الوفا التطوعي، أسس منذ أكثر من عام ونصف في مدينة غازي عينتاب التي يعتبر مركز نشاطه، ويعمل الفريق على المبادرات والأنشطة والمشاريع التنموية، المجتمعية، والفكرية. كما أن كلمة "وفا" في تسمية الفريق أتت لتشكيلها مجموع الحروف الأولى من كلمات (وعي – فكر – إنجاز)، وهي المحاور الرئيسية التي تجمع عمل الفريق.

ويضم الفريق حوالي 70 متطوعاً منهم مجموعة مدربة على إجراء الكشوفات الميدانية، ومجموعة "ربوتين" للتدريب على الروبوت، كما للفريق 80 صديق من الأطفال المدربين على أداء الكورالات الغنائية، وفريق عمل مسرحي من اليافعين.

 

 

التعليقات (2)

    أبو أحمد

    ·منذ 8 سنوات 3 أشهر
    الله يبارك فيكم جميعا ياشباب الوفا اسم على مسمى

    عمر

    ·منذ 8 سنوات 3 أشهر
    ما زال هناك خير في الدنيا
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات