2015 درب اللجوء الطويل.. حكايات انتهت وأخرى بدأت

2015 درب اللجوء الطويل.. حكايات انتهت وأخرى بدأت
لم تشهد أعوام الثورة الخمسة مثل عام 2015، الذي تكلل بأكبر موجة لجوء قام بها السوريون مروراً من تركيا والانتقال بحراً إلى اليونان، ومن ثم العبور براً إلى الدول الأوربية. وبحسب إحصائية المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بلغت نسبة الغرق في درب اللجوء، إلى تسجيل حالة غرق واحد من اللاجئين في كل 4 ساعات. فكان صيف 2015 حافلاً بقصص اللاجئين السوريين التي تبنتها وسائل الإعلام ونقلتها إلى العالم.

إيلان السوري

استيقظ العالم بتاريخ 3 إيلول 2015 ، على صورة طفل لم يتجاوز الثلاثة من عمره، تقاذفته أمواج البحر المتوسط، قبل أن تلفظ جثته على إحدى الشواطئ بعد أن غرق هو وأمه وشقيقه في محاولة لبلوغ جزيرة يونانية بزورق الموت" البلم". وقصة غرق الطفل" إيلان" السوري هي التي وجّهت أنظار العالم إلى قصص اللاجئين، على الرغم من مئات حالات الغرق التي سبقت حادثة الطفل "إيلان" إلا أن فجيعته الإنسانية قامت بتعريف العالم على زوارق الموت، والطرق الخطرة التي يتبعها السوريون للوصول إلى أوربا.

شاحنة "المرتديلا"

سبقت حادثة "شاحنة تبريد اللحوم" قصة حادثة "إيلان". في تاريخ 28 آب 2015 عثرت الحكومة النمساوية على أكثر من 70 جثة "بينهم 59 رجلاً وثماني نساء وأربعة أطفال، إحداهم في سنتها الأولى أو الثانية" . في شاحنة كانت مكدسة باللاجئين وجدت متوقفة في إحدى الطرق القادمة من المجر إلى العاصمة النمساوية فيينا، وكانت السوائل من الجثث المتحللة تتسرب من بابها الخلفي. قبل أن تعلن الحكومة النمساوية أن الجثث تحمل جنسيات سورية، أغلق المهرب عليهم الشاحنة وتركهم هارباً لمصير الموت خنقاً.

أنا مع العروس

بالرغم من أن قصة فيلم" أنا مع العروس" الذي يصور رحلة بعض اللاجئين إلى السويد، هي قصة حقيقية، إذ تم تصوير الفيلم الوثائقي أثناء القيام بالرحلة، إلا أن تسليط الضوء على قصص اللاجئين ومآسيهم، أعاد إحياء الفيلم وقصته التي انتشرت على نطاق واسع عام 2015، ولاسيما بعد مشاركة صانعي الفيلم بالرحلة لإيصال اللاجئين بتنفيذ اقتراح المخرج بالقيام بعرس وهمي يقومون من خلاله برحلة عبر عدة دول أوربية لتهريب اللاجئين السوريين والفلسطينيين الخمسة. وتم تجهيز الموكب وكأنه" زفة" عرس إيطالي تتجه من ميلانو إلى استوكهولم، بعد أن تعبر فرنسا ولوكسمبورغ وألمانيا والدنمارك في رحلة استمرت لأربعة أيام.

الموت غرقاً بالشوكولا

تحت هذا العنوان يروي أحد اللاجئين قصة رحلته نحو أوربا، بعد أن فشل 17 مرة قبل أن يتسلل في شاحنة متوجهة لبريطانيا في محاولته الثامنة عشر الفاشلة أيضاً والتي كادت أن تقتله.

يحكي اللاجئ كيف كان المهرب يعدهم بطريقة ناجحة لبلوغ بريطانيا، من خلال وضعهم في شاحنات تحمل السوائل، والتي أقنعهم أنها لا تمرّ على أجهزة أكس وتتجه مباشرة إلى القطار. ولم يكن لديهم أية فكرة عما هي السوائل في الشاحنة التي اكتشفوا أنها محملة بشوكولا ذائبة" يقول صاحب الحكاية:"كانت الشوكولا تغمرنا حتى أعناقنا، وكانت الحرارة مروعة، وتوجب علينا تحريك أرجلنا على الدوام حتى لا نغوص في الشوكولاته. لكن الشاحنة لم تتحرك ومكثنا هناك حوالي ساعتين. في النهاية بدأ الآخرون يقولون إن الخزان شديد الحرارة وعلينا أن نخرج منه، كانت الشوكولاتة لزجة للغاية، وآخر شخص عانى أشد المعاناة إذ لم يتبق أحد ليدفعه الى أعلى وحاولنا جميعا سحبه، لكن الشوكولا كانت تسحبه الى الأعماق واضطر أن يخلع حذاءه كي يخرج وتركهما وراءه قبل أن يختنق".

6 ساعات سباحة

نشرت صحيفة "التايمز" الأمريكية بتاريخ 24 آب 2015 خبراً بعنوان" "سوري سبح لست ساعات من تركيا في رحلة بطولية إلى الحرية" وذلك عن حكاية اللاجئ السوري "هشام معضماني" الذي وصل إلى ألمانيا بعد أن قطع المسافة البحرية من تركيا إلى اليونان سباحة في شتاء 2015. وبالرغم من إتقانه للسباحة إلا أنه لم يسبح في البحر سوى مرتين في حياته، وكان خيار سباحة 5 كيلو مترات هو الحل الوحيد للوصول إلى أوربا نظراً إلى عدم امتلاكه المبلغ المطلوب لاجتياز المسافة بزوارق الموت، يقول هشام "رميت حقيبتي وكل ما معي لأتمكن من السباحة، رميت الدواء وحتى شهادات خبرتي، ونزلت إلى الماء، ما إن وضعت قدماي فيها حتى كاد يغمى علي من شدة برودتها".

ولم يكن "هشام" الوحيد الذي قطع المسافة البحرية سباحة، فالأختان "سارة ويسر مارديني" و3 أشخاص آخرين قفزوا من زورق الموت الذي كان يغرق، لتخفيف العبء  وتابعوا السباحة لمدة 3 ساعات متواصلة قبل أن يصلوا إلى الشواطئ اليونانية، ومن ثم إلى برلين.

ركلة المصورة الهنغارية .. واللاجئ السوري

قصة المدرب اللاجئ" أسامة عبد المحسن" وابنه" زيد" من أكثر القصص شيوعاً بالإعلام العالمي والعربي. في تاريخ 9 إيلول 2015 ذاع صيتهما بعد انتشار تسجيلات مصورة للاجئين أثناء جريهم لقطع الحدود البرية المجرية الصربية، وتظهر في التسجيل إحدى الصحافيات وهي تقوم بعرقلة "أسامة" بقدمها وهو يحمل ابنه، مما أدى إلى سقوطهما أرضاً بينما يحاولا الفرار من الشرطة. ليحظى، بعد شيوع التسجيل، باهتمام عالمي كبير أدى إلى تقديم إسبانيا مبادرتها باستقبال اللاجئ وابنه في مدريد، ومن ثم وقع عقداً لتدريب إحدى الفرق الرياضية في إسبانيا، وتمّ تكريمه من قبل فريق ريال مدريد الإسباني ولاعبه الشهير رونالدو كريستيانو.

من القصص المغمورة

في ظل اهتمام الإعلام العالمي بقصص اللاجئين في صيف عام 2015، يتم اليوم  في نهاية العام تجاهل الكثير من القصص التي فقدت بريق ذلك الاهتمام العالمي. فقصة والدة إبراهيم زعرور لم تحظَ بذات الاهتمام بالرغم من أنها مأساة العصر، فنجاة الأم الخمسينية من الغرق لتشهد غرق ابنها" إبراهيم زعرور" البالغ من العمر 20 عاماً، والذي كان برفقتها على متن القارب، هو من أكثر القصص المفجعة.

وليست قصة غرق "ساجدة علي السهو" وأطفالها السبعة أقل إيلاماً، الذين عُثر على جثثهم بتاريخ 11 كانون الأول 2015 في بحر إيجه، في حين نجا الزوج بعد محاولة وصولهم المفجعة إلى الجزر اليونانية.

عشرات القصص في 2015 يمكن تصنيفها"بمأساة العصر" وسط عجز دولي لمساعدة السوريين، فهناك من نجا ليروي للعالم كيف تم التخلي عنهم، وهناك من ابتلع الموت حكاياتهم وبقيت طي النسيان.

التعليقات (1)

    نورس الاحمد ديرزور القوريه

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    انا طلعت انا وعيلتي يوم الاربعاء بتاريخ 28 10 2015 من ازمير بتجاه يونان بلم واجواء كانت صعبه جدا وقبل الشاطء اليونان طق البلم وغرقنا بحرايجه وراحو 14طفل غرق وانا الحمدالله تغذت عيلتي سباحه ابني عمرو سنه احمد وبنتي عمره 3سنين وزجتي ولجءنه على صخره قبل شواطء يونان كل جبال يعني مافي شاطء وضلينه ساعتين حتى اجت مروحيه وشافتنه وبعد ساعه اجا خفر سواحل وغواسين لحتى نغذونه وقصه مرعبه جدا والحمدالله الله كتبنا عمر جديد انا وعيلتي اما الباقي من ركاب خسرو اطفالهم شي طالعو ميت وشي مالقو بتلعو بحر وانا نغذت ك
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات