النظام يبتز دير الزور المحاصرة ويحول طائراته لـ"تكسي" أجرة

النظام يبتز دير الزور المحاصرة ويحول طائراته لـ"تكسي" أجرة
انتزع تنظيم الدولة" داعش" في أواخر 2014 السيطرة من الثوار على أحياء عدة في دير الزور، مما أوقع المدنيين الذين يقطنون في الأحياء الواقعة تحت سيطرة النظام والتي يتجاوز عددهم 150 ألف مدني اليوم في حصار مميت منذ ما يقارب العامين من جوع وفقدان لأساسيات الحياة جراء قطع عناصرداعش  جميع الطرق البرية وابتزاز النظام وشبيحته للأهالي ومنعهم من الخروج للمحافظة عليهم كدروع بشرية.

300 ألف ليرة سوري ثمن الخروج

مع بداية حصار أحياء دير الزور كان عدد القاطنين فيها يبلغ حوالي 700 ألف نسمة، خرج منهم من خرج وبقي 150 ألف نسمة لا يمتلكون السعر الذي فرضه النظام كضريبة للخروج.

يقول "خليل الديري" لأورينت نت" داعش تسيطر على كل المنافذ البرية لتلك الأحياء ومنها حي القصور وحي الجورة، وتمنع الخروج والدخول، والطريقة الوحيدة للخروج هي عبر طائرة الشحن العسكرية التابعة للنظام، المعروفة باسم" إليوشن"، لكنك كي تخرج تحتاج إلى موافقة أمنية لأن النظام لا يسمح للمدنيين بالخروج للحفاظ عليهم كدروع بشرية، لكن إذا دفعت مايقارب 300 ألف ليرة سورية أي 1000 دولار إلى أحد الشبيحة سيتمكن من إحضار الموافقة المنشودة، تحت حجة العلاج، وسيتم نقلك بالاتفاق مع طياري النظام إلى دمشق أو حمص، وهذا السعر ليس ثابتاً فأحياناً يبلغ أكثر من 450 ألف ليرة سورية، وهو مبلغ ليس بحوزة من عاش الحصار لمدة عامين".

يتابع "خليل" القول" هذه الأتاوة يفرضها شبيحة النظام وبعلمه، بعد أن نشر الأخير بيانات في أحياء الدير منذ 7 أشهر تفيد بوقف الموافقات لخروج المدنيين من تلك الأحياء، وعلقت البيانات على جدران كل من مبنى المحافظة في ديرالزور ورئاسة الجامعة والمشفى الوطني".

"شمّ ولا دوق"

إن كانت المدن السورية المحاصرة تخضع لحصار من قبل قوات النظام وميليشياته الطائفية يمنع عنها المواد الغذائية، فإن النظام يتبع سياسة جديدة مع دير الزور وذلك ضمن سياسات التجويع التي يمارسها في سوريا.

تقول "سلمى العساف" لأورينت نت:" بالرغم من أن عناصر داعش تطبق الحصار على الأحياء التابعة لسيطرة النظام، إلا أن طائراته الحربية تعمل تحت طلب التجار وبالاتفاق معهم ضمن مبلغ محدد قد يصل إلى 30 ألف دولار للنقلة الواحدة حسب مايقولون، وتنقل الطائرة المواد الغذائية والطبية إلى مناطقنا ليتم عرضها أمام الأهالي بأسعار فلكية لا يمكن استيعابها في ظل الحصار وقلة الموارد المادية، فأن يكون سعر كيلو السكر 6000 ليرة وعلبة الشاي بـ 14000،  فهذا يعني شمّ ولادوق، فضلاً عن أن المواد الغذائية الأساسية معدومة بشكل كامل في المدينة".

الأرواح ..."روح السكر"

ولأن الحاجة أم الاختراع فدير الزور اليوم تعيش على ما يطلقون عليه" الأرواح".

تشرح "سلمى" لأورينت نت ماهية الأرواح فتقول:" دير الزور تعيش اليوم على الأرواح روح السكر روح البندورة روح البيض روح الملح روح الجبنة روح الماجي، نظراً إلى شح المواد الغذائية وندرتها، والغلاء الفاحش الذي يفرضه النظام علينا، حيث تم إعداد مساحيق متنوعة لها طعومات متمايزة وتروج كبدائل للأطعمة، لكن حتى هذه الأرواح بدأ التجار بخلطها بالنشاء والجبصين، ويبلغ سعر 30 غرام من روح السكر 1000 ألف ليرة سوري".

الموت جوعاً .. والموت على جبهاته

لم يكتفِ النظام بمنع الأهالي من الخروج من الدير للحفاظ على وجودهم كدروع بشرية، بل يقوم كل فترة بحملات اعتقال تطال أولاد دير الزور.

الناشط" حسام الفرات" أخبر أورينت نت" أن"حملات الاعتقال لا تتوقف في دير الزور، آخرها ما جرى في الأمس، حيث قام النظام بحشد كبيرلميليشيا الدفاع الوطني والشبيحة وعصابات الحرس الجمهوري والفرقة السابعة عشر ومن ثم داهموا البيوت في حي الجورة والضاحية الكبيرة وجمع كل الشباب حتى سن 45 عاماً، وبلغ عدد المعتقلين أكثر من ألف شاب، وتم جمعهم في مدرسة إعدادية للبنات واقعة وبعد التدقيق في أسماء المعتقلين ضمن المدرسة تم حجز أعداد كبيرة من الشبان لنقلهم على الخدمة الإلزامية للنظام ، كما أجبر 300 معتقل على التطوع في صفوف الشبيحة وميليشيا الدفاع الوطني تحت التهديد والإكراه".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات